أقواس
د.زينب حزام تعد مكتبة موسكو أضخم مكتبة في روسيا وفيها عدد من الأقسام العلمية والثقافية والأدبية والسياسية والكتب المترجمة من مختلف بلدان العالم بلغاتها الحية،وقديماً قيل قراءة الكتب المطبوعة كنوز ثمينة،مهما تطور الكتاب الالكتروني ومهما تطورت الصحافة والمجلات الالكترونية،يظل الكتاب المطبوع مهماً في الأبحاث والدراسات الأكاديمية وغيرها،ومكتبة موسكو المركزية يصل قراؤها إلى المليون قارئ وباحث ودارس وزائر من مختلف شعوب العالم،كما يوجد فيها أقسام للمخطوطات المتنوعة لبعض الدول من قارة أوربا وأفريقيا وأسيا وأمريكا تعود إلى القرون الوسطى.وخلال جولتي في القاعات المخصصة للقراء وجدتها مزودة بأحدث الأجهزة الالكترونية من كمبيوتر وانترنيت،قعدت بجانب امرأة عجوز يتجاوز عمرها السبعين عاماً،رأيتها تقرأ ديواناً للشاعر الياباني المعروف بعشقه لشجرة الكرز وله قصيدته المشهورة(الهيكو) ولا تسعفني الذاكرة لذكر أسم هذا الشاعر الياباني الآن ولكن المرأة العجوز التي أخبرتها بأن الشعب الروسي هو أكثر شعوب العالم شغفاً بالقراءة،أكدت لي بأنني مخطئة في تقديري،ففي اليابان أكثر من خمسة ملايين شاعر،ورغم عشق اليابانيين لتكنولوجيا والالكترونيات إلا أن الشعب الياباني أكثر تذوقاً للشعر والفنون والموسيقى والآداب،واليابان تنتج أضخم الأفلام السينمائية.فعلاً وجدت أن هذه الدول المتقدمة مثل اليابان وروسيا أكثر الشعوب حرصاً على تذوق القراءة والشعر والفنون،شكرت المرأة العجوز على المعلومة القيمة التي زودتني بها،وأخذت أتم جولتي في أقسام المكتبة الضخمة التي تزين سقوفها وجدرانها وأعمدتها الرخامية النقوش المتنوعة والتي تحتوي على رسومات دينية للسيد المسيح ورسومات للسيدة مريم العذراء،وللكنائس الروسية ورسومات للقياصرة الروس ولكبار الكتاب والأدباء والشعراء الروس وللسياسيين والرؤساء الروس وقادة الثورة الروسية،إضافة إلى وجود بعض القطع الأثرية من مزهريات ثمينة تعود إلى القرون الوسطى،وساعة شمسية متحركة من الذهب والفضة من القرن العاشر ميلادي يمكن حملها باليد أو يمكن وضع العمود الذهبي الذي يحملها من إحدى الفتحات الثلاث من كلا الجانبين..وهناك بعض التماثيل البرونزية للملكة الروسية[إيكاترينا زوجة قيصر روسيا..وتمثال الشاعر الروسي الكبير[بوشكين وتمثال الأديب الروسي[هكسيم جوركي وغيرهم من كبار أدباء الثورة الروسية.إنها أكبر مكتبة زرتها في حياتي،وأجمل ما فيها مبناها الضخم الرخامي المزين بأجمل النقوش والزخارف والتماثيل الصغيرة المتناثرة في كل ركن من أركان المبنى الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر ميلادي.