الكحول والعنف في امريكا
واشنطن/وكالات:أظهرت دراسة قام بها باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأميركية أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة تغفل الإشارة إلى تعاطي الكحول كعامل مرافق ومسبب محتمل للعديد من جرائم العنف والحوادث المختلفة. وكان الباحثون قاموا بتحليل قصص الحوادث التي ُنشرت في عدد من الصحف اليومية والتي بلغت في مجموعها ألف نسخة، كما أجروا تحليلاً لنحو 550 من البرامج الإخبارية، والتي أنتجت من قبل عدد من محطات التلفزة الأميركية. بالإضافة إلى ذلك شملت عينة الدراسة 72 نسخة لمجموعة من المجلات الأميركية الشهيرة، وذلك بهدف تقييم أسلوب تقديم قصص الجرائم والحوادث المختلفة، كما استعان الباحثون ببيانات "الإدارة الوطنية للسلامة على الطريق السريع" لجمع معلومات حول الحوادث المرورية وأسباب وقوعها. وتشير نتائج الدراسة التي نشرت في دورية "دراسات حول الكحول" في إصدارها الإلكتروني المبكر لشهر تشرين ثاني/نوفمبر، أنه على الرغم من أن تعاطي الكحول قد ساهم في وقوع 31 في المائة من جرائم القتل، إلا أن التقارير الإعلامية التلفزيونية التي غطت هذا النوع من الحوادث قد أشارت إلى "الكحول" كعامل مرافق في 2.6 في المائة فقط من تلك الجرائم. كما أفادت نتائج الدراسة بأن التقارير الصحفية حول جرائم القتل قد أظهرت "تعاطي الكحول" كأحد الظروف المصاحبة لوقوع الجريمة، في ما يقرب من 7.3 في المائة من مجموع جرائم القتل. ويوضح الباحثون بأنه على الرغم من أن تعاطي المواد ذات السُمية مثل الكحول والمواد المخدرة قد تسبب في وقوع 34 في المائة من الحوادث المرورية، إلا أن التقارير الصادرة عن محطات التلفزة قد أشارت إلى الكحول كمسبب محتمل لوقوع الحادثة في 12.8 في المائة فقط من التقارير التي تناولت الحوادث المرورية. أما "الرواية الصحفية"، وبحسب ما أكدت الدراسة، فقد أشارت إلى العلاقة ما بين تعاطي الكحول ووقوع "الحادث المروري" في 19.2 في المائة من تقارير الصحف، و22.2 في المائة من قصص الحوادث المنشورة في المجلات المختلفة. ووفقاً لقول الباحثين فإن تعاطي الكحول قد تسبب بوقوع نحو 31 في المائة من الحوادث (غير المرورية) القاتلة. ويعلق في هذا الشأن مايكل سلاتر وهو أستاذ في علم الاجتماع والسلوكيات من الجامعة، وعضو فريق البحث، قائلاً "إن الاكتفاء بمتابعة الأخبار التي تبثها محطات التلفزة، سيجعل الأفراد غير مدركين لمخاطر الكحول فيما يتعلق بتسببها بالجرائم والحوادث المختلفة". كما يؤكد سلاتر على أن الأمر ذاته ينطبق على وسائل الإعلام المكتوب "حيث أن التقارير الصحفية لا تذكر القصة كاملة". وينوه القائمون على الدراسة، بأن إغفال وسائل الإعلام لذكر العلاقة ما بين "تعاطي الكحول"من جهة وجرائم العنف والحوادث المختلفة من جهة أخرى، لن يمكن الأفراد من إدراك مخاطر الكحول على نحو جيد.