باريس / متابعات :يتناول الباحثان الفرنسي غوستان فيس والأميركي جوناتان لورانس قضية مسلمي فرنسا في توقيت مناسب يشهد اتساع حدة النقاش حولهم، وذلك في كتاب جديد بعنوان “إدماج الإسلام “ طرح بالمكتبات في مارس / الماضي مع أطروحات داخل فرنسا وصفت بغير المتسامحة في حق الإسلام والمسلمين.ويتحدث الكتاب عن خمسة ملايين مسلم - تشير تقديرات أخرى إلى أنهم ثمانية ملايين - يعيشون في فرنسا، وعن التحدي الذي تواجهه عملية إدماجهم في المجتمع. حيث يقول غوستاف فيس الأستاذ والباحث بالعلوم السياسية للجزيرة نت إن كتابه هو حصيلة جهد وبحث مشترك استمر أربعة أعوام، مؤكدا أن الإسلام خضع لمناورات من سياسيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. [c1]اهتمام المتخصصين [/c]ويعد فيس المرشح فيليب دوفيلييه رئيس حزب التجمع من أجل فرنسا مثالاً لهذه المناورات التي جسدها من خلال كتابه عن العمال المسلمين في مطار رواسي-شارل ديغول، واتهمهم فيه بالإرهاب مما أشاع أجواء غير مواتية في المجتمع الفرنسي.وأضاف أنه من حسن الحظ أن هذا الطرح لم يلق صاحبه الاستجابة المطلوبة بدليل النسبة الضئيلة للغاية التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية وخروجه من الجولة الأولى, ولا ينفي المؤلف عن المسلمين صفة الضحية أيضاً خاصة وأن حوادث عدة ترتكب في حقهم تطال المساجد والمقابر على سبيل المثال.ورأى مدير البحث بمدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية فرهاد خسروخافار في الكتاب عملاً نجح في تكثيف كل مظاهر قضية المسلمين في فرنسا، ولخص خسروخافار أهمية الكتاب بوصفه إياه بالضرورة للتعرف على واقع المسلمين الفرنسيين.[c1]علاقة وثيقة [/c] ويعمد المؤلفان إلى توصيف الحقيقة المعقدة للإدماج، وهما يربطان بين الموضوع الرئيسي للكتاب وعدة مظاهر مثل الزواج المختلط بين المسلمين المهاجرين وذوي الأصول الفرنسية وممارسة الشعائر ومسائل الانتماء والهوية.الشيخ ضو مسكين نموذج للمعاناة مع المؤلف غوستان فيس (الجزيرة نت) وفي إطار هذا العرض الموثق يظهر الكتاب السياسات التي تتبعها الدولة وتباشرها في التعامل مع المسائل التي لا تخلو من حساسية مثل أصوات الناخبين الفرنسيين المسلمين والعلاقة بين إسلام فرنسا وسياستها الخارجية، إضافة إلى ما أسماه الكتاب معاداة اليهود.ويتساءل الكتاب عما إذا كانت فرنسا تعيق الاندماج أم أنها تصيغ هذا الاندماج، حيث يتولى في معرض رده على التساؤل تكثيف كل مظاهر الوجود المسلم في فرنسا واستعراض واقعه. إلا أنه لا يعطي رداً على طريقة أبيض أو أسود بقدر ما يشدد على الوجود الإيجابي للمسلمين وخطورة التوظيف غير الملائم لورقتهم في سياق مناورات ومناسبات سياسية.ويتحدث الشيخ ضو مسكين عن الكتاب الذي استشهد بحالته شخصياً وذلك بأكثر من صفحة - من بينها الصفحتان 321 و322 - والذي يقول للجزيرة نت إن الكتاب يكشف عن أن الدولة الفرنسية تساهم بطريقة ثابتة في تشويه صورة المسلمين لدى الرأي العام.وضرب أمثلة على ذلك بعمال مطار شارل ديغول-رواسي الذين سحب منهم تصريح العمل لأسباب قيل إنها تتعلق بالإرهاب دون أن يدان أياً منهم أمام القضاء. كما يضيف أن الكاتبين ذكرا أيضاً أنهما ذهبا إلى المسؤولين واستفسرا منهم عن السبب في إلقاء القبض عليه، وكانت الإجابة أنه لا توجد لديهم أية أدلة على اتهامي بالإرهاب وأنني بعيد عن هذا الاتهام.
|
ثقافة
كتاب جديد يتناول إشكالية دمج الإسلام في فرنسا
أخبار متعلقة