عاش للشعر والأدب والفن
“أكاد أشك في نفسي لأنييقول الناس إنك خنت عهدييكذب فيك كل الناس قلبيوما أنا بالمصدق فيك قولاً أجبني إذ سألتك هل صحيح أكاد أشك فيك وأنت منيولم تحفظ هواي ولم تصنيوتسمع فيك كل الناس أذنيولكني شقيت بحسن ظنيحديث الناس..ألم تخني؟!”* هذه مقاطع من قصيدة (ثورة الشك) للشاعر الراحل الأمير عبدالله الفيصل الذي أنتقل إلى جوار ربه في 8مايو 2007م تاركاً وراءه إرثاً وكنزا لا ينضب من الشعر والأدب وهي الكنوز التي لا تساويها أي كنوز أخرى في الدنيا..* رحل الأمير الشاعر،والذي ترك الثروة والمال والجاه ولجأ إلى الأحاسيس ولغة القلوب، ترك الهيلمان ولحق برفاقه: عباس الأحنف ويزيد بن معاوية،وعلقمه الفحل،لحق بأولئك الخالدين شعراً وأدباً وصار يناجي ابن عباد في مغرب العرب،(الأندلس) كرس نفسه للشعر وكأني به شبيه لأبن عباد الخليفة أو يزيد بن معاوية سليل الحكم والبيت الهاشمي..هكذا كان وهكذا عاش،ومات ميته عظيمة لم تدنسه الفلوس أو الانتماء للأسرة العريقة حكماً وثراء،عاش ومات خادماً للحب وللعشق وهو الذي تهفو إليه الأنفس لو كان أراد!* لقد كانت كوكب الشرق الخالدة أم كلثوم ممن يحرص على قصائد الأمير الشاعر ونعلم كيف كانت الست في هذا المجال،فهي لا تختار إلا ماهو خالد وأثيري..“من اجل عينيك عشقت الهوىوأصبحت عيني بعد الكرىيافاتناً لولاه ماهزني وجدهذا فؤادي فأمتلك أمرهبعد زمان كنت فيه الخلي تقول للتسهيد لا ترحل ولا طعم الهوى طاب ليفاظلمه إن شئت أو فأعدل..”* هذه الكلمات الخالدة من قصيدة(من أجل عينيك) هي الرائعة الثانية للأمير الشاعر رحمه الله ألم توح لنا هذه الكلمات بشيء من الرومانسية المحببة في فلسفة عميقة المعاني تأسر وتجعلنا في عالم لا حدود له:من بريق الوجد في عينيك اشتعلت حنينيومع دربك أني رحت أرسلت عيونيوالرؤى حولي غامت بين شكي ويقيني والمنى ترقص في قلبي على لحن شجوني..”* لقد كان الأمير الشاعر من القلائل والمقلين في القصائد لأن إنتاجه خالد وليس للاستهلاك..ألم يكن زهير صاحب الحوليات بهكذا رصانة وخلود؟!* يامالكا قلبي..ياأسراً حبيالنهر ظمأن..لثغرك العذب..* سمراء ياحلم الطفولة يامنية النفس العليلة كيف الوصول إلى حماكوليس لي في الأمر حيلة..* هكذا تغنت حنجرة العندليب الأسمر،الخالد أبدأ عبد الحليم حافظ بها تين القصيدتين لأمير الشعر الخالد/عبدالله الفيصل،وكلاهما قد رحل،لكن الخلود لمها ولأعمالهما سيظل أبد الدهر..* كيف لا..والاثنان قد سيطرا على شغاف القلوب ومكنانا من التعلق بهما في هذا التألق الفريد..* ونختم هذه الكلمات البسيطة عن شاعر كبير وعظيم وفنانين عظماء أمثال أم كلثوم وحليم،ولا ننسى الفنانة الجميلة أطال الله في عمرها:نجاح سلام التي تغنت بقصيدة من أعذب قصائد الشاعر الأمير..ياريم وادي ثقيف..والتي من كلماتها ما يشفي غليل إخواننا السعوديين خاصة(محمد الثقفي):“ياريم وادي ثقيف لطيف جسمك لطيفما شفت أنا لك وصيف إنك شكلك ظريف..”رحم الله أمير الشعر وأمير الكلمات الخالدة،رحم الله عبدالله الفيصل،وعزاؤنا أن تظل أعماله الباقية في متناول الفنانين والأدباء وأن تظهر أعماله للناس ليطلعوا على إرث وتراث ابن الجزيرة العربية..الخالد/عبدالله الفيصل.* رحيل الأمير الشاعر..وبرحيله تنطوي صفحة مشرقة ومشرفة لجيل الشعراء الأفذاذ أمثال شوقي وحافظ والبردوني ولطفي وغانم..* لهم جميعاً الخلود أبداً وفي جنة الرحمن إن شاء الله تعالى..