القدس المحتلة / رويترز/ دان وليامز :وضعت إسرائيل سفاراتها ومصالح أخرى في الخارج في حالة تأهب قصوى وعززت قواتها على الحدود اللبنانية امس الخميس بعد اغتيال قيادي كبير في جماعة حزب الله اللبنانية.وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أمس الخميس إن جماعته مستعدة «لحرب مفتوحة» مع إسرائيل إن أرادت إسرائيل ذلك.واتهم حزب الله وإيران إسرائيل بقتل عماد مغنية في انفجار سيارة ملغومة بالعاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء. ونفت الحكومة الإسرائيلية الاتهام رغم أن جهاز مخابراتها (الموساد) كان دوما يعتبر مغنية «عقلا مدبرا إرهابيا».وقال أمام جموع المشيعين في جنازة مغنية «أقول للعدو لأننا لا نغدر وللصديق طلبا للعذر .. لقد قتل الصهاينة الحاج عماد مغنية في دمشق وكل معطياتنا الميدانية والتحقيقية حتى الآن تؤكد هذا الأمر وتعاطي الإسرائيليون مع الأمر بتلميح أقوى من التصريح في تحملهم لمسؤولية هذا الاغتيال.»وابلغ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الإسرائيليين بان إدارة مكافحة الإرهاب التي تصدر تحذيرات السفر أوصت الإسرائيليين في الخارج بتفادي التجمع بأعداد كبيرة وحذرت من انهم قد يكونون هدفا لمحاولات اختطاف.وقال مكتب أولمرت في بيان «اتهم حزب الله مرة أخرى إسرائيل بقتل عماد مغنية فيما يشير إلى زيادة خطر الهجمات الإرهابية من جانب حزب الله ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.»وفي الوقت الذي دعا فيه أنصار حزب الله للثأر كثفت إسرائيل إجراءاتها الأمنية المشددة بالفعل.وقال مصدر أمني «بعثاتنا الدبلوماسية في حالة تأهب قصوى وقد يظل هذا الوضع لأسابيع أو حتى أشهر اعتمادا على تقييمنا للمخاطر...هناك أيضا إجراءات وقائية اتخذت فيما يتعلق بموقعنا العسكري على الحدود (اللبنانية).»ومغنية الذي كان أيضا على رأس قوائم المطلوبين في الولايات المتحدة هو أبرز مسؤول من حزب الله يقتل منذ قتل الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي في كمين بطائرة هليكوبتر إسرائيلية عام 1992 في جنوب لبنان.
تشييع جثمان عماد مغنية
وأعقب مقتل الموسوي بفترة قصيرة تفجير السفارة الإسرائيلية ومركز للجالية اليهودية في الأرجنتين في هجوميين قتل فيهما العشرات وألقت إسرائيل مسؤوليتهما على عملاء إيرانيين. ونفت طهران أي ضلوع لها في ذلك.وقال آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي لراديو اسرائيل «للأسف نحن واعون بالماضي في هذا السياق ونعرف كيف نستعد لسيناريوهات لاحقة.»ومشيرا إلى بيان أمريكي رحب بمقتل مغنية قال ديختر «العالم أنظف الآن بعد أن رحل عنا.»لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في خروج على السياسة المتبعة بعدم التعليق على عمليات مخابراتية بالخارج أصدر بيانا رفض فيه «محاولات عناصر إرهابية لان تنسب لإسرائيل أي دور في هذا الحادث.»وقال مصدر كبير في الحكومة الإسرائيلية أن الهدف هو الاحتواء لتفادي مواجهة جديدة.وانقسم الخبراء بشأن مدى السرعة التي قد يحاول بها حزب الله الثأر لمقتل مغنية بضرب إسرائيل في ظل المواجهة الحذرة بين الجانبين منذ الحرب التي خاضاها في 2006.وقال مصدر سياسي لبناني «الرد سوف يعني تغييرا في قواعد لعبة المواجهة مع إسرائيل.«هكذا قرارات بحاجة الى رأس بارد لذلك سوف لن يكون هناك تسرع بالرد.»وبدا أن معظم الخبراء الإسرائيليين مقتنعون بأن الموساد له يد في مقتل مغنية لعدة أسباب من بينها أن أسلوب الاغتيال أعاد إلى الأذهان اغتيال زعيم حركة (حماس) في العاصمة السورية عام 2004.ورأى بعض الإسرائيليين أن قيمة مغنية كهدف عسكري ستتراجع أمام أعمال العنف التي قد تتفجر نتيجة لرد محتمل من حزب الله في المستقبل.وكتب المعلق أوفير شيلاه في صحيفة معاريف الإسرائيلية قائلا «هل كل هذا يستحق انتقام حزب الله في صورة هجوم إرهابي في الخارج أو شيء من هذا القبيل.»لكن امنون ليبكين شاحاك وهو قائد سابق للقوات المسلحة الإسرائيلية قال إن هذا النمط من التفكير ليس له علاقة بما حدث.وقال «عندما تلاحق الإرهابيين فأنت لا تتوقف دائما لتفكر في كيفية ردهم.. كما ينبغي أن نتذكر أن الإرهابيين سيواصلون محاولة الهجوم علينا سواء هاجمناهم أم لا.»