بعد أن أخذت أزمة السياسة والإرهاب منعطفا خطيرا
سجل رؤساء الدول اهتماما منقطع النظير، في دعم رياضة بلدانهم خصوصا المنتخبات الوطنية، في مشاركاتها في المحافل الدولية البارزة، ولم يقتصر الاهتمام على الدعم المادي والمعنوي فقط بل تجاوزه إلى المتابعة الدائمة، والسؤال الملح عن المنتخب ولاعبيه والجهازين الفني والإداري، ودعمهم بكل الوسائل المشروعة في سبيل تحقيق الانتصارات والأمجاد، بل أن معظم رؤساء الدول أكثر حبا وشغفا للرياضة، بل باتت بإمكانها أن تحقق النجاح للدولة ما لم تحققه الساسة والاقتصاد والنجارة، بل أنها باتت متنفسا جادا، وحقيقيا والترويح عن النفس المكبوتة، من ضغوطات الأزمة الدولية الخانقة مع مشاكل الإرهاب، والاقتصاد، والمفاعلات النووية التي تهدد البشرية، ولعل منافسات المونديال الأخيرة كانت خير شاهد.الرئيس الإيراني محمد أحمد نجادي ارتدى شعار منتخب بلاده وركل الكرة في المرمى، ودعم أندية العاصمة الإيرانية الكبيرة التي تمر بأزمة مالية خانقة منذ أيام قليلة مضت، والرئيسان الفرنسي جاك شيراك والإسباني خوان، حضرا بعض مباريات منتخب بلديهما في مونديال المانيا 2006م.والبيت الأمريكي تحرك كثيرا وقام على التوالي الرئيس جورج بوش، ثم وزيرته "الموقرة" كوندليزا رايس بعمل اتصالين، يدعمان منتخب بلادهم في سبيل الظفر بالانتصارات، والرئيس الألماني ووزيرة خارجيته كان على بعد أمتار من ساحة ميادين كرة القدم التي دارت رحى المباريات على أراضيها، الرئيس البرازيلي تارة ينتقد زيادة وزن مهاجم منتخب بلاده رونالد ، وتارة يطالبهم باللقب الذهبي، والحال ذاته عند الرئيس الأرجنتيني، ولعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله كان قد سبق أولئك الرؤساء، عندما وصى لاعبي منتخب بلاده خيرا بالتعامل الجاد والسلوك الحسن، واللعب الميداني المشرف، ودعم المنتخب من جيبه الخاص بـ45 مليون ريال.وأبان المونديال الأخير، كان كوفي عنان وقبل مغادرته سدة رئاسة الأمم المتحدة، غبط الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" كونه الاتحاد الوحيد الذي جمع دول العالم كافة تحت مظلته في حب وسلام وتنافس شريف وتمنى لو أن هيئته في نفس المقام.وعلى رغم أن معظم رؤساء الدول يهتمون ويحتفون ويمارسون اللعبة الشعبية الأولى في العالم، كرة القدم، إلا أن بعضهم له اهتمامات رياضية أخرى، ولعل ملك البحرين حمد ين عيسى آل خليفة واحد منهم، إذ أنه حرص كثيرا على دعم رياضة السيارات في بلاده، وذلل الصعاب، وهيأ كل السبل المتاحة، لإنشاء حلبة دولية تقام عليها بطولات عالمية.ومنذ أيام وجد متعة حقيقية في متابعته ختام مهرجان السرعة العالمي الذي أقيم في البحرين ضمن فعالياته على حلبة البحرين الدولية، وعبر البحرينيون، ومن هم هواة وعشاق هذه الرياضة الذين تقاطروا على المنامة، عن عظيم شكرهم وتقديرهم للملك الذي وقف يتابع تلك السباقات ويقلد الأبطال المتوجين بالذهب، وسط حضور جماهيري كبير من عشاق هذه الرياضة المثيرة وشهد نهائيات المهرجان أكثر من 15 ألف متفرج الذين شدتهم مسابقة سيارات الدراغستر الصاروخية التي حققت سرعة 500 ك/س.وشهد المهرجان تنافسا محموما حطم فيه البطل البحريني على أريان الرقم القياسي متغلبا على مواطنه البطل خالد محمد بعد نجاحه تسجيل أسرع رقم قياسى في منطقة الخليج .كما حظيت استعراضات سيارات الدراغستر الصاروخية أنصار اللعبة، وشاركت في السباق ثماني سيارات تألق فيها البطل السويدي مايك كاجريد الذي سجل رقما خرافيا على حلبة البحرين الدولية بلغ 13,5ثانية بواقع 500 ك / س. وشهدت المنافسات تحديا وإصرارا من قبل صاحب الأرض والجمهور البحريني على أريان والفتاة الوحيدة التي شاركت في هذه البطولة من النرويج سو نيستاد وهما يخوضان أولى تجاربهما في هذا المضمار من خلال قيادة سيارة التوب فيول وتمكن البطل على أريان أن يحسم المنافسة القوية مع الاماراتى خالد البلوشي وكانت من أكثر المنافسات ضراوة وإثارة حظيت باهتمام الجمهور ووعد أريان بالمفاجآت في الموسم الجديد بعد أن حقق هذا النجاح الكبير، بعد أن رسم انطباعا جميلا لمتسابق سيكون له شأن عظيم مستقبلا.وشهدت حلبة البحرين الدولية منافسة بحرينية كويتية في إطار منافسات آوت لو الدفع الخلفي وكذلك منافسات آوت لو الدفع الأمامي، وفيما يتعلق بمنافسات سوبر ستريت v8 حقق السائق السعودي سليمان القريشي فوزا ثمينا متغلبا على منافسه البحريني ياسر شمس بتحطيمه زمنا قياسيا بلغ 605,10 ثانية.ونالت الدراجات النارية نصيبها في الحضور المثير على حلبة البحرين الدولية وقد وصفها المراقبون بالإثارة المطلقة، إذ سجل فيها الدراج الكويتي مشعل الديخان رقما قياسيا بلغ 107,8ثانية . تجدر الإشارة إلى أن حلبة البحرين الدولية ستشهد فعاليات الجولة المقبلة من البطولة الوطنية لسيارات السرعة في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 1 ديسمبر المقبل وستبدأ فعاليات الاختيار والتجهيز لهذه البطولة في العاشر من نوفمبر الجاري .