صباح الخير
بكل المقاييس والتحليلات السياسية وبقراءة متأنية دون تشنج أو تعصب، يتضح الأمر جلياً أن المبادرة الوطنية الرائعة والتاريخية التي أطلقها فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الرابع والعشرين من/ أيلول/ سبتمبر المنصرم،لدى لقائه قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وهي مبادرة إجراء تعديلات دستورية تهدف إلى إصلاح النظام السياسي تنفيذاً لما تضمنه البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس في الانتخابات الرئاسية المتزامنة مع الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد في العشرين من/ ايلول/ عام 2006م. نقول إن هذه المبادرة قد أوجدت اختناقاً لدى قادة أحزاب محور الشر المعروفة تحت سلة (اللقاء المشترك) بزعامة الحزب الاشتراكي اليمني، وهو اختناق يكاد وبحسب اعترافات بعض قادة (المشترك) أنفسهم، أن يوصف بهذه العجنة الغريبة (اللقاء المشترك) خاصة وأن الخلاف قد دب بين (الاشتراكي) و(حزب التجمع اليمني للإصلاح) بسبب رفض قادة (المشترك) حضور لقاء فخامة الأخ رئيس الجمهورية، مع قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية، الأمر الذي اعتبرته بعض قيادة (حزب الإصلاح)، محاولة من حليفة غير الشرعي الحزب الاشتراكي في الانفراد بالقرار دون العودة إلى بقية قيادات (المشترك)، التي فوجئت بهذا الغياب، كما فوجئت بالتبريرات التي وضعتها قيادة (الاشتراكي) عبر إعلامه البليد عن غيابه حضور لقاء فخامة الرئيس.وزاد الطين بلة أن لقاء فخامة الأخ الرئيس لم يكن لقاء ودياً أو حتى تشاورياً كما ادعت قيادة محور الشر (اللقاء المشترك) انما كان لقاء تاريخياً سجل فيه لحظة ميلاد يمن جديد من خلال مبادرة فخامة الأخ الرئيس بإجراء تعديلات دستورية يكون الشعب وحده صاحب القرار في قبولها أو رفضها عبر استفتاء كما هو مبين في الدستور الحالي. ومن هنا فإن مبادرة إعلان إجراء تعديلات دستورية وما تلى ذلك من اصطفاف جماهيري واسع حول المبادرة وما شهدته المحافظات من فعاليات وأنشطة وحراك شعبي من قبل منظمات المجتمع المدني وكذلك الأحزاب والتنظيمات السياسية قد جعلت أحزاب (اللقاء المشترك) وفي المقدمة حزبا النقيض السياسي (الاشتراكي) و(الإصلاح) في حالة احتقان داخلي يزيد من الوضع التنظيمي الهش لهذا اللقاء الذي ارتهن نشاطه وبرنامجه بقيادة الانفصال المهزومين الهاربين خارج الوطن منذ حربهم القذرة الفاشلة ضد الوحدة المباركة صيف عام 1994م.. يزيد الوضع أكثر تعقيداً في الاستمرار بمثل هذا التحالف غير المقدس.. والعودة إلى المربع السابق (اشتراكي يخون الإصلاح والإصلاح يكفر الاشتراكي) .إن هذا المشهد الدرامي المحزن الذي وصل إليه (اللقاء المشترك) قد بدأ يتجسد عقب هزيمة مرشحه في الانتخابات الرئاسية والمحلية الثانية في سبتمبر العام المنصرم، وصولاً إلى الكشف عن نشاطه التخريبي المرسوم من الخارج في أحداث ضجيج في الشارع خاصة في المحافظات الجنوبية تحت ذرائع قذرة وشعارات رفضها حتى الأطفال لأنها تهدف إلى الفتنة الطائفية والمناطقية والدعوة إلى إعادة الانفصال أو الحوار مع الموتى الهاربين في حضن الاستخبارات الغربية وكأن الوطن والنظام السياسي والوحدة التي تحققت بإرادة شعبية قبل الإرادة السياسية، بضاعة في بقالة صاحبها يديرها من