بروتوكولات حكماء صهيون
نجمي عبد المجيد:تعود المرحلة الزمنية لظهور بروتوكولات حكماء صهيون إلى الأعوام من 1901م حتى 1917م في روسيا القيصرية، وكانت حالة التعرف عليها محصورة بين رجال الحكومة وبعض رجال الدين وعدة أفراد من الناس، وقد كتبت عنها الصحف الروسية في ذلك الوقت غير أن تلك الصحف انعدم كل أثر لها، وكان الكاتب الصحافي البريطاني فيكتور مارسدن أول من وصل إليها من رجال الصحافة فقد أقام في روسيا عدة سنوات مراسلاً لجريدة المورننغ بوسط ، وأتقن اللغة الروسية، وعند قيام ثورة عام 1917م كان نشيطاً في عمله كصحفي بنقل الأخبار حتى قبض عليه وسجن في عهد كيرنسكي وظل في السجن الذي عرف باسم بيتربول سنتين، وعندما عاد إلى بريطانيا أحضر معه كتاباً مؤلفه العالم الارتودكسي سرجي نيلوس، وقد عكف على ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الانجليزية وعرف باسم بروتوكولات حكماء صهيون، وكان عام الترجمة في 1919م والعالم قد خرج من صراع الحرب العالمية الأولى.[c1]ما معنى بروتوكولات حكماء صهيون؟[/c]يقدم لنا الباحث العربي الراحل عجاج نويهض هذا التعريف قائلاً :( منذ 1948م ونحن نردد أخبار ما اقترفه اليهود في فلسطين من فظائع وحشية دموية، كمذبحة دير ياسين، وطبريا وناصر الدين وقبية وغزة ونحالين وغيرها مما يتكرر ارتكابه ويختلف نطاقه، لكنه يمثل روحاً واحدة من الهمجية الخلقية، وقلما عنينا إلا بالظاهر السطحي، لنكشف الغطاء ما أمكن عن السر الرهيب، الكامن في النفسية اليهودية الصهيونية، والباعث على ذلك. فإذا شئنا أن نقف على هذا السر الموروث، فلنقرأ بروتوكولات حكماء صهيون، فعندها الخبر اليقين.وأما المعنى المقصود بها هنا في عبارة بروتوكولات حكماء صهيون، فهو الصيغة التي دونت بها مقررات العصابة المعروفة بالحكماء ولذلك يصح أن نقول أيضاً مقررات، بدلاً من بروتوكولات، ولا يختلف المعنى، لكن غلبت لفظة البروتوكولات في جميع اللغات الأجنبية التي بحثت مسائل اليهود، فأصبحت المتابعة أولى.ولفظة حكماء هنا، ما هي إلا بمعنى الشيوخ أصحاب المقادة من الناحية الدينية اليهودية، وتشمل ما هو أوسع من المعنى الديني المجرد، لاختلاط الأمور بين ظاهر وخفي، ومكشوف ومستور، وتشمل في معناها اليوم عند اليهود، أـصحاب النفوذ في السياسة والاقتصاد والصناعة والأحزاب الخفية، والحركات الهدامة وخلع الملوك ونسف العهود والكيد والقتل والاغتيال والمؤامرة. وهي منحدرة عن كلمة الحاخام أو الربّى أو الرباني. لكن في بروتوكولات حكماء صهيون، معناها عصابة كبراء اليهود السرية، التي تجدد كيانها الخفي في أثناء الثورة الفرنسية، ووالت سيرها في منتصف القرن الماضي في أيام كارل ماركس، ونشطت نشاطاً خاصاً في روسيا القيصرية في الربع الأخير من القرن الماضي، ثم عقدت مؤتمرها الصهيوني العالمي الأول في العقد الأخير من القرن المذكور برياسة الدكتور تيودر هرتزل في بازل – سويسرا 1897م وفي هذا المؤتمر السري وضعت البروتوكولات، بل كانت معدة من قبل من قبل أحد كبرائهم الذي يعتقد الباحثون الغربيون أنه اشر غنزبرغ من يهود اوديسا المشهور في عالم الكتابة اليهودية باسمه القلمي أحدها عام أي أحد أفراد الشعب، وجاء إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وأقام ومات فيها سنة 1927م بعد عمل استمر نحو 60 سنة في سبيل الصهيونية. فهذه المقررات كانت أعدت لتبحث في المؤتمر وتقر وتبرم بعد تلاوتها في المؤتمر في بضع جلسات، كما يؤخذ من نصها، دهم البوليس السري القيصري، المؤتمر اليهودي في بازل، دهمة الصاعقة يريد أن يغنم أوراقهم، فكانت أوراق هذه المقررات من جملة ما استولت عليه أيدي المداهمين.