اقواس
ما أحوجنا لكي نسمع عن خبر إنشاء مؤسسة ثقافية من طراز حديث شبيهة بالمؤسسات الموجودة في بلادنا كمؤسسة العفيف والسعيد مثلاً وقد تكون هذه المؤسسة شبيهة بسابقاتها من حيث وجود المكتبة وتوفر الكتب المختلفة الفنون وإقامة الفعاليات الأسبوعية ولكن قد تطرأ عليها إضافات من نوع آخر مثلاً : إنشاء مقهى أدبي مفتوح يومياً تتوفر فيه جميع وسائل الراحة التي يجب توفرها للمثقف وبالتالي يستطيع المبدع أن يفرغ طاقاته الإبداعية في هذا المقهى أياً كان ذكراً أو أنثى ويصبح هنا المقهى الأدبي أو المنتدى يومياً ملتقى للمثقفين والمثقفات بدلاً من جلوسهم في المقاهي والبوفيات والبحث عن أماكن يظن أنها تفي بغرضهم لإشباعهم من الراحة النفسية والثقافية وهي أصلاً أماكن لترويج عادات خالية من روح الثقافة والأدب وبعد ذلك تقوم هذه المؤسسة بعمل مهرجانات شهرية مناسباتية تهتم بالمرأة والطفل والسياحة وتشجيع ودعم المعاقين حركياً وذهنياً وعمل مهرجانات أيضاً تهتم بالحرف اليدوية وإبداعات النساء في مجال الصناعة اليدوية وينبغي أن تقام هذه المهرجانات بطريقة غير المعهودة التي نراها دائماً في كل مهرجان بحيث تكون بشكل مختلف تماماً.فمثلاً عندما يقام مهرجان سياحي أولاً: يجب أن تكون مدته لا تزيد عن خمسة عشر يوماً، ثانياً : من الضروري جداً أن يحتوي هذا المهرجان على فقرات غنائية وإنشادية تراثية وفلكلور شعبي ومسابقات تحفيزية لصالح المبدعين والمبدعات من الرجال والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، ثالثاً : عرض نماذج من المشغولات اليدوية والموروث الشعبي بجميع أشكاله.أيضاً عندما يقام مهرجان طفولة أولاً : يجب أن تكون مدته لا تزيد عن خمسة عشر يوماً، ثانياً : من الضروري جداً أن يحتوي هذا المهرجان على جميع الإبداعات الخاصة بالأطفال التي تعود عليهم بالنفع المادي والمعنوي وأيضاً إجراء المسابقات الثقافية والرياضية بين الأطفال وتشجيع هؤلاء الأطفال على موهبة الغناء والشعر وغيرها من الإبداعات الثقافية التي تصب في الارتقاء بهم نحو خدمة وطنهم ومستقبلهم ومواهبهم الإبداعية المختلفة.وأخيراً نقول لو وجدت مثل هذه المؤسسة الثقافية النموذجية بمثل هذه المؤهلات في كل محافظة ربما لاستطاعت أن تحدكثيراً من السلبيات والممارسات بما فيها المعاكسات والحركات المتخلفة الغير حضارية والتي دائماً ما تصدر من الشباب والأطفال وستغلق مثل هذه المؤسسات الطريق على أولئك الذين يقيمون المهرجانات والبازارات في المدارس والجامعات وقاعات المعارض الدولية بصورة مختلفة عن ما نأمل وذلك من خلال احتواء هذه المهرجانات على فرق فنية شبابية تغني مختلف أنماط التفاهات الفنية الخالية من أي مضمون فني راق وأيضاً خلو هذه المهرجانات من أي محتوى إيجابي تثقيفي أو ترفيهي أو فني وبالتالي تعن الفائدة المادية فقط على المنظمين لمثل هذه المهرجانات دون الهدف المنشود الذي يعود بالفائدة المادية والمعنوية على الجميع ومن المؤسف له أن أكثر الشباب هذه الأيام يستمعون دائماً إلى هذه الأغاني الركيكة ويقبلون عليها بشكل مخيف ورغبة جامحة ولا يحصلون على تلك الرغبة إلا في هذه المهرجانات أو حفلات الأعراس إذا لم يحصلوا على هذا أو ذاك يلجؤون لإِشباع رغباتهم عن طريق اللعب بالكرة في الشوارع وقطع الطريق على المشاة أو ممارسة الألعاب العدوانية التي تسبب اذية للآخرين مثل المفرقعات وخصوصاً بجانب المساجد.