الكويت / كونا :دعا الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي أمس المفاوضين من الجانبين إلى الاسراع في انجاز اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين قبل نهاية يوليو المقبل.جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماعات الدورة ال18 للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي الذي اختتم الليلة الماضية بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.وقال البيان الذي صدر اليوم أن المجلس الوزاري بحث مدى التقدم الحاصل في مفاوضات توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين ودعا المفاوضين الى الاسراع في تذليل العقبات وانجاز الاتفاقية قبل نهاية يوليو المقبل من أجل التوقيع عليها قبل نهاية العام الجاري.يذكر أن مجلس التعاون يجري مشاورات ومفاوضات مع الاتحاد الأوروبي امتدت أكثر من 18 عاما بشأن اقامة منطقة التجارة الحرة بين الجانبين.وتستورد دول مجلس التعاون الخليجي ثلث اجمالي وارداتها من الاتحاد الأوروبي حيث يصدر الاتحاد ما قيمته 4ر47 مليار يورو الى المجلس وتشكل دول المجلس خامس أكبر سوق بالنسبة للاتحاد الأوروبي.وتصدر دول مجلس التعاون الخليجي ما قيمته 2ر35 مليار يورو الى الاتحاد الأوروبي وتحتل المرتبة ال 14 بين الموردين للاتحاد.وعلى الرغم من بدء المفاوضات منذ عام 1988 لكن بوادر نجاح هذه المفاوضات برزت عام 1999 حيث اتفقت دول الخليج الست على الغاء الحواجز الجمركية فيما بينها ونجحت في اقامة منطقة للتجارة الحرة عام 2003 .وفي الجانب السياسي رحب البيان بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية ودعا الأطراف اللبنانية الى الالتزام الكامل باتفاق الدوحة.كما رحب باتفاق الدوحة الخاص بلبنان وبالجهود التي بذلتها قطر واللجنة العربية في هذا المجال وحث جميع اللبنانيين على العمل لتوحيد الصفوف وتدعيم الأمن والاستقرار حفاظا على وحدة لبنان وسيادته وهويته المستقلة.ورحب أيضا بانعقاد مؤتمر المانحين الدولي الخاص باعادة اعمار مخيم النهر البارد الفلسطيني في لبنان والمناطق المحيطة به المقرر عقده بفيينا في 23 من الشهر المقبل.وحول العراق رحب البيان الختامي لاجتماعات الدورة ال18 للمجلس الوزاري المشترك بالنتائج الايجابية للاجتماع الثالث لدول جوار العراق الموسع الذي عقد في دولة الكويت في 22 ابريل الماضي بمشاركة وفود من 29 دولة ومنظمة دولية مؤكدا ضرورة متابعة ما تضمنه البيان الختامي من قرارات مهمة تصب في مصلحة عودة الأمن والاستقرار في العراق.وأكد ضرورة تعاون المجتمع الدول مع الحكومة العراقية من أجل اقامة عراق آمن ومستقر ومستقل يتمتع بالرفاهية ويعيش في سلام داخلي ومع جيرانه ويحترم القانون الدولي وحقوق الانسان ويتعاون ايجابا مع جيرانه ويحافظ على سلامة أراضيه.كما أكد الالتزام بمواصلة المساعدة في تعمير العراق وبين الأثر المركزي للأمم المتحدة في عملية الاعمار السياسي والاقتصادي.ودان البيان الهجمات الارهابية والعنف الطائفي في العراق وبين أهمية المصالحة الوطنية باعتبارها مفتاح الحل لمشاكل العراق.وأما عملية السلام في الشرق الأوسط فثمن البيان مبادرة السلام العربية باعتبارها فرصة هامة لدفع عملية السلام واحياء العملية السياسية بغرض انهاء احتلال عام 1967 واقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية قابلة للحياة تعيش جنبا الى جنب في سلام وأمن مع اسرائيل كونها خطوة نحو تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط.كما أكد ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضع أساسا للتصالح الفلسطيني والحاجة الى استمرار التنسيق وحشد المساعدة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني.وأشار الى أن السلام الدائم والعادل والشامل يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وأن تشمل مبادرة السلام العربية وخارطة الطريق لبنان وسوريا.وحول ايران أعرب البيان الختامي عن القلق ازاء برنامج ايران النووي والتزامهما بالحل الدبلوماسي مؤكدا أهمية التوصل الى حل من خلال المفاوضات لهذه الأزمة وحث ايران على الالتزام بالتنفيذ الكامل لبنود قرارات مجلس الأمن الدولي.كما دعا الى ايجاد حل سلمي عبر المفاوضات ووفقا للقانون الدولي «لمشكلة جزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى بين الامارات وايران سواء عن طريق المفاوضات المباشرة أو احالتها الى محكمة العدل الدولية».وجدد ادانته القوية والحاسمة للارهاب في جميع أشكاله مع الاحترام الكامل لحقوق الانسان والحريات الأساسية مع تعزيز تعاون الجانبين في محاربة الارهاب.وأكد أن انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل توصيلها الى الدول أو الفاعلين من غير الدول يمثل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين ومواصلة السعي نحو اقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل توصيلها في الشرق الأوسط بما في ذلك منطقة الخليج.كما أكد مواصلة العمل على بناء الجسور بين مختلف الثقافات وتعزيز المعرفة المشتركة والتفاهم والاحترام والحوار والالتزام المستمر بتعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها.وأصر على تدعيم التعاون في مجال الطاقة والتعاون في حفل التعليم بين الجامعات في الإقليمين ومجالات العلوم والتكنولوجيا والبيئة مع الاستمرار في الحوار الاقتصادي وتعزيز الحوار الثقافي.وترأس الجانب الخليجي في الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجي القطري أحمد عبد الله آل محمود باعتبار بلاده رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون ويضم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ومسؤولين عن الدول الخليجية الأخرى.ويرأس الجانب الأوروبي وزير الخارجية السلوفيني ديمتري روبل باعتبار بلاده رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ويضم مسؤول العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد خافيير سولانا ومفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بنيتا فالدنر ومفوض التجارة بيتر ماندرسون.ومن المقرر أن تعقد اجتماعات الدورة ال19 للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في إحدى الدول الخليجية عام 2009 .
الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون يحثان على انجاز اتفاقية التجارة الحرة
أخبار متعلقة