عيدروس عبدالرحمنفجرت قضية هروب الحارس عصام الحضري من ناديه الأهلي إلى احد الأندية السويسرية، فجرت أزمة كبيرة ليس في الوسط الرياضي والكروي المصري ولكن على المستوى العربي.. وإعادتنا إلى نقطة الصفر في قضية ومسألة نظام الاحتراف.. وكيفية تطبيقه في بلداننا وحقيقة خلطنا للأوراق خاصة في حكاية الانتماء والوفاء لروح فانلة الفريق التي اعتبر البعض إن هروب الحضري بطولة وجدعنه ليأخذ حقه وعلى النقيض تماماً وضعه البعض الآخر في قائمة الخيانة الوطنية الذي طالب بإسقاط جنسيته المصرية .. وهذه هي عادتنا الدائمة التطرف الدائم على إحدى جبهتي ( الإفراط أو التفريط).واصل الحكاية إن الحارس عصام الحضري بعد تأديته مباراة فريقه الأهلي الأربعاء الماضي سافر فجأة لسويسرا دون علم احد وموافقة احد مما أثار تلك الضجة التي أساساً تفتح مجدداً ملف الاحتراف.فالطروح الأهلاوية تؤكد انه مازال مقيداً للنادي، ولا علم لهم بهذه الواقعة التي تعتبر هروباً.. وسوف يستخدم النادي كل حقوقه وصلاحياته القانونية للاحتفاظ باللاعب .. وان الأهلي مؤسسة تربوية أولاً ثم رياضية ولن تترك هذه الواقعة دون عقاب.. وبالفعل بدأ الأهلي في ممارسة ضغوطه خاصة الإعلامية للتشهير باللاعب التي وصلت كما ورد بتجريمه وسحب البساط الوطني منه.أما الطروح الخاصة باللاعب فهي انه بلغ من العمر عتيا (35) عاماً والنادي لم يعطه حق الاحتراف.. ولو كان ذلك العرض لواحد من أبناء مجلس الإدارة لوافقوا.. والعرض ليس 400الف يورو، لكنه أكبر بكثير.. والنادي طالبه بالانتظار لنهاية الموسم.. ويكفيه ما حدث عام 2006م عندما جاءته عروض احتراف رفضت كلها.. لكن الأهم إن هروبه جاء بعد الاتفاق مع النادي السويسري ولديه مسوغات قانونية تعطيه الحق في ذلك إذا دفع الشرط الجزائي.. كما إن الفريق السويسري محطة مؤقتة لأحد الأندية الأوربية الكبرى.ناهيك عن قول الحضري في مؤتمره الصحفي على موقع النادي السويسري عن حبه وإخلاصه وعدد البطولات وغير ذلك.ولكن لو كان لدى هؤلاء نظام احتراف حقيقي يضبط تماماً حكاية الحق والواجب.. فضمن ما قاله الحضري انه بتعاقده مع الأهلي لم يضع شرطاً جزائياُ كما هو معمول به في أنظمة الاحتراف وقد يكون هذا المخرج أو الثغرة..ولكن مازلنا نتعامل مع الاحتراف بعاطفة الحماس أو شماعة الانتماء فاللاعب يأخذ من فريقه حقوقه الاحترافية، ويتجاهل أو يفوت النادي واجبات الالتزام بالحضور اليومي لساعات طويلة وتطبيق شروط وقواعد الاحتراف لمعرفة ما للاعب وماهو واجب عليه.وهذه ما نرى أنها أساسية ومهمة جداً لنا في الداخل إذا أردنا حقاً تطبيق نظام الاحتراف حتى لا تختلط الأوراق كما هو حاصل في مصر علماً بأن الاحتراف عندهم بدأ منذ عام 1990م عندما عادت مصر مجدداً للمشاركة في نهائيات كأس العالم بايطاليا.وخلاصة قضية الحارس الحضري إنها لم تبدأ بعد أثارها الكبيرة ونتائجها التي لن تتوقف على حادثة عابرة.. وإنما سوف تسحب على ضرورة فتح أبواب الاحتراف للاعب المصري دون المبالغة والمطالبة بأسعار خيالية هي من أهم وأبرز أسباب ركود الاحتراف المصري خارجياً.. وما حققته الكرة المصرية في غانا 2008م اخرج اللاعب من طوق النادي الذي مازال يعتبره مالك الدجاجة التي تبيض ذهباً.ومن متوقع أن تتدخل في هذا الشأن الأطر الرسمية خاصة الحكومية لخلق ثورة على الأندية المطالبة بالملايين للاعبيها رغم تجاوز سنهم 35عاماً.ولونتذكر نفس الثورة التي قادها عام 98م المدرب الجوهري بعد بطولة بوركينافاسو ونتج عنها احتراف حازم أمام راودينزي الايطالي، احمد حسن لأحد الفرق التركية.وكما قاد الجوهري ثورة 98م.. هل يقود شحاتة الثورة الجديدة مع الألفية الجديدة.باختصار قضية الحضري بمثابة القشة التي فجرت مبالغة فرق وأندية ترى نفسها وانجازاتها أكبر من القضية الوطنية (الأهلي + الزمالك) ومصالحها على وأرقى من ذلك.ولن يأخذ اللاعب المصري نصيبه الطبيعي من الاحتراف ومن منسوب تواجده في ملاعب أوربا إذا لم تبدأ الكرة المصرية من تحطيم وتهشيم ذلك الوثن المتمثل بالأندية الكبرى.