معظمنا صادفه في حياته
القاهرة / 14 اكتوبر / وكالة الصحافة العربيةالحب الأول مهما حاولت أن تتخلص منه تفشل بشكل مهين ، كلما حاولت نسيانه تقترب منه أكثر بحكم تصرفاتك في جميع اتجاهاتك، الشيء الوحيد الذي تكون دائماً علي استعداد لتجاهل أية مشكلات يحدثها مهما كانت أحجامها، فهو شيء بمجرد تكوينه يجعلك في حالة نشوة ، فالحب الأول دائما يكون خالداً في ذاكرتنا مهما طال الزمن ومرت عليه الأعوام ، كيف يكون هذا الحب عند مبدعينا ومفكرينا سؤال طرحناه ، وكانت إجابته في السطور الآتية:يقول الشاعر عبدالرحمن الأبنودي الذي طالما كتب أغنيات وقصائد عن الحب: الحب الأول تجربة رومانسية يلعب فيها الخيال دوراً أساسياً، وهو محاولة للخروج عن الإطار الذي نشأنا فيه بكل قيوده وتجربته نحاول فيها التمسح بالواقع وإيجاد صلة بين العناصر الوجدانية الغامضة وبين قوانين هذا الواقع، كما هو تجربة مهمة تبعث في داخلنا كل روائع العواطف الغامضة الكامنة في مرحلة التحول من الطفولة الصبا، ولاينظر صاحب هذه التجربة إلى موقعها الحقيقي من مستقبله العملي، وكل ما يهمه هو الغرق فيها أثناء حدوثها والاعتقاد بأن الوجود يبدأ من أولها وينتهي عند نهايتها، ولكن بعد أن يخوض الإنسان تجارب الحياة الشاقة تظل تلك التجربة الرومانتيكية البعيدة مصدراً لأصداء وألوان وأطياف وأضواء لا حدود لها لبهجتها، ولأنها تجربة تنطلق وتتكون خارج إطار الواقع تماما لذا فهي خفيفة الوزن رائعة الإيحاءات، لكن إذا وضعناها في كفة الحياة وميزانها الواقعي فإنك لن تجد شيئاً·[c1]إعتراف بالحب[/c]قال الكاتب أسامة أنور عكاشة عن تجربة الحب الأول في حياته فيقول: لقد خضت هذه التجربة وأنا لم أتجاوز بعد الرابعة عشر من عمري، وقتها كنت أعيش في محافظة كفر الشيخ، وكانت فتاتي جارة لي، وبدأت علاقتنا من خلال الشبابيك، فكنت أقف وأنظر في هيام لشباك المحبوبة، وألمحها من وراء الشيش وأشعر أنها تراقب كل تحركاتي وتصلها كل نظراتي، دفعني هذا الحب للاعتراف، فمدني بالجرأة فكتبت لها خطابا ووضعته في يدها في سرية تامة أثناء سيرها لمدرستها، ولكن سوء حظي أوصل هذا الخطاب المليء بعبارات الغرام إلى يد أهلها فحرموها من الذهاب إلي المدرسة، أما أنا فنلت علقة ساخنة لأنني تجرأت وأحببت ابنتهم، وحاولت إقامة علاقة حب شريفة معها، وأنا مازلت صغيراً·وأشار من المألوف أن معظم قصص الحب الأول انتهت بالفشل ورغم ذلك لايستطيع الزواج تحجيمه، وهو أقوى من تجربة زواج تصطدم بالعادي والروتيني، لذلك تظل ذكرى هذا الحب مرتبطة بفترة من عمر الإنسان يشتاق لها دوماً، فهي فترة ليس بها هموم أو مسئوليات وهي لحظات حلوة صعب أن تعود، وهي ليست مرحلة وهمية لأن الحب مشاعر تولد داخل الشاب أو الفتاة·[c1]أول حالة [/c]وعندما تحدث الكاتب اللبناني طلال شتوي عن تجربة الحب الأولى قال: أول حب كأول بكاء، وأول ضحك وأول موت وهي أشياء لها بصمة حادة نافذة، لاتظهر في الجسم الذي ينمو والقلب الذي ينضج والعقل الذي يكبر وإنما تغور في بريق العين، وبعد الإغماضة نكتشف ما فيها من عذوبة وغموض وإثارة، وهي تجربة مثل باقي التجارب التي تبدأ وتنتهي، والانتهاء هنا لا يعني فراقاً بالضرورة، فالحبيبة الأولى قد تصبح وجها غامضاً في الملامح داخل الذاكرة، والحب الأول لابد أن يكون موجوداً داخل كل منا مهما تأخر ومهما كان زمانه، لأن الإنسان لايمكن أن يعيش بدونه·وتقول الشاعرة وفاء إبراهيم: إن الحب الأول هو الإحساس الجميل والوحيد الذي يبقى في ذاكرة حياتنا، لأنه يذكرنا بمسائل ترتبط بطبيعة أحاسيسنا الأولى بذواتنا وشخصيتنا وعندما نحب لأول مرة نشعر بأننا نملك العالم ونشعر في عمرنا الفتي بالقوة والحيوية والأمل·