شخصيات خالدة
أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية ، تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص، وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا بينما يعتبره البعض هرطقيا بسبب آرائه حول مسألة الانبثاق.ولد في شمال أفريقيا قبل مجيء الإسلام وهو ابن القديسة مونيكا تلقّى تعليمه في روما وتعمّد في ميلانو. مؤلفاته - بما فيها الاعترافات، التي تعتبر أول سيرة ذاتية في الغرب - لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم.يتحدّر القديس أوغسطين من أصول أمازيغية على الأغلب ، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره أرسلته أسرته إلى مداورش، مدينة نوميدية تقع 30 كلم جنوبي تغاست. في عمر السابعة عشرة ذهب إلى قرطاج لإتمام دراسة علم البيان.كانت أمه مونيكا أمازيغية ومسيحية مؤمنة أما والده فكان وثنيا. رغم نشأته المسيحية إلا أن أوغسطين ترك الكنيسة ليتبع الديانة المانوية خاذلا أمه. في شبابه عاش أوغسطين حياة متعية وفي قرطاج كانت له علاقة مع امرأة ستكون خليلته لمدة 15 عاما. وكان تعليمه في موضوعي الفلسفة وعلم البيان، علم الإقناع والخطابة. بعد أن عمل في التدريس في تغاست و قرطاج انتقل عام 383 إلى روما لظنّه أنها موطن خيرة علماء البيان. إلا أنه سرعان ما خاب ظنه من مدارس روما وعندما حان الموعد لتلاميذه أن يدفعوا ثمن أتعابه قام هؤلاء بالتهرب من ذلك. بعد أن قام أصدقاؤه المانويون بتقديمه لوالي روما، الذي كان يبحث عن أستاذ لعلم البيان في جامعة ميلانو، تم تعيينه أستاذا هناك واستلم منصبه في أواخر عام 384.في ميلانو بدأت حياة أوغسطين بالتحول من خلال بحثه عن معنى الحياة بدأ يبتعد عن المانوية منذ أن كان في قرطاج ، خاصة بعد لقاء مخيب مع أحد أقطابها. وقد استمرت هذه التوجهات في ميلانو كما كان للقائه بأمبروزيوس، أسقف ميلانو، أثرا كبيرا على هذا التحول. لقد أعجب أوغسطين بشخصية أمبروزيوس وبلاغته وتأثر من مواعظة فقرر ترك المانوية إلا أنه لم يعتنق المسيحية فورا بل جرّب عدة مذاهب وأصبح متحمسا للأفلاطونية المحدثة.في صيف 386، بعد قراءته سيرة القديس أنطونيوس الكبير وتأثره بها قرر اعتناق المسيحية، ترك علم البيان ومنصبه في جامعة ميلانو والدخول في سلك الكهنوت. ولاحقا سفصّل مسيرته الروحية في كتابه الاعترافات. فقام أمبروزيوس بتعميده وتعميد ابنه في عام 387 في ميلانو. عام 388 عاد إلى أفريقيا وقد توفيت أمه وابنه في طريق العودة تاركين إياه دون عائلة.بعيد عودته إلى تغاست قام بتأسيس دير. عام 391 تمت تسميته كاهنا في إقليم هيبو (اليوم عنابة في الجزائر). أصبح واعظا شهيرا (وقد تم حفظ أكثر من 350 موعظة تنسب إليه يعتقد أنها أصيلة) عام 396 تم تعيينه أسقفا مساعدا في هيبو وبقي أسقف هيبو حتى وفاته. ورغم تركه الدير إلا أنه تابع حياته الزاهدة في بيت الأسقفية. الأنظمة الرهبانية التي حددها في ديره أهلته أن يكون شفيع الكهنة.توفي أوغسطين في 18 آب 430 في عمر 75 بينما كان الفاندال يحاصرون هيبو. إن أوغسطين شخصية مركزية في المسيحية وتاريخ الفكر الغربي على حد السواء، يعتبره المؤرخ توماس كاهيل أول شخص من العصور الوسطى وآخر شخص من العصر الكلاسيكي. تأثر فكره اللاهوتي والفلسفي بالرواقية والأفلاطونية والأفلاطونية المحدثة وخصوصا فكر أفلوطون مؤلف التاسوعات