في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس فرقة الفنانين المتحديين :
د . عبدالسلام عامر يصادف مطلع شهر أكتوبر الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس فرقة الفنانين المتحدين عندما شكلت مجموعة من الشباب المتحمس آنذاك والعائدين إلى الوطن بعد دراساتهم الأكاديمية في ظروف سياسية ووطنية جديدة في البلد بعد وحدته المباركة والنفس الوطني والديمقراطي والشفافية فرقة. فعندما قام الفنان اليمني المسرحي الكبير سالم حسين الجحوشي باستدعاء هؤلاء الشباب للعمل في مسرحيته الجديدة التي أرتأى حينها ( أبو حسين) انه لا يمكن أن يقدمها إلا شباب مؤهل وذو دراية بخبايا فنون المسرح ومدارسه وكانت نظرته الثاقبة في محلها فقد أبلى الجميع بلاءً حسناً في تقديم مسرحية “ دنيا فالتو” التي كتبها وأخرجها الجحوشي وصاغت ملحمة فنية رائعة لتاريخ المسرح اليمني الحديث وكتب حينها كبار كتابنا الأفاضل عن المسرحية ومنهم على سبيل الذكر الفنان عبدالعزيز عباس صاحب القلم الجميل إضافة إلى كتابة فلسفية مبسطة للأستاذ د. عمر عبدالعزيز الذين أشادوا بالمسرحية وبالتطور الجديد القادم إلى مسرحنا اليمني ومن هنا كانت الانطلاقة تحت اسم شباب المسرح الطليعي” في عام 1993م والنواة الأولى لتأسيس الفرقة المستقلة باسم “ مسرح الفنانين المتحدين” وكانت مسرحية (دنيا فالتو) سابقة لم يعتدها المسرح اليمني عموماً عندما أكدت هذه الفرقة وألغت حدوثة عدم وجود جمهور مسرحي حقيقي كما كان يعتقد البعض عندما كان المسرح مجاناً أبان الحكم الشمولي إضافة إلى أنها أول فرقة في تاريخ المسرح اليمني بعد مسرحية (التركة) تقدم عملاً مسرحياً يستمر لأكثر من (ستين عرضاً) على المسرح. في المسرحية التالية ( يا بلاشاه) بعد نجاح (دنيا فالتو) لأكثر من ( أربعين عرضاً) هذا النجاح الجماهيري الكبير دفع بالكثير من الإخوة المسئولين بحضورهم وعائلاتهم لمشاهدة هذه المسرحيات وأتذكر منهم الأخوين العزيزين يحيى العرشي وزير الثقافة والسياحة آنذاك ود. بافضل وزير الثروة السمكية حينها عندما حضرا وصعدا إلى خشبة المسرح وقدما التهنئة الصادقة لما تقدمه الفرقة من نقد بناء موضوعي وبأسلوب راقٍ بعيداً عن الإسفاف والإساءة ونتذكر عندما أشاد الوزير د. بافضل بالنقد حول السمك والأسماك في وزارته وشجع مثل هكذا نقد على خشبة المسرح أما الأستاذ والجليل المثقف يحيى العرشي فقد أمر الفرقة بالتحرك إلى جميع محافظات الجمهورية لتقديم هكذا أعمال فنية راقية إلى الجمهور. هذا النجاح للفرقة شجع الكثير من الإخوة في المسرح بالتفاؤل والأمل بأن عدن دائماً وابدأ لديها موروث ثقافي وفني وجمهور يعشق الفن بكل أنواعه امتداداً لأعمال فرقة المصافي الكوميدية والآمال وغيرهما.. أن استمرار الفرقة بأعمال سنوية ابتداءً من دنيا فالتو مروراً بمسرحية يا بلاشاه / هبلو من الديش ، يافصيح لمن تصيح، الداهوفة، واخيراً مسرحية “ أمريكا شطح نطح . ولدت لكي تبقى وبمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها واحتراماً لهؤلاء المؤسسين لابد أن نتذكرهم وهم : سالم حسين الجحوشي - محمد ناجي بريك - عبدالسلام عامر - عبدالناصر السعدي - محمد زيد عبيدال- سمير سعيد سيف - اختر عبدالملك- اسامة الغيلي- محمد عوض شيخان - أنور مبارك- أسامة بكار. وبهذه المناسبة السعيدة نبشر جمهورنا المسرحي أن الفرقة تستعد هذه الأيام للتحضير لعملها المسرحي الجديد بعنوان “ في بيتنا فأر” من تأليف وإخراج ( العبدلله) والجديد والمفأجاة للجمهور مشاركة فنانة لحج الخضيرة لول نصيب بهذا العمل .. وكل عام والمسرح اليمني بخير