متابعة / نعمت عيسىتميزت السنوات القليلة الماضية بـ "غزو" الإعلاميات السعوديات للشاشات الفضائية العربية، فالمذيعة السعودية لم تعد "محلية" اولا، ولم يعد عملها مقتصرا على برامج المرأة والأطفال ثانيا، فالسعوديات بتن مذيعات أخبار ومراسلات ميدانيات، اضافة الى مذيعات منوعات ومحاورات في برامج سياسية، ولعل ابتسام الجبيل تمثل "الوجه الاقتصادي" للمذيعات السعوديات، وبالاضافة الى كونها من اول من اقتحمن مجال الاعلام الاقتصادي كمذيعة، فهي اول مديرة برامج في قناة " الاقتصادية" التي تبث من دبي وربما اول سعودية تشغل مثل هذا المنصب في الفضائيات العربية قاطبة .المذيعة والصحافية السعودية المعروفة ابتسام الجبيل واحدة من كتيبة الاعلاميات السعوديات التي كانت بداية انطلاقتها الاولى مع قناة الإخبارية السعودية، حيث عملت مع انطلاقتها في قراءة النشرات السياسية وتقديم البرامج مثل برنامج (( قطاف الأسبوع )).. وبعد ذلك جاءها عرض من قناة العقارية في دبي وعملت هناك فترة طويلة وكان تحديا كبيرا لها، سواء من حيث الغربة والعيش في دبي أو من حيث تحدي العمل، أما في الإعلام المكتوب فقد كان لابتسام السبق في اقتحام مجال الصحافة المقروءة .ربما تكون ابتسام الجبيل أول سعودية تشغل وظيفة مديرة إدارة البرامج في قناة فضائية عربية، وهي وظيفة تنطوي على مسؤولية كبيرة وتحتاج للكثير من الجهد واثبات الجدارة فيها ، بالنظر الى أهمية قطاع البرامج و قطاع الاخبار باعتبارهما العصب في اي قناة متخصصة أو منوعة.وتحرص ابتسام الجبيل على أن يتمحور عملها في إدارة هذا الكم من البرامج والمحافظة على خط كل برنامج وهويته دون أن يتشابه من ناحية الفكرة والطرح مع برنامج آخر.وبحسب أحاديث صحفية نشرتها الصحافة السعودية انها قد حرصت في أولى خطوات العمل فيما يخص البرامج ، على وضع هيكلة البرامج المتناسبة مع قناة الاقتصادية وإلقاء الضوء على مواضيع عديدة من ناحية اقتصادية، مشيرة الى البرامج التي تقدم لفئة الشباب والأسرة والمتخصصين وأصحاب القرار ومن ثم إيجاد الشخص المناسب لتقديم كل برنامج على أساس دراسته وخبرته مما يجعل تقديمه للبرنامج يتميز بالإثراء والعمق.والحال ان عمل المرأة السعودية داخل المجال الإعلامي بل وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والادارية والعلمية يلقى مقاومة ضارية من رجال الدين المتشددين في المجتمع السعودي ، لكن ابتسام الجبيل ترى أن المرأة السعودية بشكل عام أثبتت قدرتها على القيام بمسؤوليات حقيقية في المجتمع على الصعيد العملي، وبالتالي ابراز ذاتها من خلال عملها وخبرتها، وعن العمل تحديدا في المجال الإعلامي أثبتت للعالم أنها مثال يحتذى به وطالما أن هناك مبادئ يحافظ عليها الإنسان أينما كان فلا ضير عليه، سواء في مجال الإعلام أو ما سواه وان كان في شرق العالم أو غربه.وعلى الرغم من نجاح المرأة السعودية في الصمود أمام ضغوط المؤسسة الدينية التي ترفض خروج المرأة السعودية الى العمل والانتاج والابداع ، وتصر على حبسها في البيت وحصر وظائفها في البيت والفراش ، وإباحة أشكال غير إنسانية من الزواج الذي يهين كرامة المرأة المسلمة مثل زواج المسيار وزواج ( فرند ) ، إلا ً أن ابتسام الجبيل تنظر الى ما وصلت إليه المرأة السعودية، سواء في المجال الإعلامي أو لنقل اغلب المجالات التي طرقتها والمؤثرة بشكل إيجابي في المجتمع ، بأنه ما زال لا يعد سوى البداية الى ما تطمح إليه، خاصة ان المرأة السعودية تحظى بالدعم والرعاية في ظل الاصلاحات التي تنفذها حكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وما أسفر عن هذه الاصلاحات من حوافز أعطت المرأة السعودية الحق في إثبات جدارتها لمثيلاتها من نساء العالم اجمع ، وأيضا المجتمع الذي بات أيضا يطمح معها لان تتقدم للامام معلنة عن وجودها، وبالتالي كفاءة ما تقدمه.كل هذه الأمور دفعت ابتسام الجبيل الى الاعتزاز بالنجاح الذي حققته في عملها كامرأة وإعلامية سعودية ، والاصرار على بذل المزيد من الجهد من اجل تجقيق المزيد من الابداع والتميز ، وهو ما يدفعها دائما في كل فعالياتها الاعلامية الى توجيه دعوة صريحة للبعض ممن يرى أن الفتاة السعودية غير قادرة على إثبات جدارتها وبالتالي يفسحون المجال لسواها من الجنسيات ، مؤكدة على خطأ الاعتقاد بأن الفتاة السعودية لا تستطيع أن تكون مذيعة إلا بالتخلص من حجابها، فهناك مذيعات سعوديات عديدات على فضائيات عربية مختلفة أثبتن عكس ذلك.