صباح الخير
يهل علينا شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر واللهفة العارمة التي تسود أرواحنا للقاء شهر الطيبة والمحبة والعطاء.لا أريد أن أطيل عليكم في الحديث بل هذا الشهر الكريم تحصل بعض المخالفات والممارسات غير الأخلاقية وبالأخص بين الأولاد في الشوارع حتى يصل الأمر إلى استهتارهم في أروقة المساجد وأثناء الصلاة.إنها مخالفات تتكرر كل يوم وتتفاقم في هذه الأيام العظيمة على المسلمين جميعا.تقع هذه السلوكيات بين أطفالنا لانعدام التوعية الإرشادية سواء من الأسرة أو البيئة المحيطة بالطفل،فالعديد منهم وللأسف لايحترمون خصوصية هذا الشهر بل يقومون بافتعال المشاكل في الطريق والسب والشتم والتلفظ بكلمات غير أخلاقية سواء بهذا الشهر أو بغيره من الشهور الأخرى.وفي شهر الغفران يجب أن نكبح عاداتنا السيئة سواء من الكبار أو الصغار فهم يتأثرون كثيرا بمن يكبرهم سناً سواء في البيت أو الشارع ،فتصوروا أعزائي إذا كان البيت والأسرة تتلفظ أمام أبنائهم بمثل هذه الأقاويل والألفاظ غير الحميدة فإن الطفل يصبح نسخة طبق الأصل من ذويه وعالمه المليء بالشغب والتعنيف المستمر.إنها لفرصة ثمينة من الأهل والأصدقاء لجدية استغلال هذا الشهر المبجل بالتحلي بالأوصاف السلوكيات الحميدة لكي ننشئ جيلا يتحلى بالصبر وقوة التحمل وترويض النفس عليها.فالله شرع الصوم لغاية عظيمة ، هي تعميق تقوى الله جل وعلا ، وتزكية النفوس ، وتهذيب الأخلاق ، فليست الغاية من الصوم هي الضرر أو المشقة على العباد ، وكلما كان الصوم موافقاً للأحكام الشرعية والآداب المرعية كان أكثر ثمرة وأعظم أجراً ، ومع الأسف الشديد فإن بعض الصائمين سواء الكبار أو الصغار لا يلتزمون بهذه الأحكام والآداب فتصدر منهم الأخطاء والمخالفات التي تؤثر على صومهم أو تنقص أجره وثوابه ، وهناك بعض الأخطاء الشائعة التي ينبغي للصائم التنبه لها والحذر منها :فمن الأخطاء عدم إدراك البعض لفضائل هذا الشهر الكريم ، فيستقبلونه كغيره من شهور العام ، وقصارى اهتمام بعضهم به أن يستقبله بشراء الأطعمة والمشروبات بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين.وأيضا حرج البعض من بلع الريق في نهار رمضان لظنه أنه إذا بلع بصاقه فقد فسد صومه ، وهذا ليس بصحيح ، إذ لم يثبت في الشرع أن بلع البصاق من المفطرات التي يبطل الصوم بها .ومن الأخطاء التي لا تصدر إلا ممن ضعف إيمانه - التأفف من دخول شهر رمضان ، وتمني ذهابه وسرعة زواله ، وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه والحدِّ من شهواتها ، فلا يستشعر معنى العبادة وحلاوة الطاعة ، وربما صام مجاراة للناس وتقليدا وتبعية ، فيكون بذلك قد حرم نفسه الاستفادة المثلى من أجر هذا الشهر الكريم .
