انفتاح اقتصادي وعلاقات متوازنة
تحتفل جمهورية الصين الشعبية الصديقة في الأول من أكتوبر بالعيد الستين لتأسيسها عام 1949م.ففي مثل هذا اليوم أعلن الرئيس الصيني ماوتسي تونغ عن تأسيس الجمهورية رسمياً التي شرعت في انجاز الإصلاح الزراعي بالمناطق التي تشكل أكثرمن 90 % من الزراعيين في البلد حيث حصل “300” مليون فلاح على “47” مليون هكتار من الأراضي لزراعتها.وقبل تأسيسها عام 1949م كانت الصين دولة شبيهة بعملاق فقير وضعيف تعداد سكانه آنذاك نحو”500” مليون نسمة ومساحتها “9,6” مليون كيلومتر مربع وكانت المنتجات الصناعية هي الغزل وتشكل “445” ألف طن في السنة والأقمشة “2,79” مليار متر والفحم الخام “61,88” مليون طن والكهرباء “6” مليارات كيلو واط/ ساعة، وكانت أعلى الكميات لإنتاج الحبوب السنوي “150” مليون طن والقطن “849” ألف طن وكانت هذه نقطة الانطلاقة للتنمية الاقتصادية للصين الجديدة.وخلال هذه السنوات وضعت الصين العديد من خطط التنمية الاقتصادية واسعة النطاق والتي ساهمت في تحسين الوضع المعيشي للمواطن وتلبية متطلباته وبناء مشروعات ضخمة قفزت بالصين لتكون إحدى الدول الاقتصادية الكبيرة ذات القدرة التنموية الكاملة في العالم.واليوم ومع مرور ستين عاماً على تأسيسها أصبحت الصين من الدول الأكثر تطوراً وانفتاحاً على العالم بعد قرارها إجراء الإصلاح على النظام الاقتصادي عام 1978م وطبقت سياسة الانفتاح على الخارج وأصبحت اليوم نافذة تطوير الاقتصاد الموجه إلى السوق العالمية وتصدير المنتجات التي عادت إليها بالعملات الصعبة واستيراد التقنيات المتقدمة.ودفع الانفتاح على العالم الخارجي التجارة الخارجية الصينية دفعاً كبيراً فقد ازدادت قيمة التجارة الخارجية الصينية بمعدل “15,3 %” من عام 1979م إلى 1999م، وفي عام 2000م تجاوزت ثلاثة أهداف متعلقة بالاستيراد والتصدير لأول مرة “200” مليار دولار وبلغت قيمة الصادرات “249,2” مليار دولار والواردات “225,09” مليار دولار فيما بلغ إجمالي الرسوم الجمركية “242,1” مليار دولار.وفي العام 2001م تجاوز مجمل الصادرات والواردات “500” مليار دولار وبلغ عدد البلدان والمناطق ذات العلاقات التجارية مع الصين أكثر من “220” دولة.وتنتهج الصين سياسة خارجية سلمية مستقلة تهدف بالأساس إلى حماية استقلالها الوطني وسيادتها ووحدة أراضيها معتمدة بذلك على إنشاء علاقات صداقة مع جميع دول العالم على أساس مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي.وتتمتع الصين بعلاقات واسعة مع الدول النامية مبنية على التعاون الثنائي الدولي على أساس المنفعة المتبادلة بهدف التنمية المشتركة باعتبار الصين أكبر الدول النامية في العالم وهي دائمة العضوية وتبذل جهودها الدؤوبة في دفع السلام والتنمية في العالم وإقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد يقوم على السلام والعدالة.