مصرع (6) أشخاص وجرح (13) آخرين في الجزائر بانفجارات تبنى مسؤوليتها فرع (تنظيم القاعدة في المغرب)
القاهرة / متابعات :ثمة معلومات مهمة على صعيد الملاحقات الدولية لتنظيم "القاعدة" نقلتها صحيفة "إلباييس" الأسبانية عبر موقعها على الإنترنت، عن مصادر أمنية أميركية وأوروبية قولها إن "جهاديين انتحاريين" جرى تجنيدهم في أسبانيا يتلقون تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات، في صحراء منطقة الساحل القاحلة التي تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر. وأوضحت ذات المصادر أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة تمكن من إقامة قاعدة لتدريب أعضاء تنظيمه وحلفائه الجزائريين في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في مالي، وهي واحدة من أفقر دول العالم، وبذلك يكون أسامة بن لادن قد حقق هدفه بالاستحواذ على قاعدة قريبة من أوروبا تتيح الانطلاق منها لمهاجمة الدول الأوروبية .وأشارت ذات المصادر إلى أن تقارير المخابرات الأميركية والأوروبية أكدت أن هذه المنطقة الأفريقية الشاسعة تحولت إلى قاعدة جديدة للتدريب لتنظيم القاعدة والجماعة السلفية للدعوة والقتال وهي جماعة جزائرية منشقة على "الجماعة الإسلامية المسلحة".وكان المدعو أبو مصعب عبد الودود ـ أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال ـ قد أصدر بيانا في 13 سبتمبر الماضي أعلن فيه ولاءه لإمرة أسامة بن لادن، زعيم تنظيم "القاعدة"، وقد أثار هذا التحالف بين التنظيمين قلق المسؤولين في أجهزة الأمن بدول الاتحاد الأوروبي خاصة في أسبانيا وفرنسا نظرا للتواجد المكثف للجماعة السلفية للدعوة والقتال في البلدين حيث اعتقل نحو مائة عضو من أعضاء هذه الجماعة في عدة مدن أسبانية منذ عام 2001 .وشهد يوم 25 يناير الماضي التقاء خافيير ثاراجوثا النائب العام الأسباني، وحسن الحوفي النائب العام المغربي وجان كلود ماران مسؤول نيابة مكافحة الإرهاب في فرنسا حيث وقع الثلاثة اتفاقا لتبادل المعلومات حول شبكات تنظيم القاعدة . ووفقاً لذات المصادر فقد تركز لقاء المسؤولين الأمنيين الثلاثة على بحث مسألة معسكرات التدريب الجديدة في منطقة الساحل وما تشكله من مخاطر على هذه الدول الثلاث، ولم تشارك الجزائر في هذا الاجتماع نظرا لخلافاتها التقليدية مع المغرب .وكان عمار سيفي، وهو جندي سابق في الجيش الجزائري وزعيم للجماعة السلفية للدعوة والقتال اعتقل في تشاد عام 2004، هو الذي أنشأ نقاط الارتكاز الأولى لجماعته في هذه المنطقة عن طريق خطة قديمة وهي المصاهرة حيث تزوج ثلاث فتيات من الطوارق في مالي التي تعاني من تمرد للطوارق في شمال البلاد التي يشكل الطوارق فيها أقلية تتألف من 200 ألف نسمة .وأوضحت صحيفة "إلباييس" أن مسؤولا في المخابرات الفرنسية أشار إلى أن المخابرات الجزائرية تحاول منذ شهور شراء تأييد المتمردين الطوارق حتى يكفوا عن إيواء ودعم أعضاء " الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، كما أن المخابرات الأسبانية ترقب باهتمام هذا المرتكز الجديد لتنظيم القاعدة في الساحل ويقول مسؤول في الحرس المدني الأسباني إن ذلك يشكل خطرا محتملا على فرنسا وأسبانيا .وأشارت ذات المصادر إلى أن الإدارة الأميركية أرسلت لمنطقة تمبكتو وجاو في مالي قوات خاصة لتدريب قوات مالي على مكافحة الإرهاب والقتال في الصحراء كما سلمت إليها مركبات وأجهزة الاتصال، لكن موظفا حكوميا في مالي أوضح أن الشمال منطقة شاسعة وأنه يصعب مراقبة الحدود، مشيرا إلى فشل المحاولة الأميركية في هذا الصددوكان مراقبون في الجزائر قد أكدوا بعد اعتقال عمار سيفي "المظلي السابق في الجيش الجزائري الذي تحول إلى إرهابي" أن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تلقت ضربة قاتلة ،ولكن مسؤولا أسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب أشار إلى خطأ هذا الرأي، موضحا أن الحلفاء الجدد لتنظيم القاعدة يعيشون فترة توسع وانتشار حيث يستطيعون تجنيد أعضاء جدد في منطقة الساحل الأفريقية .وكانت الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد أعلنت عبر موقعها على الإنترنت عن نشأة جماعة " جهادية" جديدة في الجزائر أطلق عليها "القاعدة في أرض البربر"، لكن هذا التنظيم غير اسمه منذ تحالفه قبل أسابيع مع تنظيم القاعدة حيث أصبح يطلق على نفسه اسم "القاعدة في بلاد المغرب العربي".