اقواس
د. لينا عقيل العبادي ليمن وما تحويه من مناظر طبيعية ساحرة وتنوع بيئي وحضاري وما تملكه من مخزون حضاري وثقافي يثير الدهشة يجعلنا نتساءل لماذا هذا الكم المتواضع من السياح الزائرين لبلادنا بالرغم من عظمة ما تحويه اليمن من عجائب ؟ الحقيقة ان البلدان السياحية في العالم تزداد يوماً بعد يوم والسائح عادة ما يبحث عن الراحة والمتعة والاطمئنان وهو يبحث دائماً عن شيء جديد اذن السؤال هل اليمن بلد مريح وممتع وبلد أمن ومختلف ؟ ان اليمن بما تعنيه الكلمة بلد مميز ومختلف وآمن الا ان الزائر الى اليمن يشعر بمجرد ان تطأ قدمه الارض اليمنية سواء أكان من البر او الجو بأنه في بلد متأخر عن بقية الدول السياحية الاخرى والسبب هو عدم تأهيل الكوادر التي تهتم بالسائح فما زال هناك جهل بكيفية تطوير الصناعة السياحية وجذب مزيد من الاستثمارات في اليمن ومازال السائح يشعر منذ دخوله اليمن سواء من البر او الجو ان هناك نقص بالبنى التحتيه ففي البر وبحرض تحديداً ما ان يدخل الشخص ارض اليمن حتى ينصدم بعدم وجود طريق مسفلت يأخذه الى نقاط التفتيش اليمنية وهي اول القطرات وبعد ان ينتهي من الاجراءات الرسمية تتبعها المعاناة الاخرى وهي عدم وجود استراحات يبستطيع السائح ان يأخد فيها قسطاً من الراحة للنوم وللأكل والصلاة وللأمور الاخرى ويستمر شريط المعاناة حتى يصل اغوار المدن التهامية حيث يشاهد اناس بملابس رثه وبهيئة غريبة واحياناً بشعة يلتفون حول السيارات ويقتحمون الباصات لا ينهاهم ناهي عن فعل ذلك . الى ان تمضي السيارة حيث الجبال الشاهقة والسهول الخضراء وما ان يدخل في اجواء الجمال والمتعة حتى يصل الى اسواق المدن حيث يباع القات وما ادراك مالقات هناك يتجمهر الناس كأنهم فراشات ليأخذوا نصيبهم منه وهناك تجد المتسولات واطفالهن وعلى الارض علب الماء وقراطيس الهواء وسيكون الزائر من المحظوظين ان لم يصادف المجانين العراة . وما بين الجمال والقبح المفاجئ صدمة عنيفة يتساءل فيها المرء اين الخضرة والجمال الذي كان يلفني قبل سويعات ؟ والجمال ثم القبح والجمال ثم القبح هي امتداد رحلة السائح فهو يشعر بالسعادة والصفاء عند رؤيته الطبيعة والمناظر الخلابة ثم يكتئب فجأة لكونه في وسط المدينة او على ابوابها . اما السائح القادم الى مطار صنعاء فتستقبله مجموعة اخرى وهي مجموعة سواقي الاجرة بأثوابهم الرمادية وجنابيهم التي تنافس اطوالهم والجاكيت او ما يسمى الكوت الذي يكون غالباً اكبر من مقاسهم وشعورهم المستوية بشكل عمودي واصواتهم العالية والمزعجة فالشخص يكون قريباً منهم يكلمونه وكأنه في جبل اخر اما في مطار عدن فالمستقبلين هم ممن يلبسون الفوطة وبألوان معينه يتبعها القميص وبالوان اخرى تتبعها الكشيدة او ربطة الرأس وبلون اخر وقد تتشابه الالوان او تختلف وهنا نقول لماذا كل هذه الالوان والابيض سيد الالوان ؟ وفي عدن او صنعاء يتحسن الوضع كثيراً الا انه يظل دون المنافسة العالمية فالمطاعم والبوفيهات والفنادق ذات النجمة او النجمتين تحتاج الى مزيد من المراقبة والتفتيش الدوري لها من اجل ضمان خدمة معقولة للزائرين اما اسواق صنعاء وعدن الشعبية فما زالت غير منظمة وتحتاج الى مزيد من الاهتمام والتنسيق . واخيراً الصناعة السياحية صناعة مهمة واليمن لا نبالغ اذا قلنا انها بلد في قمة الجمال والتنوع وهي كذلك فعلاً الا انها لا تزال في قاع النسيان من العالم الخارجي ولان الانسان اهم ركيزة من ركائز صناعة السياحة فلا بد من التأهيل الجيد للكادر السياحي وبجميع المحافظات والتوعية السياحية والاعلان السياحي لليمن فاليمن تمثل السياحة الحقيقية لكل من يهوى السياحة والسفر . والاهتمام بأهم ميزة من ميزات الشعوب وهو الزي الشعبي فالأزياء اليمنية أزياء متنوعة تعكس ثقافة الانسان اليمني وحضارته الا انه لا بد من احترام هذا الزي وعدم تشويهه والاهتمام بالازياء الشعبية خصوصاً الانيقة منها والبسيطة واعادة مفهوم لبس الزي اليمني بشكل يتوافق والاناقة والترتيب والعصر الحاضر كما ان القات وكل شيء يتعلق بالقات امر سيء ومضر بالسياحة فلا بد من استحداث اماكن لبيع القات بعيده عن انظار الزائرين والسياح وبعيده عن الطرق البرية الرئيسية والاهتمام بالاسواق الشعبية وتنظيمها وتجميلها لتواكب كون اليمن بلد سياحي من الطراز الاول وكذلك الاهتمام بالحرف اليدوية الشعبية وتنميتها والمحافظة عليها من السرقة وتوثيقها بحيث لا يجرؤ احد على سرقتها كما سرقت امور اخرى وفتح ابواب ونوافذ اخرى للسياحة وجعل السياحة هم شعبي يحرص الجميع على تطويره والاستفادة منه عبر الاعلام والاعلام الغير مباشر والمتمثل بالمسلسلات اليمنية والتي لو استغلت بالشكل الصحيح لعكست الصورة الحقيقية لليمن وتغير شيء من النظرة القاتمة عن اليمن .