صباح الخير
النساء شقائق الرجال.. كلام مازال صداه يتردد منذ أكثر من 14 قرناً من التاريخ الإسلامي، ويجد تجاوباً في حركة النساء في الوطن العربي والعالم والدور البارز لهن في مجالات الحياة كلها.. ودون استثناء..والمجتمع، أي مجتمع، لا تقوم له قائمة إلا بإشراك النساء واحترام أدوارهن في تحمل أعباء الحياة، حلوها ومرها.. والتنصل من هذه الأمور يكون انتكاصاً وتقهقراً وعودة إلى عصور الانحطاط.. عندما كانت المرأة (سلعة) وقد تحررت وكان للإسلام الدور الكبير في جعلها مساوية للرجل! والمرأة العربية اليوم هي (أس) الحياة، ومدماكها المتين، فإن صلحت صلحت معها الحياة، وتقوت أعمدة البناء، وإن لم تصلح، بفعل أمور يصنعها البشر انطلاقاً من أنها (عورة) كانت الكارثة، أنى لشعب أو وطن أن يستقر إلا بالمرأة.. وصدق شاعر النيل العظيم حافظ إبراهيم عندما قال :(الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعباً طيب الأعراق).من هنا.. يستحيل تسجيل أي انتصار وازدهار أو تقدم في مجرى الحياة بدون وجود المرأة، التي نراها اليوم تزين الدنيا كلها كتزيين حبات اللؤلؤ في عقد منضود يزين النحر ويتدلى من الهامة إلى منتصف القامة!إذن.. هل لنا أن نقول إلا ما قاله حافظ إبراهيم ثانية لنؤكد أهمية المرأة التي خصتها الشرائع السماوية والقرآن الكريم بأكثر من موضع..(الأم أستاذ الأساتذة.. اللائي شغلت مآثرهم مدى الآفاق)وهو تجسيد لمكانة المرأة (الأم - الأخت الزوجة) لتكون قبلة الحياة وإكسيرها، وملح طعامها وأريجها وريحانها الذي لا تضاهيه أي مصنعات عطرية في الدنيا..النساء.. أعمدة البنيان ومعدل للحفاظ على الأوطان.. فهل فهمنا ذلك أم أننا سنظل (أذن من طين وأذن من عجين)؟! من ذلك نستدل على أن الله سبحانه وتعالى خلق (حواء) بعد (آدم) في توافق وتزامن لا ينفصلان.. ما يعني إلزامية وتلازم الحياة التي بدون المرأة، لا وجود لها.. وهل نحن الرجال إلا من مكنوناتها وأجزاء هامة من منتجاتها الربانية؟!