أماطت مصادر في حزب الإصلاح اللثام عن عمليات تجنيد واسعة لمئات من شباب الإصلاح ليكونوا جنداً لـ«الفضيلة».المصادر ذاتها أكدت ان عملية التجنيد التي يشرف عليها الشيخ عبدالله صعتر تحت مسمى «جند الفضيلة» ويجري تجهيز معسكراتها داخل أسوار جامعة الإيمان، ستشمل خيرة الشباب الملتزمين دينياً والمتطوعين لمحاربة الرذيلة - بحسب وصف المصادر- مشيرة إلى أن من بين من سيقومون بعملية التدريب قيادات شاركت في تدريب الميليشيات التابعة للمحاكم الإسلامية التي تخوض الحرب في الصومال، بالإضافة إلى قيادات لها علاقة بهيئة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في السعودية.. استقدمها حزب الإصلاح لهذا الغرض.تأتي هذه التسريبات بعد ان أعلن نحو (5) آلاف معظمهم من قيادات الاصلاح الثلاثاء الفائت عن تأسيس ما تسمى بـ «هيئة الفضيلة» بحضور مشايخ وعلماء الاصلاح وبمشاركة مندوبين من هيئة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في المملكة العربية السعودية.وفي الوقت الذي توافدت فيه الحشود منذ الصباح الباكر تلبية للدعوة التي تصدرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني وحشدت لها قطاعات الاصلاح، ظهر قادة التيار «الاخواني» وكأنهم يعدون العدة لمعركة كبرى وحرب شرسة مع الرافضين للهيئة من صحفيين وغيرهم، ولوحظ أن كراسي اللقاء خلت من قادة التيار السياسي في تجمع الاصلاح، الأمر الذي اعتبره بعض المراقبين دليلاً على مدى الانشقاق الحاصل داخل حزب الإصلاح والصراع الدائر بين قياداته، وهو ما عمقه وكشف عنه إعلان الزنداني وبعض مشايخ الدين تأسيس هيئة الفضيلة.وذهب أصحاب هذا الرأي إلى التحذير من حدوث فتنة بين قيادات حزب الاصلاح قد تؤدي إلى الاقتتال بين ميليشيا التيار السياسي وحراس الفضيلة «الذين يجري الاستعداد لتجنيدهم» وخصوصا بعد رفض الجناح السياسي بقيادة الآنسي وقحطان تأسيس هيئة الفضيلة، وهو ما أثار الحفيظة الدينية لدى الشيخ الزنداني، وخيرهم أثناء الاجتماع بهم -بحسب المصادر- بين أن يكونوا معهم أو ضدهم، الأمر الذي أشعل الغضب أيضاً لدى عبدالوهاب الآنسي المتهم من قبل الجماعات الدينية بـ «التأشرك» وميله لـ «الاشتراكيين» والذي خرج عن هدوئه في ذات الاجتماع، متهما الزنداني بالسعي لتأسيس حزب متشدد ومنشق عن حزب الإصلاح، وبدعم من الجماعات الإسلامية المتطرفة في السعودية، والتي وصفها الآنسي - بحسب المصادر- بأنها جاءت إلى اليمن لتفريخ الإرهاب بعد فشلها في المملكة العربية السعودية.وثمة تحليلات أخرى تنفي وجود أي خلافات بين القيادات التي توصف بالليبرالية داخل الإصلاح والتيار الديني، وترى أن ما يتم تسريبه حول هذا الخلاف ليس إلا مزاعم وتكتيكات هدفها توزيع الأدوار بين تيار يحافظ على بقاء المشترك تحت إبط الإصلاح ويناور المنظمات الخارجية والسفارات، وتيار آخر يتبنى الأفكار ذات الطابع الديني المتشدد بشكل يوحي أن هذا التبني ليس موجها من داخل تجمع الإصلاح الذي تجتمع فيه كل هذه الأفكار التي يختلف حولها التسويق الإعلامي ويتفق حولها صانعو سياسة الإصلاح.