اختتام أعمال المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية بصدور البيان الختامي وعدد من التوصيات
متابعات / محمود ثابت / ذكرى جوهر ت / علي الدرب اختتمت أمس في فندق الشيراتون بعدن جلسات أعمال المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية والملتقى السبئي الحادي عشر بصدور البيان الختامي وعدد من التوصيات الهامة . وأكد البيان أهمية عقد هذا المؤتمر بعد الاكتشافات الأثرية الجديدة التي أعلنتها اليمن .. مشيراً إلى أن المؤتمر استطاع أن يقدم صورة مشرفة ومتميزة لليمن وحضارته الإنسانية.واثنى البيان على الجهود التي بذلت من قبل جامعتي عدن وصنعاء ، وبأشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإنجاح فعاليات المؤتمر .. مؤكداً بأن جميع الآراء التي طرحت خلال جلسات المؤتمر تخدم الجهود المبذولة لحماية التراث الحضاري لليمن . وكان أكثر من مائة وخمسين باحثاً مشاركاً في المؤتمر قد ناقشوا على مدى ثلاثة أيام أكثر من مائة وعشرين بحثاً وزعت على محورين الأول يتعلق بالآثار والنقوش والثاني بالحضارة والتاريخ ، ففي الجزء الخاص بالنقوش قدمت أبحاث هامة عن نقوش جديدة تنشر لأول مرة اكتشفت في مأرب وكذلك في قتبان ، وفي الآثار كانت هناك إضاءات على اكتشافات أثرية جديدة من مأرب ، والجوف ، وصبر في لحج ، وشبوة. وناقشت البحوث بعض القضايا اللغوية اليمنية القديمة وكذلك اللهجات الحديثة ، بالإضافة إلى دراسات تناولت طرفاً من ملامح الفنون اليمنية القديمة ، بحيث غطى المحور تقريباً كل العصور التاريخية قبل الإسلام . [c1]وفي مجال التاريخ الإسلامي والحديث والمعاصر :[/c] شملت الأبحاث دراسات حول المسكوكات والحياة الاجتماعية والاقتصادية في اليمن وكذلك حظيت مدينة عدن بنصيب وافر من الدراسات وخاصة في العمارة وأسس التخطيط الحضري والتصميم المعماري للمدينة ، والمسكوكات الإسلامية ، ويمكن القول أن معظم الدراسات المقدمة قد نالت الاستحسان وكانت جادة وجديدة ومفيدة تعكس المستوى العلمي الرفيع للمشاركين وتدل على المدى الذي قطعته الدراسات اليمنية المتخصصة في شؤون التراث الثقافي اليمني في السنوات القليلة الماضية ، كما تجاوزت تلك الدراسات العناية باليمن في الداخل وامتدت إلى العلاقات الثقافية والحضارية بين اليمن والخارج عبر العصور ودلت على أن بلاد اليمن كان مشاركاً فعالاً في صياغة أحداث التاريخ وفي التأليف والكتابة والإبداع الفني وأن التواصل التجاري والثقافي بين اليمن والأمم المجاورة كانا متلازمين مما أعطى لليمنيين حضوراً مشهوداً في المحافل الدولية ، وقد سلطت أضواءها أخيراً وليس أخراً على جزيرة العرب والتكامل العلمي والفني والأدبي بين أرجائها ، والتعاون في سبيل المحافظة على تراثها .[c1]المؤتمر خرج بتوصيات أهمها :[/c] 1.يقدر المؤتمرون في رحاب جامعة عدن تقديراً عالياً الإعداد الممتاز لقيام المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية “ الملتقى السبئي “ تحت شعار عدن الحضارة والتاريخ ويشيدون بالمستوى العلمي الرفيع الذي تميزت به أعمال المؤتمر ويقدمون جزيل الشكر وبالغ التقدير لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور صالح باصرة ولرئيسي جامعتي عدن وصنعاء الأستاذ الدكتور عبدالوهاب راوح والأستاذ الدكتور خالد طميم .2.