في المنتدى الثقافي التربوي بمديرية الشيخ عثمان
متابعة / علي الخديري استضاف المنتدى التربوي الثقافي التابع لمكتب التربية والتعليم في مديرية الشيخ عثمان الدكتور علوي عبدالله طاهر استاذ اللغة العربية والتربية الاسلامية بكلية التربية جامعة عدن، واحد ممن يمتلكون قدرات في الكتابة في جميع المجالات وذو ثقافة واسعة اساسها الدينية واركانها اللغة العربية واعمدتها مواهبه في التأليف وكتابة الشعر والخطابة واجادته للتعامل مع انواع الخط العربي.. الخ من المواهب.كانت الاستضافة رائعة استهلها الاستاذ سمير علي يحيى مدير التربية والتعليم بالشيخ عثمان في تقديم الضيف للحاضرين.في الفعالية تحدث الدكتور علوي عبدالله طاهر عن سيرته الذاتية المليئة بالاجتهاد والمغامرات ومراحل الكفاح لتحقيق النجاح في التغلب على عقبات الطريق.ابرز ماتحدث به سجلناه على النحو التالي:* يقول د.علوي عبدالله طاهر :انا من مواليد 23 يوليو 1946م، في منطقة بني شيبة قرية القزحي الواقعة تحت جبل النفوق.ويضيف الدكتور علوي :انا من بيئة دينية كان ابي معلما وفقيها لمعظم ابناء القرية وكنت واحدا منهم حيث تعلمت على يدي والدي القرآن الكريم وترتيله وحفظت اجزاء منه وكان لوالدي الفضل، بعد الله عز وجل، في تولي تعليم القرآن الكريم لمعظم ابناء قرية القزحي الذي اصبح عددا كبيرا منهم علماء وفقهاء في الشرع واساتذة جامعيين ومثقفين ومفكرين يشار اليهم بالبنان وفي معلامة والدي خضت اول تجربة في تدريس القران الكريم حيث كان والدي يوكل لنا نحن الذين قطعنا شوطا في حفظ القرآن وتلاوته مهمة القيام (بتقرئة) المبتدئين والحمد لله نجحت.الانتقال إلى عدن والصدمات المتتاليةويستذكر الدكتور علوي عبدالله طاهر دخوله العقد الثاني من عمره ومغادرته القرية الى عدن والصدمات المتتالية التي تلقاها حيث يقول:عندما اكملت سن العاشرة من عمري غادرت القرية متجهاً الى عدن، وكان انتقالي الى عدن حلم طفولتي بان اتعلم في مدارسها فتحقق لي هذا الحلم وانا لازلت صغيراً.في عدن سكنت في منطقة كريتر .. في عام 1958م التحقت في مدرسة بازرعة بعد امتحان قبول تم ترفيعي الى الصف الثالث ودرست سنة كاملة الا انني لم استطع مواصلة الدراسة لعدم قدرتي على دفع الرسوم فتوقفت حتى عام 1960م سنحت لي الفرصة بالالتحاق بالدراسة في المعهد العلمي الاسلامي فدرست اول وثاني وثالث حتى عام 3691م فتوقفت للمرة الثانية عن مواصلة الدراسة بسبب عدم القدرة على دفع الرسوم، ففكرت ان اعمل مباشراً في مقهى للشاي وكنت على وشك ان اتكلم مع صاحب المقهى الا انني تراجعت بعد ان رأيت ظلم صاحب المقهى على احد عماله.بعد ذلك سمعت بان هناك قبولاً للطلاب في كلية بلقيس بالشيخ عثمان فذهبت وتم قبولي فتبرع احد المعاريف بدفع رسوم العام الاول، وآخر صرف لي حق المواصلات مقابل ان اقوم بتعليم اولاده ومن المتاعب التي واجهتها عند ذهابي اول مرة لكلية بلقيس حضرت في الصباح لمقابلة الادارة فصدمت ان المقابلة عصرا فاضطررت للبقاء في الشيخ عثمان وعدم العودة الى كريتر وظللت متحملا الجوع والعطش حتى جاء احد المعاريف واعطاني شلناً ذهبت اتغدى به.ابتسم الحظ ووقع عليّ الاختياردرست في كلية بلقيس السنة الاولى وكنت متفوقا وعندما جاء موعد السنة الثانية وقع علي الاختيار للتدريس في نفس كلية بلقيس بنصف راتب ضمن مجموعة من الطلاب المتفوقين تم اختيارنا للقيام بمهمة التدريس وهنا بدأ يبتسم لي الحظ واجني مازرعته.ومن محاسن الصدف وبتوفيق وحب من الله عز وجل انني وقعت اول عقد للتدريس في 23 يوليو 1964م وهو يصادف يوم عيد ميلادي وكنت يومها قد اكملت ثمانية عشر عاما من عمري فكنت طالبا في الصباح ومدرسا في المساء، واتذكر ان الاخ سالم صالح محمد من زملائي الذين درست انا وهو في صف دراسي واحد وكذلك هائل عبدالله احمد وامين شيباني وياسين عبدالقادر، اما من درستهم في كلية بلقيس ابرزهم على الساحة حاليا وزير النفط والمعادن الحالي رشيد بارباع.