بسبب منع المرور والإجراءات الروتينية والعرقلة المتعمدة
تفتيش فلسطينية في احد المعابر
فلسطين المحتلة/وكالات:باستشهاد الحاجة فوزية عبد الفتاح الدرك (66 عاما) على حاجز الجاروشية الإسرائيلي العسكري قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية قبل يومين، يصل عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال على الحواجز إلى ما يزيد على مائة وخمسة وتسعين مواطنا.فقد كشفت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن القوات الإسرائيلية قتلت ما يزيد على 195 فلسطينيا على الحواجز المنتشرة بالضفة وقطاع غزة منذ بداية انتفاضة الأقصى، وذلك بسبب منع المرور والإجراءات الروتينية والعرقلة المتعمدة وخاصة للمرضى وكبار السن.وأشارت المؤسسة الحقوقية إلى أن قوات الاحتلال تتعمد تأخير المواطنين على الحواجز، وتمنع كذلك المرضى والنساء الحوامل من المرور لتلقي العلاج «وتخلق لذلك حججا أمنية واهية».واستنكر الحقوقي أحمد سمير الإجراءات القمعية التي يمارسها الاحتلال على الحواجز، مؤكدا أن ذلك يعد عقابا جماعيا للمواطنين المسالمين وليس حماية أمن إسرائيل كما تدعي. وقال «تعتبر هذه الانتهاكات بمثابة جرائم حرب تمارسها دولة الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين وهي منافية لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن المدنيين زمن الحرب لسنة 1949 حيث اعتبرت المادة الخامسة من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لسنة 1977 والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة الدولية، أن الانتهاكات الجسيمة للاتفاقية وللبروتوكول تعد جرائم حرب».وأكد سمير أن دعوات ومناشدات المؤسسات الحقوقية لم تخفف من هذه الحواجز، ولم تلعب دورا فعلياً في التخفيف عن المواطنين.وأضاف «المشكلة تكمن في دولة الاحتلال، فهي لها سياسة ممنهجة في هذا الإطار، والمشكلة الأكبر أن هناك دولا تدعم وتساند إسرائيل في هذه السياسة متجاهلة أنها تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية بذريعة أنها تتفهم دوافع إسرائيل من وراء هذه السياسات».من جهته دان الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية النائب د. مصطفى البرغوثي الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين على الحواجز.وقال البرغوثي «إن إسرائيل تستغل اللقاءات بينها وبين قيادات السلطة الفلسطينية من أجل التغطية على جرائمها وكسب الوقت لتمرير مخططاتها».وأوضح أن عدد الحواجز التي تقيمها إسرائيل على مداخل المدن الفلسطينية بدلا من أن يتقلص -كما اتفق بمؤتمر أنابولس المنعقد أواخر نوفمبر من العام الماضي- ارتفع من 521 إلى 562 حاجزا ثابتا الآن وأكثر من ستمائة حاجز طيار «متنقل». وأشار النائب البرغوثي إلى أن هذه الحواجز لا تقصد إسرائيل من خلالها حفظ أمنها، وإنما «لتحطم وتعيق الحياة اليومية وتشلها وتعرقل الوحدة السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية». وذكر أن أكثر من سبعين فلسطينية أنجبن على الحواجز الإسرائيلية وأن ثلثهن أجهضن وفقدن أطفالهن كما توفي أكثر من خمس نساء منهن بسبب منعهن العبور لتلقي العلاج بالمستشفيات، مشيرا إلى أنهم أعدوا دراسة أكدت أن خمس الأطفال الفلسطينيين الذين يتوفون قبل أن يبلغوا سنة من عمرهم تكون وفاتهم بسبب تلك الحواجز.وأكد د. البرغوثي أن الحواجز سلاح رئيسي للاحتلال لتدمير ما بناه الفلسطينيون في البنية التحتية خلال سنوات الانتفاضة وما قبلها، مؤكدا أن الأمن هو ذريعة إسرائيلية «خاصة وأن 95% من الحواجز التي تقيمها إسرائيل هي داخل أراض فلسطينية وليس على الحدود مع إسرائيل».وأضاف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية «الحواجز جزء من مخططات أنشأتها إسرائيل لإغراق الأراضي الفلسطينية بالفقر وتهجير السكان».وأفاد د. البرغوثي أن هناك لجنة تشكلت من رئيس الوزراء بحكومة تصريف الأعمال سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ومبعوث اللجنة الرباعية توني بلير عقب مؤتمر أنابوليس لمهمة أساسية وهي التخفيف من الحواجز «ولكن الحواجز زادت بدلا من أن تنقص مما يعني أن أنابوليس كان تغطية لجرائم إسرائيل».