بعد إغلاق إذاعة "هورن أفريك" بكيسمايو
مقديشو / متابعات :حظي نبأ إغلاق فرع إذاعة "هورن أفريك" بكيسمايو الصومالية بذات الاهتمام الذي حظي به نبأ سيطرة المحاكم الإسلامية على المدينة قبل أيام دون إطلاق رصاصة واحدة. وبدا لجوء مليشيات المحاكم لهذه الخطوة متناسبا -من ناحية الشكل- مع ممارساتها، إذ سبق أن منع بعض رجالها دار سينما بمقديشو من بث إحدى مباريات كأس العالم لكرة القدم، تبعها منع النساء مطلع شهر رمضان من بيع القات. وكانت إذاعة "هورن أفريك" التي أغلقها الإسلاميون إذاعت أنباء تشير إلى سقوط قتلى في مظاهرات خرجت في المدينة للاحتجاج على المحاكم إضافة إلى بثها شهادة سيدة قالت إن رجال المحاكم اغتصبوها.وإذا كان من الصعب الخوض في أسباب خروج المظاهرة لارتباطها بتحالفات قبلية سهلت سقوط المدينة سلما, فقد بدا خبر الاغتصاب مثيرا للدهشة نظرا لأن المحاكم بنت رصيدها على ممارسات رجالها المناقضة لممارسات أمراء الحرب الذين عاثوا فسادا في البلاد على مدى 15عاما متتالية. ونظرا لشعبية اذاعة "هورن أفريك" وسط البلاد وجنوبها وكونها مستقلة, بدا وكأن إغلاقها خطوة مدروسة ومتوقعة من المحاكم, أولا لوجود تشابه بين ظروف ظهورهم وظهور حركة طالبان الأفغانية, وثانيا لأن أحد أبرز زعمائهم حسن طاهر أويس جاهر برغبته في تطبيق الشريعة.وعزز الانطباع رسام الكاريكاتير الصومالي أمين عامر, حيث نشر رسما على موقعه الإلكتروني يشير إلى سيارة تقل قادة المحاكم اصطدت بعمود يرمز إلى الحريات, وإلى جانبها صبي يخاطب الركاب قائلا "أعطيتمونا الأمن لتأخذوا حريتنا". من جانبه عبر مدير اذاعة "هورن أفريك" أحمد عبد السلام عن رفضه لمبدأ اللجوء إلى الإغلاق دون تحقيق, قائلا "نحن قلقون من إغلاق فرع الإذاعة بكيسمايو, والطريق الأفضل لحل المعضلة كان بإبلاغنا بوجود واقعة كي نتعامل معها"، وأضاف أن اللجوء إلى وقف إرسال المحطة "لم يكن هو الإجراء الصحيح". وشدد على أن الإجراء "في حقيقته موجه إلى جهودنا المتواصلة منذ سبع سنوات لإقامة وسائل إعلام حرة ومستقلة وذات مصداقية في ظروف صعبة يعيشها بلد مدمر ومليء بأمراء الحرب وبالأسلحة". واستدرك عبد السلام قائلا "هنالك إمكانية أن يكون خطأ ما قد وقع. ليس لدي علم. فنحن نقع هنا في أخطاء ونتعامل معها عبر إجراء استقصاء ونسأل المصادر المعنية حول ما حدث بالضبط ثم نتخذ إجراء يمكن أن يكون اعتذارا حيث يجب أو نقوم بتصحيح الخطأ حيث يجب أيضا".وحول ما إن كان لدى إذاعة "هورن أفريك" مخاوف بشأن إمكانية التضييق على حرية التعبير أجاب مدير الإذاعة بأنه غير قلق. وقال" أعلم شيئا واحدا هو أنه يمكنك أن تأتي اليوم وتغلق الإذاعة لكن ذلك لن يضيق على حرية التعبير لأننا بتنا نعيش في عالم يعلم فيه الجمهور أهمية ذلك". وأضاف أن كل "محاولة لإعادة هذا الوضع إلى الوراء لن تنجح".