خارج الوطن.. وكان الرد الجماهيري الواسع برفض وإدانة هذه الشعارات التي جرحت الكرامة اليمنية كلها.. درساً جديداً كنا نعتقد أن الحزب الاشتراكي في المقدمة ومعه حزب الإصلاح الذي ينجر وراء الاشتراكي دون رؤية الطريق الذي يسير فيه، قد استفادا منه.. ولكننا مع إعلان فخامة الأخ رئيس الجمهورية عن مبادرته التي تعتبر بحق ثورة رائدة ومنطلقاً تاريخياً مهماً لليمن الجديد، والتفاعل الجماهيري معها قبل الاستفتاء عليها.. وجدنا مشهداً جديداً للمؤامرة التي تخطط في الخارج وتدار من الداخل عبر (محور الشر) اللقاء المشترك، حيث برز في هذا المشهد المدعو الهارب/ عبدالله عبدالمجيد الاصنج/ وهو شيخ في العمر والعقل والجسد، يعمل حالياً سمساراً في دوائر الاستخبارات الغربية بعد أن سمسر على نفسه ولم يجد من يشتريه خاصة بعد أن طرد ومنع من دخول عدد من البلدان بتهمة ممارسة الاحتيال والدجل السياسي وغيره على الآخرين ومصر العربية آخر دولة منعته من الدخول في عام 1995م.. وحكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى في 15 مارس عام 1981م ثم اعفا عنه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، ليبدأ حياة جديدة بعيده عن التآمر الذي يسري في دمه منذ منتصف القرن الماضي في عدن وهذه حكاية سنتطرق إليها في كتابات قادمة.. غير أنه وكعادته ظل يكذب ويسرق ويتآمر على نفسه والوطن – حتى جاء اليوم مبشراً بالحل لانقاذ اليمن حسب زعمه من السقوط في الكارثة.. ونصب نفسه متحدثاً باسم الجميع داخل الوطن والمتآمرين الهاربين في الخارج داعياً فخامة الرئيس القائد إلى الحوار مع قادة الانفصال الهاربين/ البيض والعطاس والعودة إلى وثيقة العهد والاتفاق التي ولدت ميتة في فبراير 1994م في العاصمة الاردنية الشقيقة عمان.نحن لايهمنا مايدعو إليه هذا الخفاش العجوز الهارب لأن كل أبناء الوطن يدركون تاريخه الاسود التآمري في عدن وصنعاء وخارج الوطن.. ولكن المهم هو موقف (أحزاب اللقاء المشترك) من التغني الاطرش بوثيقة تجاوزتها الأحداث وحتى البرامج الانتخابية للمشترك وأحزاب المعارضة الوطنية والمؤتمر الشعبي العام، ناهيك أنها- كما قلنا – ولدت ميتة حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بعد شهرين من التوقيع عليها كإجماع وطني حينها، حيث أعلن قادة الحزب الاشتراكي الحرب القذرة على الوحدة المباركة بهدف العودة إلى التشطير.. فذ بحت الوثيقة وهزم قادة الاشتراكي وانتصرت الوحدة . موقف (المشترك) وتحديداً الحزب الاشتراكي مكشوف وكما جاء في بيان لجنته المركزية الأخير (إحياء وثيقة الموتى ووضعها للحوار لحل الأزمة التي لاتوجد إلا في عقولهم ونفوسهم وبرامجهم ونشاطهم الذي لايبحث عن مصالح المواطنين بل خلق المشاكل وافتعال الفوضى بهدف إعاقة عملية التنمية وتنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي أجمع حوله الشعب.بهذه الصورة التآمرية الجديدة وغيرها مما سيأتي حسب أجندة الاستخبارات المعادية لوطن الثاني والعشرين من مايو 1995م وضع اللقاء المشترك نفسه في خانة معاداة الجمهورية والوحدة والمواطنين.. وجعلته مبادرة فخامة الأخ الرئيس والالتفاف الجماهيري الواسع حولها، يعيش معزولاً في حجرته المظلمة لايسمع فيها الا نفسه ولايرى إلاسواد أعماله. وختاماً نقول إننا لم نتحدث بعد يا(مشترك)!!