[c1]المتهم بوضع البروتوكولات اشر غنز برغ المشهور باسمه القلمي أحدها عام[/c]هل وضع البروتوكولات فرد أم جماعة؟ ومن هو إذا كان فرداً؟ إن ما اجمع عليه الباحثون الغربيون أن هذه البروتوكولات أعدها قبل انعقاد المؤتمر أحد كبراء اليهود، إذ نفسها نفس واحد، لتقرأ في المؤتمر وتقر لا لتنشر، بل لتكون بمثابة دستور يستنير به العاملون من اليهودية العالمية. ولا يراد توزيعه حتى على خاصة اليهود.وبعد أن ترجمت البروتوكولات إلى الانجليزية وجعل الكتاب يخوضون في أمرها، اتجهت التهمة إلى أكبر مفكر عندهم، هو اشر غنزبرغ من اوديسا، وهذا الرجل هو بمثابة أستاذ روحي لويزمن، وويزمن يعترف بأستاذيه غنزبرغ عليه. اعترافاً كله مباهاة وافتخار وإكبار.وما هي القرائن التي يلاحظها المدقق أشارت إلى اشر غنزبرغ؟ ولا أن تكون هذه القرائن قائمة واضحة، والقرائن، ولا سيما المقنعة المعقولة، تقوم مقام البينات المحسوسة في مثل هذه الحال. ويبدو أن التهمة توجهت إلى اشر غنزبرغ بعد اجتياز مرحلتين في التدقيق عند الكتاب الأوروبيين وهما :أولاً : نخل أدمغة كبراء اليهود في الربع الأخير من القرن الماضي وحصر من يتعلق بهم الاحتمال أن يكونوا هم الواضعين للبروتوكولات، بأقل عدد ممكن.ثانياً : دراسة إنتاج هؤلاء في كتبهم المنشورة، ودراسة اتجاهاتهم ومذاهبهم الفكرية السياسية، ونوع نشاطهم، ومستواهم في كل ذلك، وتأثيرهم في توجيه التيارات اليهودية، والفرق بين كل واحد من هؤلاء وآخر).[c1]التلمود المصدر الأول للفكر اليهودي علاقة البروتوكولات بالتلمود[/c]لا يمكن لأي باحث أو دارس لتاريخ اليهود والفكر اليهودي العالمي إسقاط كتاب التلمود من باب معرفة هذا الاتجاه الهادف إلى السيطرة على العالم.يعود تاريخ ظهور التلمود إلى عهد مجمع السنهدرين وهو المجمع الديني الأعلى عند اليهود، وكلمة هي من أصل يوناني وتعني المقعد أو المجلس، وتلفظ السنهدريم وكان قد ظهر المجمع الأعلى في أيام خلفاء الاسكندر بعد موته بتاريخ 323 قبل الميلاد، البطالسة في مصر والسلوقيين في سوريا، وقد عمل اليهود على تهويد هذه الكلمة وأصبحت من المفردات العبرية.ينقسم التلمود إلى المشنا : وهي تفسير شريعة شفوية تنسب إلى موسى.الجمارا : هي شرح المنشا.وتعود الأسس الأولى في وضع بدايات التلمود إلى ثلاثة من حاخامات اليهود وهم بن هليل المولود في بابل وهاجر إلى فلسطين وظل بها 40 سنة قبل السقوط الأول لهيكل سليمان والذي يرجع تقريباً إلى 539 – 586 قبل الميلاد، والثاني هو شماي الذي أنشأ مدرسة, آخرهم بن زكاي، وكل هؤلاء حولوا الأساطير إلى المنشأ تواصلاً بالروح اليهودية من أيام عزرا ونحميا ودانيال.[c1]صفات العرب كما جاءت في التلمود[/c]العرب، الأمة المحتقرة.لم يتاجروا إلا بالجلود وبعض الزيوت النباتية للتداوي بها. من العار الزواج بعربية.العرب يعبدون الأصنام.العرب هم مرتكبو تسعة أعشار الجرائم في العالم.العربي يعبد الغبار الذي يعلق بصندله.تقول التقاليد اليهودية أن نبوخذ ناصر لما استاق اليهود إلى بابل سبياً تعرض لهم الاسماعيليون (العرب) في الصحراء والبادية. فقدم الاسماعيليون لقوافل المسبيين الطعام لكنه مالح، فطلب الأسرى الماء فأعطوهم ظروفاً من جلود الماعز، منتفخة، وتبدو كأنها مملوءة ماء. فلما وضع الأسرى أفواههم عليها ليشربوا، والعطش يحرقهم، فإذا بريح ساخن تخرج من الظروف، فدخل الهواء أمعاء الأسرى فقضوا مكانهم.