بغداد / متابعات :القوات الاميركية تعتقل انتحاريا وتقدمه الى الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يسأله بغضب "كم مرة فجرت نفسك حتى الان؟" هذه من النكات التي يلجأ اليها العراقيون للهروب من الواقع المرير والعنف اليومي الذي تشهده بلادهم .وبما ان الحياة الاجتماعية شبة معدومة بسبب حظر التجول الذي يضطرهم الى البقاء في منازلهم بمجرد انتهاء عملهم فانهم لا يجدون مفرا سوى تبادل النكات من خلال الرسائل القصيرة على الهواتف المحمولة او على شبكة الانترنت.ويحتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق الذي قتل في غارة اميركية في السابع من يونيو الماضي شمال بغداد حيزا كبيرا من نكات العراقيين.ومن هذه النكات ان الشيطان بعيد وصول الزرقاوي الى الجحيم صحا فجأة على انفجار كبير. وبعد قليل يأتي اليه حراسه بالزرقاوي الذي يقول له "لا استطيع التخلص من عاداتي السيئة".وكراهية الزرقاوي للأميركيين مصدر موضوع تندر كذلك بين العراقيين. فقد اراد شاب أن يعبر عن حبه الشديد لحبيبته فبعث اليها رسالة يقول فيها: "احبك قدر حب الزرقاوي للهمفي" وهي السيارات التي يستخدمها الجيش الاميركي في العراق والتي تستهدفها عمليات القاعدة في العراق.حتى التفجيرات التي ادت الى مقتل آلاف الاشخاص صارت موضوعا للتهكم. فبعد تفجير مقر الامم المتحدة في بغداد في اغسطس 2003 (22 قتيلا) اراد عراقي ان يساعد صينياً ممدا على الأرض ينزف ولما لم يكن يفهم لغته طلب منه ان يكتب ما يريد على ورقة معتقدا انها ستكون وصيته الاخيرة التي سينقلها إلى اهله. وذهب العراقي بعد ذلك بالورقة الى السفارة الصينية فقالوا له: ان المكتوب عليها "ارفع قدمك من فوق انبوب الاوكسجين، انني اختنق".ولا يزال الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان العراقيون يطلقون عليه النكات همسا عندما كان في الحكم هدفا مفضلا للنكات ايضا.ويروي العراقيون ان جنديا اميركيا تشاجر مع عراقي وأراد نعته ب "ابن الـ ..." ولكنه لم يعرف الكلمة بالعربية فقال له "انت سوا سوا صدام .. ماما واحد .. بابا كتير".ويجد العراقيون ايضا مادة للفكاهة في الملاحقة غير المجدية من قبل القوات العراقية والأميركية لنائب الرئيس السابق عزت الدوري المصاب بالسرطان والذي مازال على قيد الحياة رغم اعلان وفاته اكثر من مرة. وتقول احدى النكات ان مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي سأل ذات مرة احد مساعديه بانزعاج عما اذا كان تم القاء القبض على الدوري فرد عليه "لا سيدي .. فص ثلج وذاب" في اشارة الى عمل عزت الدوري الاول وهو بائع ثلج.ومع تزايد تأثير الميليشيات الاسلامية يسخر العراقيون كذلك من المفارقات في مجتمعهم. وتقول احدى النكات ان عضوا في تنظيم انصار الاسلام (الذي كان متواجدا في اقليم كردستان شمال العراق بعد الغزو الاميركي للعراق) ضبط عند احد المواطنين فيلما اباحيا وسط مجموعة افلام تحوي مباريات لكرة القدم فقال له "حاطه وايه افلام رياضية وكاتب عليه السليمانية 4 البرازيل 1 ما معقول!!".ولا تستثني النكات الخلافات الطائفية. فرجل شيعي وزوجته السنية يتشاجران امام التلفاز كل منهما يريد ان يشاهد قناة معينة. وتريد الزوجة مشاهدة قناة روتانا سينما فيسخر الزوج من شعار القناة "روتانا مش حتقدر تغمض عينيك" ولكن زوجته ترد عليه قائلة "قناة الفرات مش حتقدر تنزل ايديك" في اشارة الى ان هذه القناة الشيعية تعرض باستمرار مشاهد لمسلمين شيعة يضربون بايديهم على صدورهم.
العراقيون يلجؤون إلى النكتة للهروب من الواقع
أخبار متعلقة