وتعتقد بعض المصادر أن نحو 20 بالمائة من الذين يقومون بعمليات انتحارية في العراق قادمون من هذا التنظيم.. مشيرة إلى معلومات عن اعتقال 150 جزائريا في العام 2005 وهم يحاولون اجتياز الحدود السورية إلى العراق للانضمام إلى ما يسمى "جماعات المقاومة العراقية".وفي ما يتعلق بأسبانيا فإن الحرس المدني اعتقل سبعة جزائريين من أعضاء هذه "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في عام 2005 في منطقة "كوستا دل سول" الأسبانية حيث كانوا يسرقون شاليهات ويسرقون جواهر في ماربيلا وملقا ويرسلون هذه "الغنائم" إلى المدعو "أبوهيثم" وهو أحد قادة هذه الجماعة في منطقة الساحل الأفريقي .ميدانيا قتل ثمانية أشخاص على الأقل وجرح 24 آخرون أحدهم إصابته خطرة، في عدة هجمات بالقنبلة أمس في منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية. ووقعت الهجمات في منطقة قطرها ثلاثين كيلومترا لا سيما في سي مصطفى وسوق الحد وذراع بن خدة وبرج منايل في ولايتي بومرداس وتيزي وزو في منطقة القبائل. وأفاد شهود أن القنابل التي وضعت قرب مراكز للدرك والشرطة انفجرت بالتزامن تقريبا. وضربت قوات الشرطة والدرك طوقا أمنيا على الفور في المواقع المستهدفة.وقال سكان إن قنابل انفجرت قرب أربعة مراكز للشرطة شرقي الجزائر العاصمة في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في هجمات منسقة فيما يبدو يشتبه أن متشددين إسلاميين نفذوها. وقال عارف جمعة أحد سكان قرية سي مصطفى القريبة من بومرداس على مسافة 50 كيلومترا شرقي العاصمة "أيقظني الانفجار الضخم. تصورته زلزالا".وقال جمعة الواقف قرب جدران مقر شرطة سي مصطفى التي دمرها الانفجار إن القنبلة انفجرت في الساعة الرابعة والربع صباحا (03:15 بتوقيت جرينتش) بجانب المبنى الذي يقع مباشرة قبالة منزله، وقال سكان في سي مصطفى إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجمات لكن السكان قالوا إنهم يشتبهون في متشددين إسلاميين ربطوا أنفسهم بتنظيم القاعدة وصعدوا حملة تفجيرات في الأشهر القليلة الماضية. وإذا تأكد ذلك سيكون هذا أكثر هجوم محكم ينفذه متشددون إسلاميون في عدة سنوات. وقال مسؤول بالشرطة إنه لا يتسنى في الوقت الحالي التحدث الى الضباط الذين لهم سلطة الحديث إلى وسائل الإعلام. وقال دبلوماسي إنه يتحقق من تقرير عن مقتل ستة في هجمات أمس الثلاثاء. وقال سكان إن مراكز الشرطة التي استهدفت تقع في قرى سي مصطفى وذراع بن خده ومقلة وزيموري. وقال سكان بالقرب من بلدة بومرداس إنهم يتحققون من تقارير عن انفجار خامس في مركز للشرطة قرب البلدة. وقال سكان محليون إن هناك تقارير غير مؤكدة عن أن القنابل كانت مزروعة في مركبات وفجرت عن بعد. وبدأ المتطرفون الإسلاميون تمردا مسلحا في عام 1992 بعد أن ألغت السلطات والجيش في ذلك الوقت والتي كانت تخشى من اندلاع ثورة على غرار الثورة الإسلامية في إيران انتخابات كانت جبهة الإنقاذ الإسلامية على وشك الفوز فيها. وسقط نحو 200 ألف قتيل في أعمال عنف تلت ذلك. وتراجعت حدة العنف بدرجة كبيرة في السنوات القليلة الماضية. وكثيرا ما تشهد منطقتا تيزي وزو وبومرداس شرقي الجزائر العاصمة اشتباكات بين المقاتلين المتشددين وقوات الامن. وهذه الهجمات هي الأولى على مراكز شرطة منذ هجومين متزامنين تقريبا بشاحنتين ملغومتين على مركزي شرطة يوم 30 أكتوبر في منطقة الجزائر أسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 24 آخرين. ويوم العاشر من ديسمبر انفجرت قنبلة بالقرب من حافلة تقل عمال نفط أجانب في إحدى ضواحي الجزائر العاصمة مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية بجروح. وأعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجماعة المتمردة الرئيسية التي تقاتل من أجل إقامة دولة إسلامية خالصة مسؤوليتها عن ذلك الهجوم في شريط فيديو بث على موقع على الانترنت. وأفاد بيان منسوب للجماعة نشرته صحف جزائرية أن الجماعة تعلن مسؤوليتها عن هجمات 30 أكتوبر. وقالت الجماعة الشهر الماضي إنها تبنت اسما جديدا هو جماعة القاعدة في المغرب الإسلامي. ويعتقد بعض المحللين الأمنيين أن الجماعة تريد تحويل نفسها من حركة محلية في الجزائر حيث تتعرض لضغوط من قوات الأمن إلى قوة دولية قادرة على توجيه ضربات في شمال إفريقيا وأوروبا.