[c1]أهم أهداف البروتوكولات[/c]وعند المقارنة بين ما جاء في التلمود وفي هذه البروتوكولات نجد تمازج روح العداء ضد الأمم غير اليهود إلى أبعد درجات الحقد والاحتقار، وهذا يدل على أن حكماء صهيون كان مرشدهم الأول بما ذهبوا إليه، كتاب التلمود وقد وضحت تلك الأهداف والغايات في هذه النقاط :1.القضاء على روسيا القيصرية.2.القضاء على العروش الأوروبية.3.القضاء على البابوية.4.اتخاذ أوروبا قاعدة ملكهم لفترة من الوقت.5.اعتبار الشعوب والأمم حيوانات ما خلقت إلا ليسودها الشعب المختار.6.إبادة الحضارة وتفكيك الأمم والشعوب وتخريب المجتمع قبل إقامة الملك الداودي.7.بإقامة الملك الداودي الصهيوني يدخل العالم في عهد بركات الدولة اليهودية ويستريح البشر في ظلها.8.المدة اللازمة للوصول إلى هذه الغاية هي قرن ابتداء من سنة 1897م.9.بعد محو الأديان والحضارة وإقامة المملكة الداودية، يصبح دين موسى الوحيد في العالم، وملك اليهود يغدو بابا العالم أجمع.10.وسائل التنفيذ في مراحل هذا المخطط، أهمها القبالا السرية والماسونية اليهودية بقسميها اليهودي السري المقصور على اليهود، وماسونية الغوييم – غير اليهود – وهؤلاء عملاء مسخرون للماسونية السرية، والاغتيال والقتل الخفي لكل من يخالف أمراً من أوامر الماسونية العليا.11.لدين موسى أسرار عميقة فتبقى هذه الأسرار مقصورة على عدد قليل جداً من أركان الدولة اليهودية.12.أما تخريب المجتمع اقتصادياً واجتماعياً، وصحافياً وأخلاقياً وتهذيباً ونشر الجراثيم الوبائية عمداً، وكل هذا موجود في البروتوكولات.[c1]شخصيات من قادة حكماء صهيون[/c]هذه وقفة تاريخية موجزة أمام بعض الشخصيات من قادة حكماء صهيون والذين لعبت أفكارهم النظرية وأعمالهم الميدانية أهم وأخطر الأدوار في قيادة الصهيونية العالمية وتنفيذ مضامين البروتوكولات، وقيام دولة إسرائيل في العالم العربي.[c1]أحدها عام[/c]كان ميلاده في سنة 1856م في روسية القيصرية بمدينة اوديسا، ومات في تل أبيب عام 1927م وقد عاش بعد موت صديقه هرتزل 23 سنة، وقد عمل في التجارة حيث كان وكيلاً لشركة وسوطزكي اليهودية وكانت في وقتها أكبر شركة شاي في اوديسا ولها فروع في الخارج وعين مندوب لها في فرع لندن، ولا يعلم حتى الآن إن كانت التجارة هي العمل الحقيقي الذي جاء من أجله إلى لندن أم هناك شيء تخفي خلف عمل التجارة.كانت له الكثير من الكتابات في الصحافة، وقد اجتذب بمقالاته العميقة – الروح والدعوة – الشباب الروسي وعلت مكانته بعد موت هرتزل في عام 1904م، وكان قد تشبع بروح التلمود، أما أهم ما ترك للفكر الصهيوني، هي نظرية التجمع والاقتحام، ولأحدها كتابان وضعهما بالعبرية، الأول عنوانه موسى والثاني على مفترق الطرق، وإلى جانب الكتب والمقالات التي تركها، إنشاء مع أصحابه نادي يهودي وكانت السلطة القيصرية في روسيا شديدة الحذر من هذا النادي.[c1]جابو تنسكي ينبوع الإرهاب اليهودي[/c]كان ميلاده في عام 1880م وهو من يهود اوديسا الواقعة على البحر الأسود، نشأ صحفياً مثل هرتزل وكان يجيد عدة لغات، وفي عام 1914م كان كثير الترحال ما بين ايطاليا وبريطانيا وفرنسا ومصر وبلدان أخرى، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918م) كان في الإسكندرية، وقد قال عنه ويزمن : إن جابوتنسكي لما أشتهر بكتاباته، أجتذب إليه نظر كثيرون منهم مكسيم غوركي والشيخ الفيلسوف ليون تولوستوي.وقد حدد الباحث عجاج نويهض أعمال جابو في هذه النقاط :1.هو مع رفقته من أول المنادين، منذ مؤتمر هرتزل الأول 1898م في بازل، بأن المملكة اليهودية يجب أن تؤلف من فلسطين كلها ومن شرق الأردن ((المملكة الأردنية الهاشمية)) ثم من النيل إلى الفرات.2.