سخط فلسطيني عارم على مقتل الأطفال واستفحال الفلتان
فلسطين المحتلة / وكالات :تعم الشارع الغزاوي موجة غضب عارمة، احتجاجا على استفحال ظواهر الانفلات الأمني وتكرار عمليات القتل والتفجير والسطو المسلح التي تسجل جميعها بحق مجهولين والتي كان آخرها تصفية ثلاثة أطفال أشقاء مع سائقهم بوابل من العيارات النارية، أثناء توجههم إلى مدرستهم صبيحة أمس الاول.العيارات التي مزقت أجساد الأطفال الفلسطينيين الثلاثة، مزقت معها حالة الصمت الشعبي والرسمي حيال ستمائة حالة قتل، سقطت بنيران الانفلات والفوضى في الأراضي الفلسطينية خلال الفترة الماضية وعبرت الفصائل والفعاليات الرسمية عن بالغ استنكارها واستيائها، جراء عملية مقتل الأطفال البشعة واستمرار موجة الفلتان وعجز الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي يفوق تعداد أفرادها الأربعين ألف شرطي عن ضبط الوضع الأمني.أما العديد من القطاعات الشعبية والمنظمات الأهلية، النساء والأمهات والأطفال في قطاع غزة فطالبت بالخروج بمسيرات للتنديد بالجريمة التي ارتكبت بحق الأطفال في الوقت الذي يتناحر فيه السياسيون على تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة فيما نيران الفلتان تطال الأبرياء والأطفال داخل وخارج منازلهم.والدة الأطفال المكلومة ليندا بعلوشة حملت مسؤولية مقتل فلذات أكبادها الثلاثة، للمجتمع الفلسطيني بأكمله لوقفه صامتا أمام مقتل أطفال فلسطين كل يوم برصاص الفرقة والصراع على المراكز والمواقف من أجل لا شيء.ووجهت ليندا سؤالها في تصريح لإحدى الإذاعات المحلية لوزير الداخلية سعيد صيام والرئيس محمود عباس: هل دم أطفالي الهدف، هل هذا ما حلم به كل فلسطيني، هل ما يحدث هو بناء دولة، فأي دولة هذه، التي يقتل أطفالها؟ويقول مدير مركز فرع غزة للديمقراطية وحل النزاعات بسام نصر إن الوضع الداخلي الفلسطيني وصل إلى حالة من التردي يفوق وصفها الإشارة إليها بظاهرة الفلتان الأمني.وأضاف أن الفصائل والمؤسسات الرسمية، فشلت في معالجة الوضع الداخلي، وأن على الجماهير أن تبدأ بالنقاش والتنسيق الكامل لتحرك جدي لوقف أو استبدال هذه الهيئات.وأشار نصر إلى أن كافة الجهود والحملات التي بذلها المركز والمؤسسات الأهلية الأخرى على مدار العامين الماضيين بالتنسيق مع كافة المنتخبين والفصائل والمؤسسات الرسمية التي أعربت عن استعداها لكبح جماح ظواهر الفلتان الأمني باءت بالفشل.ودعا نصر الجماهير إلى البحث والتفكير جديا في آليات العمل الحقيقي بعد فشل كل هؤلاء في التعاطي مع الظاهرة المتفاقمة التي تهدد حياة كل مواطن فلسطيني لافتا إلى أنه بات يلمس رغبة الجماهير في التحرك بعد أن فاض بها الكيل جراء استمرار وتغلغل الظاهرة.وأشار إلى أن مؤسسته لن تعود إلى استخدام الوسائل التقليدية التي استخدمتها على مدار العامين الماضيين من نداءات وبيانات صحفية واجتماعات ومسيرات لمطالبة الجهات الرسمية والفصائلية بالتحرك، وإنما ستبدأ بتحريك الجماهير الغاضبة المنتمية سياسيا وغير المنتمية سياسيا من أجل وقف الظاهرة المتفاقمة.من جانبه قال منسق البرلمان الصغير (برلمان الأطفال) عبد الرؤوف بربخ إن أطفال غزة بدؤوا بتنظيم سلسلة من الفعاليات والمسيرات والنشاطات من أجل وقف المسلسل الدامي الذي يتعرض له أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة.وأوضح أن الأطفال طالبوا في المسيرة التي نظموها أمس الاول أمام مقر وزارة الداخلية بمدينة رفح بإقالة وزير الداخلية لعجزه عن توفير الأمن لأطفال غزة داعين في الوقت ذاته مؤسستي الحكومة والرئاسة بتحمل مسؤوليتهما وتوفير الحماية للأطفال من خلال القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.