الرياض / متابعات :تستغل وسائل الاعلام السعودية شهر رمضان هذا العام في معالجة قضية التطرف والارهاب من خلال توظيف المسلسلات التلفزيونية للرد على مواقف المتشددين ورجال الدين وتفنيد الطريقة التي يطرحون بها الدين الاسلامي ، حيث تتسابق القنوات التلفزيونية في العالم العربي خلال شهر رمضان المبارك للاحتفال بهذا الشهر بالاستعانة بعرض التمثيليات الاجتماعية والفكاهية التي تتيح الفرصة لمعالجة القضايا الاجتماعية العويصة.وهذا العام كسر المسلسل الكوميدي السعودي (طاش ما طاش) الذي يعرض منذ زمن طويل القيود المفروضة على الممنوعات من خلال عرض مشكلة التشدد الاسلامي في مدرسة للمتشددين اطلق عليها على سبيل الفكاهة اسم (ارهاب اكاديمي) على غرار (ستار اكاديمي).وقال الناشط الاعلامي حسين شبكشي لوكالة ( رويترز ) ان مثل هذه القضايا قد نوقشت من قبل الا انها الان باتت أكثر مباشرة مشيرا الى ان الامر يتطلب العمل على الجانب الانساني من الدين.و كان مسلسل ( طاش ما طاش ) الذي يعرض هذه الايام في شهر رمضان قد أثار حفيظة بعض رجال الدين المتشددين الذين اتهموا المسلسل بأنه يسخر من الاسلام ذاته !!! علما ً بأن المسلسل يصف من لا يتبعون النهج المتشدد في مدرسة (ارهاب اكاديمي) بأنهم سذج يرددون بصورة الية الفاظا عن الكفرة والمرتدين والفئة الضالة.هذا وأصدر أكبر شيخ وهابي سعودي فتوى بتحريم تمثيل ومشاهدة مسلسل (طاش ماطاش) الفكاهي الذي يجرى عرضه في رمضان من كل سنة عبر تلفزيون MBC.وأفتى الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك وهو أكبر شيخ والأعلى مرتبة في سلم الحركة الوهابية بتحريم المسلسلات التلفزيونية وخص بالذكر طاش ماطاش، وقال "و إني لأدين لله بتحريم تمثيل ومشاهدة هذه المسلسلات والتي منها ( طاش ما طاش )". لكن البراك الكفيف البصر أعترف بانه لم يشاهد المسلسل وانما افتى اعتمادا على مانقله الآخرون له، بقوله "ومن هذا الباطل المسلسل المعروف بـ ( طاش ما طاش ) وقد أفاد المتابعون له لرصد مضامين حلقاته أنه يشتمل على أنواع من المنكرات".وعرض البراك بكفر منتجي وممثلي المسلسلات التلفزيونية في الاعلام العربي بقوله "إن كل ما يبثه الإعلام من هذه المسلسلات لا يخلو من باطل بدرجات متفاوتة ، من اللهو الجالب للغفلة والصاد عن ذكر الله وعن الصلاة ، إلى تزيين الفواحش و المنكرات ، و إلى الكفر بالله و الاستهزاء بآياته و أنبيائه وأوليائه و بأهل طاعته".واتهم البراك هذه المسلسلات والقائمين عليها والذي وصفهم "بالمنتسبين للإسلام بنشر الفساد وتحقيق أهداف الكفار !! وخاطب البراك متابع يمسلسل ( طاش ما طاش ) بقوله " كما أوصى المعجبين بهذا المسلسل و المتابعين له ولغيره أن يتوبوا إلى الله من الافتتان به ومتابعته".
وأطلقت الفتوى التي صدرت الاربعاء الماضي، ونشرها موقع (نور الإسلام) والذي يشرف عليه الشيخ محمد الهبدان، موجة تهديدات صريحة بالقتل والاغتيال ضد فريق ( طاش ما طاش ) نشره بعضها موقع الهبدان أسفل الفتوى، وكتب فيها من رمز لنفسه بالشهيد من القصيم بقوله : (( سوف ترى مايسرك ياشيخ، قريب عمليه أنتحاريه، ضد ممثلين طاش الفساد، وسوف يستريحون منهم العالم )) . ولم يحذف الموقع هذا التهديد، رغم حذفه لبعض التعليقات التي انتقدت الفتوى. كما نشر موقع الساحات الإماراتي الذي يشرف عليه الإماراتي طارق بن فارس، تهديدات باغتيال فريق مسلسل ( طاش ) من السعودي حسين الشريف بقوله " لابد من احياء سنة الاغتيال فقد طفح الكيل ". بدوره انتقد الداعية السعودي الشيخ سلمان بن فهد العودة المسلسل السعودي "طاش ماطاش" مؤكداً أن الاستهزاء بالدين والقيم الدينية والقرآن والسنة (كفر) مصداقاً لقوله تعالى: "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" لكنه قال: "وأما الاستهزاء بالمتدينين فهو أمر معيب ويؤاخذ عليه صاحبه، وهو درجات أيضاً".وشدد على أن رمضان يعتبر شهراً مقدساً له خصوصية، الأمر الذي يستلزم مراعاة هذا الجانب لدى المتلقي من القنوات، والمنتجين للبرامج الفضائية أيضاً، "في الوقت الذي تحفل فيه العديد من الفضائيات العربية في رمضان بالمسلسلات والبرامج الرمضانية التي وجدت في (الإرهاب) وجبة دسمة لتناولها وتسليط الضوء عليها". وضرب الشيخ سلمان مثلاً بنقد من يوصفون بالإرهابيين مؤكداً أنه ليس من العدل تسميتهم بالخوارج، أو تكفيرهم، "لأنهم من الكفر هربوا وإن كانوا وقعوا في حرمات كبيرة، ووقعوا في دماء الأبرياء".وفي ذات السياق نبّه العودة إلى ضرورة احترام الآخرين، "حتى لا يتحول النقد إلى ازدراء واحتقار واستخفاف بالآخرين وتحميلهم مالا يحتملون أيضاً".وأشار الشيخ سلمان إلى وجود طبقات مختلفة ومذاهب وقبائل متنوعة في المجتمع السعودي، إضافة إلى تيارات إسلامية و ليبرالية وقومية، "وهي حقيقة قائمة وموجودة والعقل يرشدنا إلى أن يفهم بعضنا بعضاً، لا أن يعمق كل منا الهوة والفجوة بين كل طرف، فلا مصلحة من إثارة احتقان أو توتر طائفي أو مذهبي، فالظواهر السلبية في المجتمع السعودي موجودة وليس المقصود نفيها، لكن علينا ألا نبالغ في تصويرها وكأنها ظاهرة ضخمة وقد تكون خاصة بفئة معينة".