هو من المنادين أيضاً بأن الوصول إلى هذا، يجب أن يتم بالتجمع والاقتحام أي بالقوة المسلحة.3.هو أول يهودي صهيوني هرب الأسلحة إلى فلسطين وبعلم بعض رجال الحكومة، واستعمل هذه الأسلحة علناً في حوادث يوم النبي موسى في ابريل 1920م فلم يكن بد من محاكمته، وفي المحاكمة كان يهزأ بالقضاة العسكريين الانجليز ويقول لهم : أصدروا عليَّ أي حكم تشاؤون فهذا الحكم سيلغى حتماً! هذا إلى تباهيه في المحكمة بأن في يده وثائق بينات مسروقة من صندوق الشيفرة السري الذي ينبغي أن يكون مفتاحه معلقاً دائماً في عنق رئيس أركان الجيش البريطاني.4.جميع المنظمات الإرهابية السرية في فلسطين هو منظمها الأول.5.توفي في أغسطس عام 1940م.6.جميع ما اقترفه اليهود من مذابح في فلسطين، ولا سيما في 1948م وما بعدها يعد تطبيقاً لمخطط التجمع والاقتحام، وجابوتنسكي هو أول مجرب لتطبيق قاعدة التجمع والاقتحام.[c1]نصوص من بروتوكولات حكماء صهيون[/c]عدد هذه البروتوكولات 24 ونحن هنا نقدم بعضاً من فقراتها نظراً لطول محتوياتها وحتى تكون هذه المادة الصحفية قادرة على تقديم جوهر الفكر الصهيوني، وحول خطر البروتوكولات يقول رجل الأعمال الأمريكي هنري فورد في كتابه اليهودي العالمي الصادر عام 1921م : ( تجد جميع هذه الأسئلة عناية كلية في تعاليم حكماء صهيون. ولا ريب في أن كل من وضع هذه التعاليم، كان يملك معرفة كاملة بالطبيعة البشرية، وبالتاريخ وبالفراهة السياسية المدهشة بإتقانها الرائع والمرعبة بما تتطلع إليه من أهداف توجه قوتها إليها. هذا إذا كان عقل واحد هو الذي وضع هذه التعاليم.إنها مغالية في واقعها إلى الحد الذي يقربها من الأساطير، ومغرقة في عمليتها إلى الدرجة التي تقربها من الخيال، ومكثرة من تعمقها في معرفة منابع الحياة السرية بحيث تبدو وكأنها تزييف. وتدعم الحملات اليهودية الكثيرة عليها، الحقيقة الواقعة وهي أنها نبتت في روسيا. لكن هذا القول غير صحيح. وإنما الصحيح هو أنها جاءت عن طريق روسيا ).[c1]البروتوكول الرابع عشر[/c]عندما نصبح حكاماً، سنعتبر وجود أية ديانة باستثناء ديانتنا أمراً غير مرغوب فيه، معلنين وجود إله واحد، يرتبط به مصيرنا بوصفنا شعب الله المختار الذي جعل من مصيرنا شيئاً مرتبطاً بمصير العالم. وعلينا لهذا السبب أن ندمر جميع الديانات الأخرى. ولهذا فإذا ظهر عدد من الملحدين مؤقتاً، فإن ظهورهم كمرحلة مؤقتة لن يتدخل في أهدافنا.[c1]البروتوكول الخامس[/c]في وسع تحالف عالمي من الأغيار أن يصمد لنا مؤقتاً، ولكننا على ثقة من النتيجة، بسبب وجود الجذور العميقة من الخلافات بينهم بحيث يصعب اجتثاثها.وقد خلقنا الحزازات بين المصالح الشخصية والقومية للأغيار عن طريق استثارة العداوات الدينية والعنصرية التي غذيناها في قلوبهم مدة عشرين قرناً. [c1]البروتوكول السادس[/c]سندفع بالأجور إلى الارتفاع مما لن يكون ذا نفع للعمال، وذلك لأننا في الوقت نفسه سنعمل على رفع أسعار الحاجيات الضرورية، زاعمين أن هذا الارتفاع ناجم عن تدهور الزراعة وتربية المواشي. وسنعمل بحذق ومهارة وعمق على تحطيم موارد الإنتاج، عن طريق نشر الآراء الفوضوية بين العمال وتشجيعهم على استخدام المشروبات الروحية، متخذين في الوقت نفسه الإجراءات الكفيلة بأبعاد القوى المثقفة من غير اليهود عن البلاد.[c1]البروتوكول الرابع[/c]علينا أن نزرع الألغام لتهديم الإيمان، وأن نمحو من عقول الغير، مبادئ الله والروح، وأن نبدل هذه المبادئ بحسابات رياضية ورغبات مادية.