* جمال داود.. لفتة ساحرة من صباح ندي لا يعرف غير العشق وإسعاد الناس ودفء اللقاء والسفر الدائم مع كل ما يحمل الحب في عوالم الكون المختلفة.* وهو بلا شك ربيع دائم الإقبال مع رقة الفراشات التي تتهادى فناً وجمالاً وغنجاً كلما راحت تنثر قبلاتها الهامسة على فتنة الأزهار وهي تموج مع الرياح وتتراقص مع ريشة الفنان الذي يختزل فلسفة الزمان والمكان كي يحاكي الشمس في إشراقتها كما هو الحال في غروبها فيكتب بألوانه قصيدة الأصيل التي يترنم جمال داود بأنغامها ويطرب بتلاحينها فلا يملك الناس إلا أن يتوقوا له قادمين من الجهات الجغرافية الأربع فيبقى إيقاعه سيد الزمن.* جمال داود.. ثروة فنية تمشي على قدمين فتزرع الاخضرار وتغازل السحابات الحبلى بالحياة فتسبح معها في فضاءات رحبة كي تصنع من كل مكان وطناً وفي كل زاوية حياة.. تتراقص مع زخات المطر وتسمو مع باسقات النخيل فلا ترمي إلا ثمراً ولا تهدي إلا نسائم البحر والشجر ولا يقف على روابيها إلا كل طائر غرد.* جمال داود.. أيقونة الفجر.. ودفء الشتاء في عدن.. وتوق التلاحين للكلمات.. وبوح العاشق الذي يسمو رجاءً لهمس المعشوق.. وإكليل التلاقي إذا لاحت من الزوايا تيجان الغصون المزهرة ورفت مع الطرف لفتة المحب إلى من يحب وهلت من الأطراف جداول الفل والكادي والياسمين وكل الجداول العاطرة.* عرفته منذ سبعينات القرن الماضي فناناً باسماً حاضراً بكل وجداناته محلقاً بروحه في سماوات الإبداع فكان بحق عندليب وقته فغنى للحب وللحياة وللثورة وللوحدة منذ زمن مبكر ففاق سنه بملكاته.* وكان في الثمانينات فنان الأعراس الأول بوسامته المعهودة وصوته الشجي وحضوره الذكي أحيا احتفالات شتى وشارك في مهرجانات محلية وخارجية ومثل اليمن بإتقان ذكي ومطلق فكان أن حظي بجماهيريته الواسعة. غنى فأطرب وتواضع فأرتفع وأحب الناس فأحبوه.* اشتهر بتقديم أعمال أساطين الغناء اليمني فحفظ للتراث مكانته وتميز باللون العدني فأحيا أعمال الزيدي وأبوبكر فارع وياسين فارع وخليل محمد خليل وبامدهف وغيرهم.* جمال داود.. فنان لم يستطع الدهر بكل متغيراته أن ينال منه فأنهكه المرض وقاده إلى غرفة رقم (1) خصوصي بمستشفى الجمهورية بخور مكسر ولكن لم ينل من ابتسامته وترحابه الدافئ وروحه المرحة الفنانة إذ يستقبل زائريه بها.. وكأنه يغني لهم وإن اختلفت النغمات أو حملت بعض اللحظات الحزينة.* زاره د. عدنان عمر الجفري محافظ محافظة عدن ووجه بعلاجه في الخارج.