ولئن كانت ابتسام الجبيل قد برزت كصحافية واعلامية ناجحة ، فانها لا تستغرب ما تعرضت له من هجوم شنه ضدها بعض ( الحسـّاد وأعداء النجاح ) الى جانب رجال الدين المتشددين بسبب تميزها الابداعي ونجاحها في القيادة الادارية ، ولذلك ترى ابتسام بأن هذه الحروب تزداد دائما مع وجود الرواسب القديمة التي تقاوم اي نجاح وترفض أي جديد وتسعى الى إفساد مناخ العمل . ولعل ذلك هو ما يدفع ابتسام الجبيل الى التأكيد في مناسبات عديدة على أنها تحاول من خلال مسؤوليتها إيجاد المناخ الصحي للنجاح ، وإطلاق القدرات الابداعية للعاملين في إدارة البرامج ، فالمنافسة مطلوبة من أجل ضمان تطوير العمل ، ولكن يجب أن لا تخرج من إطارها، خصوصا وإن ابتسام عانت كثيرا ً من هذه الحروب التي تقتل روح العمل ، وهو ما لا تريده في عملها الحالي .وكما معروف فإن ابتسام الجبيل تقدم نشرات أخبار و تديرالبرامج الحوارية في قناة ((الاقتصادية )) السعودية التي تبث برامجها من دبي في دولة الامارات العربية المتحدة ،الى جانب عملهاالأساسي كمديرة برامج. فنشرة الأخبار تجعلها تشعر بالاقتراب من الناس ، خاصة أن النشرة مباشرة وأخبارها جديدة دائما ، اي أنها تتعامل مع الحدث الحالي ، أما البرامج عموما فتجعلها تتعايش مع الناس والأحداث وتساهم في تعريفها وبالتالي تعريف الاعلاميات بثقافات الناس، ولذالك تقول ابتسام الجبيل بأن أكثر ما تركز عليه الآن هو إدارة البرامج ، الى جانب الاهتمام بنشرات الأخبار التي تجعلها فريبة من الأحداث و التطورات . حيث يبدأ بعد ذلك عمل البرامج في متابعة الأحداث، والنشرات ، مشيرة الى التشابه بين البرامج التلفزيونية و العمل في صحيفة يومية ومجلة، فالصحيفة تنقل الخبر والمجلة تقدم ما بعد الخبر.خلال رحلتها الابداعية الجسورة والمتميزة في عالم البرامج الحوارية استضافت ابتسام الجبيل مجموعة كبيرة من أصحاب القرار والمتخصصين الذين تعتز بلقائها معهم في الاستوديو، رغم معارضة رجال الدين السعوديين لجلوس المرأة مع رجل ــ من غير المحارم ــ في غرفة واحدة و على مقعدين متجاورين أو متقابلين ، ومن هؤلاء الذين تعتز ابتسام الجبيل بلقائها معهم وربما أبرزهم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية ووزير المالية الكويتي بدر الحميضي ووزير الصناعة في السودان الدكتور احمد جويلي وعدد من الوزراء السابقين والمسؤولين في السعودية ودول مجلس التعاون ولبنان .وعلى الرغم من ضراوة الحملات التي تعرضت لها الصحافية السعودية ابتسام الجبيل من قبل بعض الحاقدين والفاشلين ورجال الدين ــ على حد سواء ــ بهدف إحباطها منذ انطلاقتها الأولى ، إلا ّ أنها تفخر بنجاحها في إنتاج 28 برنامجا أسبوعيا في القناة الاقتصادية عبر إنتاج داخلي فقط ، كما تفخر أيضا في نجاح السياسة التي تديرها في إنتاج برامج ذات محتوى عال وتقليل التكلفة على القناة، بالاضافة الى استقطاب مقدمي البرامج من شخصيات ذات درجة علمية عالية مع تدريب وتأهيل على تقديم البرامج .وعندما تبتسم ابتسام الجبيل وهي تعبر عن سعادتها بنجاح برنامج (( مملكة الاقتصاد )) الذي تعده وتقدمه بنفسها ، وهو برنامج يظهر مكانة المملكة العربية السعودية اقتصاديا في شتى المجالات ، ويسلط الضوء على نجاح المرأة السعودية في إثبات وجودها في النشاط الاقتصادي والاجتماعي والاعلامي جنبا الى جانب الرجل باعتبار ان النساء شقائق الرجال ، فنحن ــ الاعلاميات اليمنيات الشابات ــ نبتسم معها أيضا ونشاركها الفخر بنجاحها وتميزها في عملها ، ونستمد من هذا النجاح الذي حققته ابتسام الجبيل وغيرها من النساء السعوديات الرائعات حافزا قويا ، للمزيد من العمل والابداع خصوصا وإن دولتنا وحكومتنا بقيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، تقدم كل أشكال الدعم لتمكين المرأة ليس فقط من في العمل والتعليم ، بل وممارسة كافة حقوقها السياسية والمدنية ، والمشاركة في العمل السياسي والانتخابات لمختلف الهيئات الدستورية كناخبة ومرشحة ، وشغل وظائف الولاية العامة حيث نالت المرأة اليمنية اليوم بحقها المشروع في أن تصبح قاضية بل وعضوا في مجلس القضاء الأعلى ، أو وزيرة أو سفيرة أو نائبة في البرلمان وغير ذلك من الواجبات الوطنية التي يفترض في من يتولاها أن يمتلك الكفاءة والجدارة والخبرة والقدرة على تحمل مسؤوليات الولاية العامة والقيادة الادارية سواء كان من الرجال او من النساء .