إلى أبينا فخامة الرئيس :
ليس ثمة ما هو أجمل, ولا أنبل من الوفاء, والصدق في المحبة, وبالقدر نفسه ليس ثمة ما هو اشد على المحب من جحود محبيه, وتنكرهم, ونسيانهم لحقه, وهو الذي أفنى زهرة روحه في العمل على أن يعيش الجميع سعداء, وهو الذي حمى بروحه وغامر بحياته ليبقى الخير لهم وفيهم, ولكي لا يعرف الألم, أو النقص طريقه إلى حياتهم الهانئة.وهذا هو شأن الكثيرين في هذا البلد الطيب ..قدموا دون حساب, وأعطوا دون انتظار الأجر, كأن الوفاء حاديهم, والتفاني شأنهم, وصدق المحبة سلوكهم الذي لا يحيدون عنه.ومن هؤلاء, في هذه الزحمة الرجل الطيب الدكتور / غسان عبدالله محمد الحمادي, طبيب الجراحة العامة الذي عمل فترة طويلة مقيماً في جراحة الصدر بمستشفى الجمهورية التعليمي في عدن .. هذا الرجل الذي نسي نفسه في زحمة محبته للناس .. يعالجهم ويواسيهم ويخفف من آلامهم ومعاناتهم .. ولم يدر إلا بسقوطه الشديد في براثن السل المقيت .. ولم يدر إلا بذلك الصدع الذي داهمه في صحته دون استئذان ليمزق أوصال حياته وعلاقاته, وليفرق عنه كثيراً من الأصدقاء, ومن كان يظن أنهم زملاؤه وأخوانه.هذا الرجل - أيها السادة - أصبح وحيداً دون سند .. منكوباً دون معين .. منذ خمس سنوات .. يعاني الأمرين من داء طالما حاربه .. والأشد أن تتضافر عليه الظروف بداء السل المقاوم للعلاج الموجود, وهجر من كان يظن أنهم سنده المعقود .. فحتى الزيارة يستكثرها الجاحدون .. وحتى الإشارة بالسلام قد لا يسديها الوافدون .. حتى نقابة الأطباء ووزارة الصحة والمستشفى الذي كان يعمل فيه أصابها النسيان والجحود بداء .. فصمتت عن الكلام المباح .. والتذكير بهذا الرجل الذي شفى الله على يديه كم من الجراح.ويبدو أن البعض نسي أن الوفاء «ضمار» وأن الذي حل في دار هذا الرجل الطيب قد يحل ضيفاً ثقيلاً عليه, وكما تدين تدان, ولا يستبعد أبداً أن يكون الجزاء من جنس العمل, وما الله بغافل عمل يعمل الظالمون.وفي الأخير, فهذه دعوة نوجهها إلى كل الأوفياء .. وكل من أحيوا فعل الخير .. وفي مقدمتهم فخامة الأخ الرئيس القائد / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية .. فهو خير من عرف بالوفاء .. وخير من قدر الأوفياء .. فهذا الرجل بحاجة إلى لفتة تخرجه من مرضه الذي استعصى على العلاج الموجود في البلاد .. وهو أهل لأن يكون محل عناية فخامة الرئيس .. الأمر أظهر من أن يحتاج للإيضاح أو الإقناع .. وفخامة الأخ الرئيس ولي أمرنا .. وأبو الجميع.