مخاوف من تكرار الإخفاق في خليجي 18 بالإمارات
صنعاء - سبأ: / ريام مخشف لا يزال حال كرة القدم يؤرق عشاقها داخل اليمن وخارجها، نتيجة عدم ثبات المستوى الفني للمنتخبات والفرق الوطنية خاصة في المشاركات الخارجية الودية والرسمية في المسابقات والبطولات الإقليمية والعربية.وجاءت نتائج المنتخب الوطني الأول في تصفيات آسيا التي تختتم منافساتها منتصف الشهر الجاري ، وكان أخرها الهزيمة الثقيلة التي مني بها المنتخب الوطني في 11 أكتوبر الماضي بجدة من الأخضر السعودي بخماسية نظيفة ، لتفتح باب النقد على مصراعيه على اتحاد الكرة والمسؤولين والقائمين على الرياضة، بعدما أثارت تلك الهزيمة ردود فعل عنيفة لدى الأوساط الرياضية الشعبية والإعلامية في اليمن . كما انها جاءت لتأكد ان حال الكرة اليمنية ومستواها في تراجع مستمر خلال الثلاثة الأعوام الماضية، من خلال نتائج المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، حيث خرج منتخب الناشئين من نهائيات كأس آسيا التي أقيمت بسنغافورة في سبتمبر الماضي، من المولد بلا حمص وبجعبته نقطة يتيمة حصدها من تعادل ايجابي مع العراق 1 /1 ، وهو المنتخب الذي كان يعول عليه كثيرا لتحقيق انجاز جديد للكرة اليمنية للمرة الثانية من خلال الوصول إلى نهائيات كأس العالم للناشئين التي ستقام بكوريا الجنوبية 2007م ، وتكرار انجاز منتخب الناشئين الذي أدخل الكرة اليمنية إلى السجل العالمي من أوسع أبوابه بتأهله إلى مونديال فنلندا 2003، كما جاءت النتائج المخزية التي لحقت بالمنتخب الاولمبي الذي يستعد للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية بقطر في مطلع ديسمبر القادم ، خلال معسكره الخارجي بالقاهرة في أواخر الشهر الماضي ، ومن فرق شركات وأندية مغمورة، ليزيد الطين بله، ولتأتي النتائج السيئة والمستوى الهزيل الذي قدمه المنتخب الأول في مشواره في تصفيات آسيا، كان أخرها مباراة السعودية، التي واجهت منتخب كأنه يلعب كرة قدم لأول مرة حسب متابعين رياضيين ، لتثير مزيدا من التساؤلات لدى الشارع الرياضي الإعلامي والجماهيري في بلادنا عن هذا التراجع المخيف للمستوى الفني، خاصة ان المنتخب الأول على عتاب مشاركة كبيرة هي الثالثة لليمن في كأس الخليج الـ 18 التي ستقام بدولة الإمارات في مطلع العام المقبل 2007 م.هذه الاخفاقات في النتائج اثرت على مركز الكرة في اليمن عالميا حيث بينت لائحة التصنيف الشهري للإتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " عن شهر أكتوبر المنصرم للشهر الثاني على التوالي أظهرت تراجعا مخيفا للكرة اليمنية بلغ 25خطوة للوراء عما كان عليه تصنيف شهر سبتمبر الماضي في 18 خطوة و 137 نقطة. وخلق هذا التراجع المخيف الذي أعطى مؤشرا قياسيا وخطيراً منذ بداية العام الجاري للكرة اليمنية، مخاوف كبيرة لدى الأوساط الرياضية الجماهيرية والإعلامية، حيث تراجعت اليمن خلال هذا الشهر الفائت إلى 144 نقطة قبل الصومال وجيبوتي فيما سبقتها منتخبات موريتانيا 127 نقطة ، سوريا 129 نقطة ، فلسطين 141 نقطة. وأكد محللون رياضيون ضرورة ان يعمل اتحاد الكرة على إصلاح الاعوجاج في المنتخب، على اعتبار ان هذه الإصلاحات اذا لم تحصل بسرعة ، فمن الأفضل ان يعتذر المنتخب الوطني عن المشاركة في دورة خليجي 18 بالإمارات . (سبأ نت) بحثت عن أسباب هذا التراجع مع المختصين في الشأن الرياضي . المدرب والباحث الكابتن احمد محمد جاسر الذي حصل مؤخرا على درجة الدكتوراه في رياضة كرة القدم اليمنية من جامعة حلوان بمصر يقول بان هذا التراجع بسبب الافتقار إلى أسس علمية مقننة لتنمية عناصر اللياقة البدنية والمهارات الأساسية للاعبي كرة القدم في اليمن . وتابع أيضا: عدم وجود مدربين مؤهلين علميا والاختيار للمنتخبات الوطنية يتم عشوائيا مما يؤثر على المستوى الفني اليمني خارجيا.