إن المؤتمرين وفي ختام وقائع مؤتمرهم العامر ليقدموا أسمى آيات الشكر والعرفان لفخامة رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح ولرئيس مجلس الشورى الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني على الرعاية التي حظي بها هذا المؤتمر وأعضاؤه وعلى كل تكريم وتقدير نالوه من القيادة الحكيمة للجمهورية اليمنية كما يشيدون بالتقدم الكبير الذي شهده اليمن في عهد فخامة الأخ الرئيس وذلك في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية .3.إن هذا المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية يعتبر محطة علمية جديدة وحلقة متميزة في سلسلة المؤتمرات الدولية للحضارة اليمنية إذ لم يحضر من قبل إلى أي مؤتمر مثل هذا الحشد العلمي الكبير سواء في الداخل أو الخارج ولم يحدث من قبل أن حظي مؤتمر الحضارة بمثل هذا الاهتمام والإعداد على كافة المستويات الرسمية والعلمية والشعبية ، بما يعكس حقيقة حاضر هذا البلد المجيد التليد . 4.يوصي هذا المؤتمر بالسعي بكل الإمكانات للحفاظ على التراث الحضاري ، فاليمن كتر ثمين وهو ملك للناس جميعاً وتراث إنساني خالد ولا يتم الحفاظ عليه الا بتكاتف الجهود الوطنية والدولية ولا يكون ذلك الا بإرادة رسمية وشعبية . 5.يوصي المؤتمر بالحفاظ على المواقع الأثرية في كل أنحاء الجمهورية اليمنية وعلى تطبيق قانون حماية الآثار تطبيقاً حازماً وصارماً لمنع المعتدين على المواقع الأثرية وتوقيف النبش العشوائي الذي اضر كثيراً بشواهد الحضارة اليمنية . 6.يوصي المؤتمر بالحفاظ على المدن التاريخية ويقدر الجهود التي تبذل حالياً للمحافظة على التراث المعماري الأصيل وعلى وجه الخصوص في مدن صنعاء وشبام حضرموت وزبيد حيث تعتبر الثلاث المدن من أهم المدن الجديرة بالرعاية والحفاظ عليها في العالم ولكونها مدرجة في سجل التراث العالمي . 7.يوصي المؤتمر بإعلان المواقع الأثرية في كل من محافظة الجوف مأرب ومحافظة شبوة معالم حضارية محمية وحدائق أثرية غير قابلة للتفريط بها وبمعالها التاريخية ، ونتمنى على حكومة الجمهورية اليمنية أن تبذل كل جهودها التشريعية والإدارية والمالية لمساعدة الجهود الدولية والعربية في التنقيب عن الآثار تنقيباً علمياً والحفاظ على طراز وبيئات التراث الثقافي الحضري .8.يوصي المؤتمر إنشاء كلية لعلوم البحار في جامعة عدن يكون من أقسامها قسم للآثار البحرية . 9.يوصي المؤتمر إنشاء مركز الدراسات البحر الأحمر بالتعاون مع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر . 10- دعوة أقسام وكليات العمارة والتخطيط في المؤتمرات القادمة للمشاركة بأبحاث، وذلك لاستمالتهم إلى العمارة العربية القديمة والتأثر بها والمساعدة في كشف عبقرية المعماري العربي القديم .11- يوصي المؤتمر بإعداد موسوعة عربية للنقوش العربية القديمة مثل نقوش خط المسند . 12- يوصي المؤتمر جامعة عدن بتحديث وتطوير وإعادة نشر كتاب المعجم السبئي وتشكيل لجنة علمية رفيعة المستوى خاصة بذلك . 13- يناشد المؤتمر الجهات المعنية داخل اليمن وخارجه بالعمل بقوة على الحد من ظاهرة التهريب للآثار والمخطوطات والعمل على استعادة ما تسرب منها بوجه غير شرعي ومخالف للقوانين الدولية التي تحرم تحريماً قاطعاً نقل الممتلكات الثقافية من بلد إلى بلد دون مسوغ شرعي .حضر اختتام المؤتمر الأخوة/ الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي وأحمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن وعبدالكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي في المحافظة والدكتور عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن والدكتور خالد طميم رئيس جامعة صنعاءوعدد من المسؤولين في المحافظة والوفود المشاركة .