منذ زمن غير بعيد كانت كل المجالات تقريباً محظوراً اقتحامها من قبل المرأة إما بفتوى دينية أو بتقاليد اجتماعية متدثرة بثوب الإسلام، وكان المجال الوحيد هو البيت والوظيفة الوحيدة هي ربة بيت، ومع ذلك كان بعضهم يتجاهل هذا الوضع ويتساءل لماذا ليس لدينا أديبات وقاضيات وسياسيات وعالمات في الهندسة والطب ومعلمات في الجامعات ؟ وعزي ذلك إلى ضعف النساء ونقص عقولهن،، وبعض الخصائص الطبيعية كالحمل والولادة والرضاعة والحضانة والطمث التي اتخذ بعضهم منها مبرراً لترويج ثقافته المعادية للنساء ، أو قل حقوق النساء وخاصة حقوق مثل المساواة والحرية . في زمن قياسي تغير الوضع إلى حد كبير ، وذلك عندما أزيل الحظر والموانع ووجد نوع من تكافؤ الفرص بين الجنسين ، فصار عدد الأوائل المتخرجين من الثانوية إناث ، وعندما أتيحت للنساء فرص في الميادين الأخرى صار لدينا الآن كاتبة مرموقة، وأفضل وزيرة وأشجع قائدة سياسية وأمهر قاضية وأبرع فنانة تشكيلية، وفي مجالات إدارية وعلمية وأدبية صارت هناك أسماء نسائية تذكر وتحسب .. والأمر اللافت في هذه الحالات أن هؤلاء القائدات في الحياة العامة قائدات في عائلاتهن، أي يؤدين رسالتين في الحياة إحداها داخل المنزل والأخرى خارجه، بينما الرجل إذا أدى ست ساعات عمل استراح بقية يومه . وفي شاهد لذلك، تمضي إحدى قائدات المجتمع المدني مع زوجها نصف يومها في العمل الرسمي خارج المنزل وعندما يرجعان إلى البيت تبدأ الزوجة دورة العمل الاعتيادية داخل المنزل بينما يكون الزوج في فترة راحة بحكم أن “ شغل البيت” من مهام الإناث فقط ! نريد من هذا استخلاص مفاده إن قدرات ومواهب وعقول وأفخاذ الرجال والنساء متساوية ، وأن كثرة الوزراء والقادة من الرجال ليس مرده سوى أشياء مثل غياب المساواة في الحقوق ومن هذه الحقوق الحق في تكافؤ الفرص .. مع ملاحظة أن كون نساء يبرزن في ظل غياب مبدأ تكافؤ الفرص يدل على أن لدى النساء قدرات هائلة تفوق قدرات الرجال !
|
تقارير
غضون
أخبار متعلقة