الاحتباس الحراري
عمر السبعيقول العالم الدنماركي بجارني اندرسون البروفيسور في جامعة كوبنهاجن والخبير في علم الديناميت الحراري إن الحديث عن الاحتباس الحراري عادة دوافعه سياسية أكثر منها علمية وإن ليس للجو درحة حرارة واحدة إذ تؤدي درجات الحرارة المختلفة في كوكب الارض الى هبوب عواصف وتيارات بحرية ورعد وكلها عوامل تؤدي الى صنع المناخ وأن درجة حرارة الارض والمحيطات أزدادت خلال الخمسين سنة الماضية بسبب الارتفاع في درجة الحرارة ..ويعتبر الباحث نير شفايف أن إرتفاع درجات الحرارة أمر طبيعي بالنظر الى التاريخ المناخي السابق للأرض بل ويؤكد أن درجة الحرارة ستعاود الانخفاض وأن التغيرات في المناخ هي بسبب نشاط الشمس المتغير أحياناً يكون نشطاً وأحياناً أقل نشاطاً وذلك يعني أنه بعد عقود يجب أن نتوقع من الشمس أن يقل نشاطها وبالتالي تنخفض درجات الحرارة .. وأكد الباحث أيضاً أن تأثير ثاني أكسيد الكربون في إرتفاع الحرارة ضئيل وأن الانسان ليس مسؤولا عن الاحتباس الحراري ومثل هؤلاء العلماء من يقلل من خطر ازدياد الاحتباس الحراري ويدعون أن الطبيعة قادرة على اعادة التوازن ولكن ليس .. لديهم أي شواهد تسند هذا الادعاء .ولمعرفة ظاهرة الاحتباس الحراري أو مايعرف بتأثيرات البيت الاخضر فإنه عندما تخترق اشعاعات الشمس الغلاف الجوي ويصطدم الاشعاع بالارض فإنه يمتص أولاً ثم يبعث مرة أخرى في صورة اشعاعات لها خاصية التسخين وهي الاشعة تحت الحمراء مما يعطي الدفء الذي نحسه نهاراً .وعندما يخيم الليل وتنقطع اشعاعات الشمس عن الارض فإن الحرارة تندفع الى الكون الفسيح ويبقى جزء منها في الغلاف الجوي على هيئة مواد غازية مثل ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وأكاسيد النيتروجين التي لها خاصية إمتصاص الحرارة وعكسها مرة أخرى للأرض.وعلى هذا الاساس فإن جزءا من حرارة الشمس ينطلق الى الفضاء والجزء الآخر يعاد الى الارض مما يجعل الفرق بين درجة حرارة الارض في النهار ودرجة حرارتها في الليل صغيراً وأن متوسط درجة الحرارة بحدود خمس عشرة درجة مئوية فوق الصفر وهذا ما يجعل حياة الكائنات الحية ممكنة على الارض وهذه هي مشيئة الله سبحانه وتعالى .ويتكون الغلاف الجوي للارض في القسم الاكبر منه من غاز النيتروجين 78 %ومن غاز الاوكسجين بنسبة 21 %وغازات خاملة أهمها غاز الارجون بنسبة 1 %وكلها غازات شفافة لضوء الشمس حيث بمرور اشعاعات الشمس وتسخين سطح الارض تقوم الارض والمحيطات الدافئة بدورها بتسخين الغلاف الجوي السفلي , وكما قلنا سلفاً فإن بعض تلك الحرارة تشع مرة أخرى الى الفضاء .. أما أسباب الدفء الزائد في الهواء فيعود الى وجود غازات في الغلاف الجوي تمتص الطاقة قبل أن تفقد في الهواء ثم تطلقها ببطء مرة أخرى في الغلاف الجوي وتسمى هذه الغازات المسئولة عن الاحتباس الحراري غازات الاحتباس الحراري .وحيث أن الغلاف الجوي يتكون في 99.9 %منه من النيتروجين والاوكسجين والارجون فلا يتبقى سوى كمية ضئيلة جداً لغازات أخرى ..إلاَ أن هذه الغازات الضئيلة الحجم لها تأثير كبير على المناخ. إن هذه الغازات المكونة لظاهرة الاحتباس الحراري لها قدرات على امتصاص الحرارة ومن ثم اطلاقها في الغلاف .. وقد أكد علماء البيئة أن غازات الدفيئة هي غاز ثاني أكسيد الكربون CO2وغاز الميثان CH4وأكسيد النيتروز N2Oوغازات الكلورو-فلوروكبونات CFCs.أما غاز ثاني أكسيد الكربون فيتحرر من حرائق الغابات ومن البراكين الثائرة ومن استخدامات البشر من حرق الاخشاب والفحم الحجري والنفط..أما غاز الميثان فينتج بواسطة البكتيريا المسماة “ مولدات الميثان” التي تتغذى على المواد النباتية والحيوانية في البيئات التي لا يوجد بها غاز الاوكسجين.وتعيش مولدات الميثان تحت المياه الراكدة في المستنقعات وفي الاجهزة الهضمية للحيوانات وكذا بعض الانشطة الزراعية وينتج النمل الابيض الكثير من الميثان.أما غازات الكلوروفلوروكربونات فتحلل جزيئات طبقة الاوزون الموجودة البنفسجية وتسبب سرطانات الجلد واعتام عدسة العين .. بيد أن الاتفاقيات الدولية حدت من استخدامات غازات الكلوروفلوروكربونات واستخدمت غازات بديلة صديقة للبيئة وليس لها تأثيرات على طبقة الاوزون.يؤكد خبراء البيئة أن ظاهرة الاحتباس الحراري تسببت في ذوبان جليد القارة المتجمدة الشمالية وهناك تحذير من الخبراء من ذوبان ثلوج القارة القطبية الجنوبية الذي سيؤثر في ارتفاع منسوب محيطات العالم بصورة خطرة .إن عدد الاعاصير من الدرجة الرابعة والدرجة الخامسة تضاعف خلال الاعوام الثلاثين الماضية وظهر بحدود ثلاثين نوعاً من الامراض الجديدة مثل فيروس غرب النيل وانفلونزا الطيور .. وأن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي الى جفاف وتصحر المناطق التي يضربها وأن البشر لهم يد طولي في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري حتى وإن كان للطبيعة تأثير في هذا الجانب فإن حركة العمران والاستغلال الجائر وغير الرشيد للطاقة المستخرجة من الارض تأثير ضار هو الآخر وعلينا لهذا توقيع الاتفاقيات التي من شأنها أن تخفف من مخاطر هذه الغازات الدفيئة.