صباح الخير
تعد هذه السلفية نوعاً جديداً مغايراً تماماً لما عليه الدعوات السلفية الأخرى، وتعتبر امتداداً جغرافياً عالمياً مركزه مكة مسقط رأس مؤسس هذه الفرقة ربيع المدخلي، ولها أيضاً عمق تاريخي يتلاقى مع بدعة الخوارج الأزارقة.بدأ الانفصال بين السلفية المدخلية وأخواتها (الألبانية - البازية ..) عندما غيب ربيع عن رسم المنهج السلفي، عندها انقلب ربيع على الألباني وأصدر مقولته المدوية (سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني) وهو يقصد بذلك السلفية الحاكمية التي تشربها من فكر سيد قطب خلال سنين طوال.انتشرت السلفية المدخلية الحاكمية في العالم الإسلامي كالنار في الهشيم (نظراً لحداثة هذا الفكر ولكونه يفي بمتطلبات الثوريين)، وأصبح لها أتباع كثر خاصة في البلدان النامية حيث الفقر والجهل، وأصبح هؤلاء الأتباع أقطاباً يدينون بالولاء التام والمطلق للمدخلي في مكة باعتباره القائم على ولاية المحدث، وحامل لواء الجرح والتعديل كما يصفه أتباعه.نادينا بأعلى صوت، ولا حياة لمن تنادي، وحذرنا وبينا للمسلمين حقيقة هذا النوع من السلفية - أقصد المدخلية - وكيف أنه ارتوى من الوحل ومستنقعات التاريخ الدموي التفكيري الأخواني وكيف أنه جانب وبعد كل البعد عن منبع السلف الصافي..، وأنها أي المدخلية بمثابة السم الزعاف لعموم المسلمين حيث تسعى إلى تكفير المجتمعات والشعوب، وتهدف إلى خلق المصادمة الدموية بين الحكومات وشعوبها أكان ذلك عاجلاً أم آجلاً فمنهجها طافح بالتهييج والتثوير، وأنها تجلب العواصف المذهبية وحقيقتها الخفية إنها من حيث المبدأ والمنهج والهدف إخوانية من الدرجة الأولى؟؟!!.فمؤسسها ربيع كان إخوانياً جلداً، وقد أخذ من فكر سيد قطب أسوأ ما فيه خاصة مسألة الحاكمية، وهذا ما أثبته ربيع بنفسه حيث أثنى على فكر سيد قطب كما في كتابه (منهج الأنبياء) الطبعة الأولى ص 139 (رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب.. لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام).ثم حذف ربيع هذه العبارات من الطبعة الثانية إرضاء لأسياده الذين هم من الأصل أعداؤه وهذا ما جعله يتوارى خلف السلفية منقلباً على الأخوان، لكن بعد ماذا، بعدما شرب منهج الإخوان حتى ارتوى، وما زال منهج سيد قطب التكفيري ينفح من ربيع حتى الآن!!.فربيع يطعن في شرعية الحكومات الإسلامية ، حيث جاء في كتابه العواصم ص136 (أليست الأنظمة الثورية التي تحكم الناس اليوم بالحديد والنار في العراق والشام والجزائر وليبيا وتونس و.. واليمن قد فرخوا في مبيض الناصرية وريشوا من هذه البلدان)!!.وقال في الكتاب نفسه ص20 (فإن أصروا وعاندوا فنقول لهم تؤدوا كلام أهل الضلال.. جميعاً من جمال عبد الناصر وصدام والأسد وحكام اليمن والسودان).هذه هي حقيقة السلفية المدخلية التي طالما خفيت عن الكثيرين.