إسرائيل تتابع الأحداث في لبنان بأكبر قدر من الانتباه
بيروت / عواصم / وكالات :اعلنت مسؤولة اسرائيلية أمس الاحد ان اسرائيل تتابع "باكبر قدر من الانتباه" الاحداث في لبنان وتعتبر ان محاولة زعزعة استقرار الحكومة في بيروت من قبل حزب الله ستخلف " عواقب مباشرة" على الدولة العبرية.وقالت مسؤولة في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان "الحكومة الاسرائيلية تتابع باكبر قدر من الانتباه الاحداث الحالية في لبنان وتعتبر انها ستخلف عواقب مباشرة على اسرائيل". ورفضت المسؤولة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها اعطاء مزيد من التفاصيل مكتفية بالقول ان الوضع في لبنان "سيبحث بدون شك بعد ظهر امس الاحد خلال اجتماع الحكومة الامنية الاسرائيلية".من جهتها ذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان اسرائيل تتابع "بقلق" الوضع في بيروت وذلك نقلا عن "مسؤول كبير" زعم ان سوريا "تسعي الى اسقاط حكومة فؤاد السنيورة بواسطة حزب الله الشيعي اللبناني تمهيدا لمنع تشكيل محكمة دولية حول اغتيال رفيق الحريري" رئيس الوزراء اللبناني السابق الذي اغتيل في فبراير 2005.من جهته اعتبر الرئيس السابق لاجهزة الاستخبارات العسكرية جنرال الاحتياط اهارون زئيفي فركاش متحدثا لاذاعة الجيش انه في حال سقوط الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا فهذا "سيعزز احتمال وقوع حرب مع اسرائيل الصيف المقبل".واضاف "على اسرائيل عدم التدخل في الازمة السياسية في بيروت. ويعود للاوروبيين ان يمنعوا عناصر متطرفة من الاستيلاء على السلطة وتحويل لبنان الى محافظة ايرانية".من جهته رأى مسؤول في الخارجية ان التظاهرات التي ينظمها حزب الله "تشكل بالمقام الاول مؤشر ضعف سياسي لهذه الميليشيا الشيعية التي تراهن بكل ما لديها". واعتبر ان حكومة السنيورة التي "حصلت على دعم مصر والسعودية تصمد افضل بكثير مما كان متوقعا".وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان ثمة "احتمالات كبيرة بان تنتهي هذه الازمة بتسوية هشة بين الحكومة وحزب الله".وفي ظل الاعتصام المستمر منذ الجمعة امام السراي الحكومي بهدف اسقاط الحكومة اللبنانية يبدو الافق مسدودا تماما في الازمة القائمة بين الحكومة المصممة على عدم التنازل والمعارضة التي يقودها حزب الله.وفيما لم تظهر اي بوادر على انفراج الازمة السياسية في لبنان امس الاحد مع مواصلة المعارضة حملة احتجاجها لاسقاط حكومة السنيورة، حذرت مصادر وزارية لبنانية من تحضيرات لسيناريوات لإحداث عنف باقتحام مجموعات معينة للسراي.وقالت المصادر ان كثافة الدعم العربي والخارجي للحكومة تترافق مع تقارير استخباراتية عربية عن تحضيرات لأعمال عنف من قبل جهات قد تستغل الاعتصام من أجل افتعال " صدام مفتوح" بين الفئات اللبنانية المختلفة.وذكرت المصادر الوزارية أمس الأحد ان هذه التقارير هي التي حركت قادة عدد من الدول العربية بينها مصر والسعودية في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة.وحذرت تقارير استخباراتية عربية سيناريوات عدة لافتعال أحداث عنف، منها التعرض لقوى الجيش والأمن الداخلي التي تضرب طوقاً على السراي، ومنها ما يتخوف من تعرض طابور خامس ما للمعتصمين أنفسهم بحيث يكون رد فعلهم على القوى الأمنية، في شكل يؤدي الى تطور الأمور الى فوضى أمنية تمتد الى مناطق أخرى من بيروت وخارجها.وفي غضون ذلك، قضى الاف المحتجين من حزب الله وحلفائه ليلة ثانية في مدينة خيام في وسط بيروت على مقربة من مكتب فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الذي تحول الى مقر اقامته. وهتف الاف خلال تجمع حاشد في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية في ميدان بوسط بيروت مطالبين باستقالة السنيورة. وقال المحتجون انهم لن يبرحوا مكانهم قبل سقوط الحكومة.وحصل السنيورة الذي تعهد من جديد امس السبت ان الاحتجاجات لن تجبره على الاستقالة على دعم من وزير الخارجية الالماني الزائر فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت واتصالات تأييد من عدد من الزعماء العرب والمسؤولين الغربيين .وقال مكتب السنيورة ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس اعربت عن تأييدها خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء.وقالت مصادر سياسية من كلا المعسكرين انه لا توجد تحركات جادة لايجاد حل لهذا المأزق مع تشبث كل طرف بمواقفه. وقالت "لا نتوقع حل هذه المواجهة في اي وقت قريب".وعلى الرغم من ان الخلاف سياسي فان لبنانيين كثيرين يخشون ان يشعل هذا الموقف اعمال عنف طائفية. وتتزايد حدة التوتر بين السنة والشيعة وكذلك بين المسيحيين الذين انقسموا بين المعسكرين المتنافسين.