وأشار الجاسر إلى ان بناء منتخبات وطنية يمنية تقدم مستوى رفيعا يتطلب وجود ملاعب حديثة مجهزة بأحدث الإمكانات والوسائل الرياضية وتجهيز المركز الأولمبي اليمني بكامل مستلزمات الإعداد ووسائل الترفيه الضرورية مع الأخذ بالاعتبار الفترة الزمنية للمعسكرات الخارجية وأيضا تحسين ظروف معيشة اللاعبين والأجهزة الفنية المحلية، مما يساعد على ارتقاء مستوى الكرة اليمنية في الخارطة الآسيوية والقارية والدولية بشكل أفضل. من جانبه يرى المعلق الرياضي محمد سعيد سالم مدير عام الإعلام بوزارة الشباب والرياضة أن من بين أهم أسباب تراجع مستوى الكرة محليا وعربيا وإقليميا هو ضعف مستوى الأندية الرياضية، وانعدام التكافؤ بين أندية الدوري العام، الأمر الذي يعمل على تخريج لاعبين ذوي مواهب متدنية ومستويات باهتة للفرق الوطنية الكروية وكذلك سوء حالة الملاعب في اليمن وضعف صيانتها مما يسبب الإصابة البليغة للاعبين. ويعتقد المعلق سالم أن انعدام التخطيط بهدف تنظيم المواسم الرياضية والمشاركات الخارجية يؤدي إلى عشوائية تشكيل الفرق الوطنية، وتواضع عمليات الإعداد لها. وأضاف: ان الإعداد النفسي للاعب اليمني في النادي والمنتخب منعدم تماما، وذلك بسبب الرهبة المستمرة للاعب اليمني في المواجهات الخارجية، وتطرق سالم إلى مشكلة التحكيم في اليمن ويقول إنها تشكل عامل شد إلى الوراء بسبب ضعف أداء كثير من الحكام وشخصياتهم ومواهبهم، وتطبيقهم المهزوز لقانون اللعبة. وأكد سالم " ان الكرة اليمنية تحتاج حاليا وبأسرع وقت ممكن إلى تخطيط وسياسات إستراتيجية لتطوير الدوري العام، ومسابقات الفئات العمرية وإعداد وبناء المنتخبات الوطنية وهذا التخطيط يحتاج إلى خبراء وسياسات وكفاءات ونظام تمويل مستقر قابل للتنامي وكل هذه الأمور مازالت في علم الغيب ".وأضاف " هناك مشكلة أخرى ما تزال دون حل هي عدم وجود خطة لإعداد المدرب الوطني لتدريب الفرق الوطنية .. فالعملية تتم بصورة شخصية أو غير منظمة، رغم ان هناك عدداً غير قليل من المدربين الوطنيين شاركوا في دورات عديدة تحت إشراف الاتحادين الآسيوي والدولي بمستوى اي وبي وسي وكل مخرجات هذه الدورات تنتهي في الفراغ والضياع دون ان يقدم اتحاد الكرة على إعداد ملفات للمدربين وإحالتها للدراسة بين يدي خبراء وكفاءات واختصاصيين لتحديد المدربين الذين يملكون قابلية التطور ولديهم مؤهلات شخصية وعلمية وإبداعية تسمح لهم بشغل مهام الأجهزة الفنية في المنتخبات الوطنية المختلفة، أو من خلال العمل إلى جانب مدربين أجانب عند الحاجة إلى ذلك " . وتابع قائلا "انه بعد نتائج المنتخب الأول " المتواضعة " في تصفيات آسيا التي اعتبرت "عملية إعدادية كبرى " لخوض منافسات كأس الخليج " 18 " بالإمارات .. أقول بكل أمانة : " الوضع الحالي لا يطمئن بخير، وعلينا أن نضع أيدينا على قلوبنا"، فالمنتخب ضعيف للغاية ومعنويات اللاعبين في أدنى مستوياتها وليس هناك في الفريق ما يدل على الأداء الجماعي وعلى وجود خطوط متصلة ببعضها على أرض الملعب كما أن أداء المنتخب بذهنية الدفاع عن المرمى وتقليل عدد الأهداف التي يسعى الخصم إلى تسجيلها لا يؤهلنا إلى المشاركة في كاس الخليج القادمة.. والأخطر من الناحية التنافسية ان هذه الحالة لدى المنتخب تؤكد اننا لا نملك منتخباً لديه إرادة الفوز، بل ولا يلعب بطريقة تؤدي إلى عدم الخسارة " . وأردف سالم قائلاً " ان المشاركة القادمة في خليجي 18 بالإمارات ستكون المشاركة الثالثة للكرة اليمنية خلال ست سنوات، وفي المشاركتين السابقتين تركنا ذكريات حزينة، والفرصة متاحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في جاهزية المنتخب وكفاءته التنافسية في الشهرين القادمين على مستوى الجهاز الفني واللاعبين وطريقة الأداء، ونحن نتمنى الظهور المشرف في البطولة على نحو أفضل مما كان عليه الحال في خليجي16 و17 ، لكن على ان يرافق العملية " تحشيد معنوي " للإعلام موجه للمنتخب خلال الفترة الوجيزة القادمة لتعويض النقص في الجاهزية الفنية والبدنية ،رغم أننا نعلم ان لاعبينا في الأساس يعتمدون على الروح الكفاحية أكثر من الانضباط على الأداء الخططي " . فيما قال احد لاعبي المنتخب امتنع عن ذكر اسمه لـ (سبأ نت) " ان سبب التراجع يعود إلى عدم توفر المتطلبات الأساسية التي يحتاجها لاعب كرة القدم في اليمن كالاحتراف الصحيح والسليم، حيث يتم تطبيقه فقط على اللاعبين الأجانب الذين يتم استقطابهم من دول شقيقة مثل مصر والعراق والسودان ". وعلى الرغم من أن مستواهم الفني أقل من مهارات وإمكانيات اللاعب اليمني الفنية مع ذلك يتم إعطاؤهم الامتيازات المادية الكبيرة التي يفترض من وجهة نظره أن تسخر للاعب اليمني، الذي يعاني أصلا ظروفا اقتصادية معروفة ودخله المادي من لعب كرة القدم في اليمن لا يساوي شيئا مقارنة بما يتقاضاه أولئك المحترفون الأجانب، إضافة إلى افتقار المنتخب لوجود مدرب مقتدر كفؤ صاحب تاريخ وانجازات ويمكن ان يضع بصمات واضحة على شكل وأداء المنتخب.