شخصيات خالدة
[c1]لويس برايل[/c]ولد لويس برايل سنة 1809 في احدى ضواحي باريس لوالد يعمل في صناعة الجلد ، وقبل التحاقه بالمدرسة علمه أبوه استخدام يديه بمهارة ، وكان حاد الذكاء فأصبح تلميذا وموسيقيا بارعا ، و في الثالثة من عمره وفيما كان يلعب في دكان والده جرح إحدى عينيه مما أدى إلى إلتهابات فيها بالرغم من العناية الجيدة بها إلى أن تفاقم الالتهاب و سرعان ما تركته كفيفا كليا. سمح له في سنواته المدرسية الأولى أن يكون تلميذا مستمعا، وفي العاشرة أرسل إلى المعهد الملكي للشبان المكفوفين في باريس، حيث كانت معظم التعليمات شفهية ما عدا القليل من الكتب ذات الطباعة النافرة والتي أنتجها مؤسس المعهد. في ذلك الوقت، كانت الحروف النافرة تصنع بضغط الأسلاك النحاسية في الورق ، ولكن لم يكن هنالك وسيلة تمكن المكفوفين أنفسهم من الكتابة . ورغم عبء الكتب الضخمة والقراءة البطيئة للحروف المحسوسة فقد نجح برايل في تدرجه العلمي ليصبح معلما في المؤسسة نفسها فيما بعد. سمع لويس برايل عن نظام النقاط النافرة التي طورها كابتن في الجيش الفرنسي إسمه شارل باربييه دي لا سيرّه. وباربييه هو الشخص الذي صمم رمزاً من النقاط والخطوط النافرة كوسيلة لتمكين الجنود من كتابة وقراءة الرسائل ليلاً دون تعرضهم لنور يكشفهم للأعداء. إستند هذا التصميم على الصوتيات التي تكونت من مجموعة كل منها إثني عشرة نقطة مصفوفة في عامودين من ست نقاط. كان لويس برايل لامعاً وهو في سن المراهقة، وقد استعمل إبداعه لإختراع طريقة سهلة وسريعة للقراءة والكتابة للمكفوفين. كما عمل على أسس أفكار باربييه لتطوير نظامه الخاص المبسط والذي نعرفه في يومنا هذا بنظام برايل. فقد كرس رمزاً نافراً أسسه على الأبجدية العادية وخفض عدد النقاط إلى ست يمكن إستخدامها من خلال 63 تركيبة مختلفة. وجدير بالذكر أن لويس برايل كان أول من طور طابعة عرفت حينها بالرافيغراف، وذلك خمسون سنة قبل الآلة الكاتبة. ونشر كتابه البرايل الأول عام 1829 . إن ما فعله برايل يطابق ما يعرف اليوم بالرقمية، وما أنتجه كان وسيلة فريدة عالمية للتواصل المكتوب كان لويس برايل ملماً بقيمة عمله التنموية رغم ضيق مساحة قبوله لدى الآخرين في تلك الفترة وقد ابتكر لغة للمكفوفين سميت تيمناً به لغة (لويس برايل)