على الرغم من تأكيد نصر اللّه وبري موافقتهما على المحكمة الدولية
لندن / بيروت / وكالات :قال السفير الامريكي لدى الأمم المتحدة أمس السبت إن مستقبل لبنان في خطر في معركة بين " الديمقراطية والارهاب" بعد قتل السياسي المسيحي بيار الجميل.وقال جون بولتون لراديو هيئة الاذاعة البريطانية "مستقبل الشرق الاوسط وبالتأكيد مستقبل لبنان ربما يتقرر في الايام القادمة."واضاف: "عودة ظهور الديمقراطية بنجاح يلقى تحدياً مباشراً من حزب اللّه الإرهابي واولئك الذين يؤيدنه."وقال بولتون انها ستصبح "مشكلة خطيرة" اذا وجد تحقيق في اغتيال الجميل يوم الثلاثاء الماضي المتورطين في الاغتيال.وتابع بولتون "الولايات المتحدة يجب ان تأخذ ذلك في الاعتبار عندما تقرر ما اذا كانت ستتعامل والى أي مدى ستتعامل مع بلد مثل ذلك.".ويقول دبلوماسيون إن سوريا تتوقع ان يستخدم اعداؤها هذا الاغتيال في تشويه صورتها وتقويض امالها بتحسن العلاقات مع اوروبا والولايات المتحدة.وقال بولتون إن لبنان وصل الى "لحظة مثيرة للغاية" في تاريخه بعد الاغتيال.وتستعر أزمة سياسية في لبنان منذ عدة اسابيع حيث يطالب حزب الله بمزيد من القول في الحكومة.وقالت مصادر سياسية في بيروت إن حزب الله سينزل الى الشوارع هذا الاسبوع في محاولة للاطاحة بالحكومة. في غضون ذلك اكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والامين العام لحزب الله حسن نصرالله في بيان مشترك صدر مساء الجمعة دعمهما لقيام محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الا انهما تمسكا باستقالة وزرائهما مكررين المطالبة بحكومة وحدة وطنية.ورد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على البيان مؤكدا استعداده تأجيل جلسة لمجلس الوزراء كانت مقررة أمس السبت لاقرار النظام النهائي للمحكمة في حال كانت هناك نية لدى الوزراء الشيعة بالعودة عن استقالتهم والمشاركة في النقاشات داخل الحكومة.وجاء في البيان المشترك الصادر عن بري ونصرالله "ازاء توظيف جريمة اغتيال النائب والوزير الشهيد بيار الجميل لاستمرار تشويه موقفنا من المحكمة ذات الطابع الدولي نعرض لهذه الوقائع للتأكيد على الموقف الحاسم بدعمنا قيام هذه المحكمة وفق الآليات التي تحافظ على الاصول الدستورية وتضمن الغاية المرجوة".واضاف البيان "في وقت نصر فيه على حقنا المشروع في المطالبة بالمشاركة السياسية الحقيقية لن نقبل بالخضوع الى اي ابتزاز للتحول عن موقفنا تجاه هذه المشاركة".واكدا ان "مواجهة الطرف الآخر لمطالبنا السياسية المشروعة باستخدام ذريعة موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي لارباك الرأي العام (..) لا يخدم بالتأكيد الحقيقة والعدالة وبالتالي لن يثنينا عن الالتزام امام اللبنانيين استمرار المطالبة واستخدام كل الوسائل الديموقراطية المتاحة وفق الانظمة والقوانين المرعية والتي سنضطر الى استخدامها اذا ما استمر الطرف الآخر في التعنت وتجاهل ركائز الوفاق الوطني اللبناني".واضاف البيان "اننا ازاء سياسة الابواب الموصدة التي اتبعت بتجاهل منطق المشاركة الذي نطالب به كان لا بد من اعلان قرارنا المشترك باستقالة وزرائنا من الحكومة".وقال رئيس الورزاء اللبناني في بيان ردا على البيان المشترك لبري ونصرالله "انني اعلن صراحة ترحيبي بهذا التأكيد (دعم قيام المحكمة) واستعدادي في حال ابداء الرغبة في مناقشة مشروع اتفاق المحكمة الدولية ونظامها في مجلس الوزراء لتأجيل جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم (أمس) السبت بضعة أيام كي يتسنى للزملاء الوزراء العودة عن استقالاتهم والمشاركة في درس مشروع المحكمة ومناقشته في مجلس الوزراء".واكد السنيورة تمسكه "بالحوار والتلاقي سبيلا اكيدا ووحيدا لمعالجة مشكلاتنا الوطنية والمصيرية".وفي مقابلة مع اذاعة "بي بي سي" الجمعة جدد نبيه بري ان جلسة مجلس الوزراء لاقرار مشروع قانون المحكمة الدولية التي ستنظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري "لن تكون دستورية".