* غريب وعجيب امر صديق اعرفه منذ سنوات طويلة كل اسبوع يأتيني بقصة حب جديدة في حياته .. وفي كل مرة يقو لي ان هذا الحب الذي يبحث عنه بعد ان فشلت عشرات التجارب الغرامية التي جربها من قبل... وكنت واثقاً في كل مرة ان حديثه سيتبدل ويتغير الاسبوع القادم.. حيث سيأتي من ليخبرني بنفس الاسطوانه بعد ان يجد حباً جديداً .. حقيقة كنت حتى الاسبوع الماضي، اشفق عليه واتحرق اسفاً على الفتاة التي كما يدعي هو إنها وقعت في حبه.صدقوني صديقي شاب القلب والروح .. وهذا العام 2006م احتفل بالعقد الخامس من عمره.. طيب جداً الى درجة انه اذا سمع من اي امرأة حتى وان كانت فتاة تصغره كثيراً اي بمقام ابنته ان كان تزوج قبل عشرين عاماً مثلاً.، يسمع منها كلمة حلوة، بسرعة يفكر انها تحبه مثل الافلام الهندية من اول نظرة .. ويبدأ في نسج الاحلام في مخيلته حتى يكتشف بعد اسبوع او على الاكثر اسبوعين ان المرأة او الفتاة لاتحبه بل تحترمه وعليه ان يفهم ذلك.. وهكذا تدور الاحداث في حياته .. لايريد ان يسمع نصيحة احد من اصدقائه حتى من القريبين الى قلبه نصيحة بان الحب ليس سرقة وان الحب من اول نظرة لا وجود له في حياتنا التي نعيشها اليوم .. واعتقد وارجو ان لاتفهموني غلط لوقلت ان الحب الحقيقي الذي نشاهده في الافلام القديمة او في القصص الغرامية التي كنا نقرأها ونحن في مطلع الشباب.. سنوات المراهقة .. فالحب اليوم مصلحة بين شخصين مثل الشركة التي تؤسس بين تاجرين كل واحد ينظر الى مصلحته اولاً.. على عكس المعنى الحقيقي للحب الذي يربط بين قلبين مثل الازهار التي تعانق بعضها وهي تنمو فوق الاغصان وتحت سماء صافية وعلى صوت العصافير .. قد أكون خاطئاً في فهمي هذا للحب الحقيقي.. ولكن تجاربي في هذه الحياة .. خصوصاً في الحب .. جعلتني هكذا افهم الحب .. ماعلينا من كيف افهم الحب وكيف اقيمه .. ونعود الى حكاية صديقي الذي جاءني الاسبوع الماضي ليصرخ في وجهي قائلاً دون مقدمات.« كذاب من يقول إن في زماننا هذا توجد انسانة تحب بصدق واخلاص .. انسانة لايهمها قلب وروح وحب الرجل لها .. بل الهم الاول والاخير لديها المادة التي غلبت حتى على المظهر الذي تتباهى به امام صديقاتها واهلها..».سكت صديقي بعد هذه الكلمات التي صرخ بها في وجهي.. وجلس يترقب حديثي الذي لا اعرف كيف انحبس في داخلي فيما ظلت عيوني تتفحص منظره بتعجب وكأنني اشاهده لاول مرة في حياتي وليس صديقاً اعرفه جيداً كما اعرف نفسي .. صديق تربطني به سنوات طويلة من العشرة والزمالة في سنوات الدراسة التي كان فيها « شقي» ليس في تعامله مع زملائه واصدقائه وحتى اهله.. بل مع اي فتاة يتعرف عليها .. وكنا جميعاً نقول : « سيأتي اليوم الذي سيتعرف فيه على إنسانة تعلمه كيف يحترم السيدات ..»صديقي للعلم عازب حتى اليوم .. لأن فلسفته في اختيار من ستشاركه في تكوين اسرة واحدة ، فلسفة يضحك منها الاطفال وليس الكبار فقط.. انه يبحث عن أنسانة يعيش معها اولاً قبل الارتباط المقدس، قصة حب كالتي يشاهدها وهو مراهق في الافلام العربية القديمة ... يريد ان يتجول مع حبيبته في كل مكان .. يريد كما يقول هو « ان تقنعه بالصداقة والحب على الارتباط لا ان يفرض عليه المجتمع هذا الارتباط ثم يأتي الحب».* صدقوني هذه الحكاية حقيقية .. لذلك اترك لكم الحكم في حال صديقي هذا .. مع العلم ان صرخته جاءت بعد ان وجد فتاة اعطته في البداية حباً جارفاً ثم قالت له بعد فترة من الاهمال.. « عفواً انت لاتناسبني ومابيننا ليس حباً بل اعجاب انشددت اليه فترة ثم ذاب لاكتشف انك ليس حبيبي»..* * *[c1]شيخ متحضر[/c]أنيس محمد الحبيشي .. شيخ في اواخر العقد الخامس من العمر .. شيخ متحضر يعشق حديثه كل من يستمع اليه في اي حديث كان خصوصاً في الدين الاسلامي ، لديه في هذا العلم ثقافة واسعة ومنهاجية بعيدة عن التطرف والتشدد.. متواضع الطبع والتطبع، من اسرة متوسطة الحال، شق طريقة في العلم ومنه في الحياة بالاعتماد على ذاته واخوانة جميعاً يعشقون العلم ، لهم نصيب وافر من فقه علوم اللغة والدين والسياسة .. علوم اعانتهم في مواجهة تحديات الحياة .. فصار بعضهم يشار اليه بالبنان ومنهم شيخنا الشاب المتحضر/ انيس .. وهبه الله العلي القدير موهبة وصوتاً جميلاً في ترتيل القرآن الكريم.. يشعرك وانت تستمع اليه بروحانية تسقط الدمع من عينيك خشوعاً ورهبة لله سبحانه وتعالى ..لهذا الشاب المتحضر والشيخ الذي يجمع الناس على حب وطاعة الله جل جلاله ، كما يجمعهم كمأذون شرعي على تكوين الاسرة - نقول :- كثر الله من أمثالك في زمن كثر فيه الدجالون والمنافقون والمزايدون على ديننا السمح الكريم ..* * *[c1]أغنية الأسبوع[/c]* .. « ماتستهلش الحب لكني أنا أسرعت في حبيمثلت لي حبك وحبيتك أنا المسكين من قلبيظنيت فيك الخيرترعى الودَّفي بعدي وفي قربيحبك سكن قلبيوخلّد وسط قلبيذكريات...وقلت ذا الليباينسيني عذابيفي الحياةلكن خسارةخاب ظني فيك واتبددومات ... »[c1]* غناء الفنان الكبير/ أبوبكر سالم بلفقيه[/c]