في عام 1967م اكملت دراسة الثانوية في بلقيس وهو العام الذي صادف هزيمة حزيران وبسبب الحرب والفوضى طارت علي منحة دراسية في جامعة الازهر بعد ان تم التنسيق لي بان اذهب الى الازهر الشريف لدراسة علوم الشريعة واعود للتدريس في بلقيس فقبلت ذلك الا ان الحرب حالت دون ذلك ورغم ذلك تلقيت دروسا على ايدي اساتذة الازهر وعلمائها امثال مصطفى فهمي في علم النفس وعبدالله عبدالدائم والغنام رموز عربية مشهود لها في التربية والتعليم.محطات ومواقف حتى نيل الدكتوراةفي نهاية عام 1982م ذهبت الى سوريا لغرض الدراسة مبعوثا من كلية التربية العليا بموجب بروتوكول تعاون في مجال التأهيل وعندما وصلت الى سوريا كان البروتوكول قد انتهى فنحن من تم ترشيحنا للدراسة لجأنا الى السفارة في دمشق فقالوا لنا بامكانكم البقاء والدراسة بما ان المقاعد موجودة بس على نفقتكم ويخصم ذلك من رواتبكم فاضطريت الى العودة بعد ان عجزت السفارة عن مساعدتي.عملت في التوجيه الفني وكنت عندما انزل للمدارس الثانوية اجد مدرسين عربا يدرسون على سبيل المثال القصائد الشعرية اليمنية مثل قصائد الزبيري فكنت المس بعض القصور لعدم معرفتهم بشعراء اليمن فاتجهت لمعالجة ذلك بتأليفي كتاب بعنوان (الزبيري .. شعره ونثره وماقيل عنه) ثم كتاب آخر (لطفي امان .. دراسة وتاريخ) وهذا الكتاب ظل حبيس رفوف لجنة النشر لمدة ثلاث سنوات والسبب ان الكتاب يحتوي على فصل يحمل عنوان (لطفي امان ومعاركه الفكرية) وبعد ثلاث سنوات اوضح لي ذلك الاخ الشاعر سالم علي حجيري ذلك فنزعت الفصل كاملا لانه يتحدث عن مهاترات لطفي امان مع عبدالله عبدالرزاق باذيب فنزعت الفصل، فطبع الكتاب.والفت كتاب (قضايا تربوية) حددت فيه المشاكل في المدرسة واوجدت الحلول والغرض منه مساعدة المدرسة من ان تواصل اداء رسالتها.تخصصت في تدريس مادتي اللغة العربية والتربية الاسلامية في كلية بلقيس وكلية التربية العليا رغم ان مؤهلي العالي الجامعي في مجال الادارة حيث حصلت عام 9991م على شهادة الماجستير وعام 5002م على الدكتوراه في مجال الادارة وكان عنوان رسالة اطروحة الدكتوراة (بناء القيادي الاداري في التراث العربي الاسلامي).متفرقات سريعةاختتم الدكتور علوي عبدالله طاهر حديثه بمتفرقات سريعة قال فيها:صحيح كنت مهمشاً ونلت جملة من الاحقاد لاني لم اكن من ضمن الاعضاء في التنظيم السياسي وهذا خلق عندي اصرارا وتحديا على التفوق ودوام النجاح.صحيح تعددت كتاباتي والسبب كنت عندما انال الاذى ويغلق علي باب من المؤذيين افتح لنفسي بابا آخر اتنفس عبره.قريبا سنقوم بتأسيس رابطة خريجي كلية بلقيس بعد استكمال المشروع.والختام شهادة سميربعد ذلك استمع الدكتور علوي عبدالله طاهر الى ملاحظات الحضور الذين اثنوا على مسيرة حياته وطالبوه بتسجيل سيرته الذاتية مع الاحداث والمكان والزمان والاشخاص وطباعتها، اضف الى ذلك طرحت عدد من الملاحظات على ضعف اللغة العربية في مدارسنا وكان ابرز المتحدثين الاخوة التربوي فضل علي عوض الامين العام للمجلس المحلي مديرية البريقة، التربوي عباس احمد فارع الرئيس الشرفي للمنتدى الثقافي، التربوي علي العدني مدير مدرسة، التربوي رمزي محمد وكيل مدرسة.وكان الختام للاخ سمير علي يحيى مدير التربية والتعليم مديرية الشيخ عثمان الذي ادلى بشهادته على تفوق الدكتور علوي عبدالله طاهر الذي كان في التوجيه الفني مرجعاً للموجهين.هذا ويستأنف المنتدى التربوي الثقافي في الشيخ عثمان نشاطه ابتداء من يوم الاحد الموافق 29 يناير الجاري بعد ان كان ينشط كل يوم خميس من كل اسبوع تم تغيير نشاطه الى يوم الاحد.