رقصة البرع
د.زينب حزامنالت رقصة البرع التي تعد من الرقصات اليمنية المشهورة اعجاب لجنة التحكيم في المهرجان الفني الذي اقيم في مطلع الشهر الحالي يناير 2006م في القرية الفرعونية بمصر ورقصة البرع المشهورة في صنعاء عدن ولحج وأبين وحضرموت وتعز هي من اكثر الرقصات اليمنية حركة ورشاقة اضافة الى تعدد الراقصات والراقصين فيها وهي لوحة فنية تترجم العادات والتقاليد اليمنية بحركات فنية رشقية تصحبها الآلات الموسيقية مثل الطبول والمزمار والدف وغيرها من الآلات التي تصحب هذه الرقصة الشعبية اضافة الى الملابس الشعبية التي ترتديها الراقصات تضيف الى الرقصة قيمة فنية وتاريخية وتلفت انظار المشاهدين فالملابس اليمنية تتميز ( بالدرع الفضفاض ) المزين باللؤلؤ والخرز والنقوش الحريرية وبالالوان الزاهية اضافة الى الطرحة التي تضعها الراقصة على رأسها والمزينة بالفصوص والقطع الذهبية التي تضيف الى الملابس قيمة فنية وتظهر جمال الراقصة وحسن مظهرها لقد اعجب الحضور برقصة البرع اليمنية وتعرفوا على الفن اليمني الراقي وعلى العادات والتقاليد واليمن بشكل عام كما عرفت منذ القدم من اعظم واجمل المدن العربية اشتهر اهلها بالعلم والفنون والصناعات والتجارة والسياحة واتاح مهرجان القرية الفرعونية فرصة للوفد اليمني بالمشاركة بعدد من اللوحات الفنية والموسيقية تعرف فيها الحضور على الفنون التقليدية في اليمن وهي اصيلة في اساسها يمنية متميزة في النكهة والطعم ما يجعلها ذات شخصية منفردة بطابعها البيئي الخاص . ان الفنون التطبيقية في اليمن تعكس وجها في التراث الحضاري الانساني العربي وربما الهندي او الافريقي في بعض المكونات الذي يعود الى التأثير الحضاري عبر الازمنة والعصور ان التراث الفني اليمني يمثل اليوم احد اوجه التنوع والتفاعل الاصيل في هيكل الفنون التقليدية في اليمن اكان ذلك على شكل ابداع فني وجداني او عطاء علمي تطبيقي يتمثل بالعادات والتقاليد واوجه من انماط الحياة الاخرى . ويتمثل التراث الفني الشعبي في " رقصة البرع " باعتبارها جزء من التراث الشعبي في معظم المناطق اليمنية وخاصة في الريف وهذا ناتج عن ان الريف اليمني لم يتعرض للغزو الثقافي الاجنبي . والشيء اللافت للنظر ان سفر الفرق الشعبية اليمنية قد قل في الاونة الاخيرة بتأثير الازمة الاقتصادية في اليمن بشكل خاص والازمة الاقتصادية الدولية بشكل عام حيث قلت المشاركات اليمنية في المهرجانات الدولية الثقافية والفنية وهذا ما يدعونا الى الاستمرار في تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية محلياً ومد جسور الاتصال الثقافي خارجياً حتى تتطور علاقاتنا مع الشعوب ثقافياً وفنياً وحتى نوضح لدول العالم اجمع ان شعبنا يحب العلم والثقافة والسلام والحرية وان الفنون الشعبية جزءاً من التراث العربي الاسلامي الخالد التي تعبر عن حضارات الدول العربية والاسلامية ونحن في مشاركتنا بهذه المهرجانات الدولية نقدم الفنون الشعبية اليمنية وجوانب شتى من حياة المجتمع اليمني الى يومنا هذا وخصوصاً التراث الحميري . ومثل أي مجتمع تختلف الفنون الشعبية من منطقة الى اخرى في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن حيث نجد الواناً من الفنون الغنائية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بحياة البحر والتغني بجمال مناظر الجبال عند المساء كما نجد الفن المتميز لأغاني الصيادين في صيرة ونجد تنوعاً في التعبير الوجداني واختلاف في التصوير والطرح ونجد صوراً مختلفة للرقص الشعبي مثل " الشرح " المنتشر في الاعراس والحفلات الشعبية ورقصة الصيادين في الاحياء الواقعة على الشريط البحري ويصحب هذا الرقص الجميل رائحة العود والبخور الذي تميزت به اليمن منذ القدم وتصحبها جلسات شرب القهوة اليمنية المميزة ومجالس القات المنتشرة في اليمن ويلعب العود دوراً هاماً في الغناء اليمني اضافة الى ذلك هناك العديد من الرقصات الشعبية المرتبطة بالطبيعة اليمنية وحياة الانسان اليمني فيها والتي تمثل العادات والتقاليد اليمنية وكذلك الفروسية في ميدان الرجولة وهناك رقصات يمنية يشهر فيها الراقصون الخنجر والسيف والبندقية وهم يرقصون على انغام الطبول والدفوف والصاجات وترديد المنشدين للشعر الحماسي ونرى ذلك بوضوح من المناطق الشمالية من اليمن . ان الفنون الشعبية نتاج المجتمع والمجتمع امتداد لغيره فالماضي الانساني متواجد دائماً في حاضر الانسان فالتقاليد والعادات والقوانين والعلاقات الانسانية المرتبطة بعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والفنون والملابس والاذواق والمأكل والمشرب واللهجات وخصائص الفكر الانساني نفسه ليست وليدة الحاضر ولكنها حصيلة تجارب وخبرات تمثل تراثاً يمكن تتبع اصوله من الماضي القريب او البعيد ومن خلال هذا التراث تتشكل شخصية الجماعة الانسانية وتتحدد درجة وعيها الحضاري. اما انقطاع الجذور وانتقاء الصلات بالنسبة للفن بل للثقافة عموماً فأقل ما يعنيه هذا هو : انتقاء الاصالة والسيادة التسطح وافتقار الفن وتغليب الترقيع من هنا ومن هناك حتى يصبح الفن مشوهاً بلا هوية او مضمون لا يسر شكلاً او مضموناً ولا نعني بتاكيدنا على شرعية الصلات والتأثير والتأثر في المجال الفني او غيره لا نعني التبعية وفقدان الهوية والتميز الفني والثقافي وانما التحويل منوط بملكة الابداع عبر نسيج الكلمات والنغمة الموسيقية فالذي يوحي به التأثير والتأثر من خارج المحيط البيئي المحلي قد يفجر ينابيع بل انهاراً متدفقه من الفنون الحية في البيئة الداخلية بطريقة المحاكاة ثم الابداع وهذا ما وجدته في رقصة البرع الذي نال اعجاب جمهور الفن في القرية الفرعونية بمصر .
فرقة الفنون الشعبية اليمنية