قــصــــيـدة
شعر /الاديب الراحل لطفي جعفر أمانالحان وغناء/الفنان الراحل أحمد قاسمأغنية الاستقلال التي تردد صداها في رحاب الوطن بعد رحيل الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1969م واذاعها رديو عدن في 19 ياناير 1969م. يامزهري الحزينمن يرعش الحنين؟إلى ملاعب الصبا.. وحبنا الدفين؟هناك.. حيث رفرفتْعلى جناح لهوناأعذب ساعات السنين..يامزهري الحزينالذكريات.. الذكرياتتعيدني في موكب الأحلام للحياةلنشوة الضياء في مواسم الزهوريستلَُ من شفاهها الرحيق والعطور... وبعد هذا كله..في صحوة الحقيقهينتفض الواقع في دقيقهيهزني..يشد أوتاري إلى آباري العميقهيشدها.. يجذب منها ثورتي العريقهويُغرق الأوهام من مشاعري الرقيقهويخلق الإنسان مني وثبة وقدرهعواصفاً.. وثورههنا.. هناإذ زمجرت رياحنا الحمراءتقتلع القصور من منابت الثراءوتزرع الضياءوتُغدق الغذاء.. والكساء.. والدواءعلى الذين آمنوا بأنهم أحياءوخيرة الأحياءفي الحقل..في المصنع..في كل بناء..* * *يامزهري الحزينيامزهري الضعيفما عاد شعبي ينسج الأوهام في لحن سخيفعن «قيس ليلى».. «روميو جوليت»..أسماء كثيرهدبت دبيب النمل في أسفارنا المثيرهدبت بنا بحمولة الأفيون في سفن خطيرهكي توهم الدنيا بأنَّا أمة الوهم الحقيرهلكننا.. يامزهري المحزون..ياضعيفنبني.. نحيلك أنت من وتر حريري رهيفمستضعف باكِ..إلى وثبِ.. إلى ضرب عنيفكي يشهد المستعمرون بأننا حقاً نُخيفلا أن نخافأو أن نموت مع الضعاف!.* * *إسمع إذاً مني..ووقع لحن قصتي الجديدوابعث به في مركب الشمس العتيدة للخلودإسمع..أنا من قبل قرنٍ أو يزيدقرنٍ وربع القرن بل أكثر من عمري المديدكانت بلادي هذه ملكي أنا..ملكي أنا..خيراتها مني.. ومن خيراتها أحيا أناكانت.. ومازالت..وهذي قصتي.. فانصت لنا:* * *في ليلة مسعورة.. موتورة الظلماءأوفَتْ إلى شواطئي مراكب الأعداءيقودها القبطان «هنس».. إنجليزي حقيريقرصن البحر شُهَى..وجيفة من الضميرهذا الحقيرأرسى هنا..ومدَّ عينيه إلينا في اشتهاءونسج المزاعم النكراء في دهاءمُدَّعياً أن جدودي هاجموا سفائنهونهبوا خزائنه..وأننا بكِلمة غربية.. قراصنه.!تصوروا.. نحن إذاً قراصنه!.* * *وهكذا انداح له الغزو إلى أقصى الحدودودنَّس البلاد بالجنود.. والنقودوبذر القلاقلوفرَّق القبائلولملم الدجى على أطرافه.. يصوليمد من أطماعه مخالب المغول.!* * *لكننا على المدى..منذ احتلال أرضنا كنا يدا..يداَ تصافح الرفيق في الكفاح.. لا العداوقطعة الرغيفوالمبدأ الشريفزادان.. كانا كافيين للبقاءفنحن شعب لا ينال الضيم منا ما يشاءهاماتنا فيها من الشمس بريق الكبرياءلا نعرف الدموع إلا أن نحيلها دماءتعلو على ضفافها بواسق الإباء* * *.. وكلما مرت بنا أعوامنا الطويلهنغرس من ثورتنا بذورنا الأصيلهفي كل جيل صاعد يؤمن بالضياءبالأرض.. بالمعول.. بالسلاح.. بالبناء..* * *ومن هنا تصلَّبت عقيدة السلاحونحن منذ خلقنا نعرف ما معنى السلاحنعرفه.. ونرضع الأطفال منه للكفاحونصنع الرصاص من مرارة الألموننتشي نرتقب الفجر الجديد في شَمَمْحتى بيوتنا التي طلاؤها الغبار حيث عَمْترمي على سيمائنا ظلالها.. وتبتسم..... وانتفض الزمان..دقّ الساعة الأخيرهفأندفعت جموعنا غفيرة.. غفيرهتهز معجزاتِها في روعة المسيرهوجلجلت ثورتنا تُهيب بالأبطال:الزحف يارجال..الزحف والنضال..فكلنا حرية نحن للقتال..* * *وهكذا تفجر البركان في «ردفان»ورددت هديره الجبال في «شمسان»وانطلقت ثورتنا ماردة النيرانتضيء من شرارها حرية الأوطانوتقصف العروش في معاقل الطغيانوتدفع الجياع في مسيرة الإنسانيشدهم للشمس نصر يبهر الزمان!!* * *وهكذا تبدَّداعهد من الطغيان لن يُجدَّداوحلَّقت على المدىثورتنا.. تهتف فينا أبداياعيدنا المخلداغردْ..فإن الكون من حولي طليقا غرِداغرد على الأفنان في ملاعب الجنانالشعب لن يُستعبداقد نال حريته بالدم والنيرانوقتل القرصان20/11/1968م