قالوا : أيُّها الملكُ ما نضحك على كلامك، بل الذي كتب هذا الخط قرد وليس هو آدمياً، وهو مع الريس، فتعجب الملك من كلامهم واهتز من الطرب وقال : أريد أن اشتري هذا القرد.لم يكن القرد سوى الأمير المسحور الذي دفعت ابنة الملك حياتها ثمناً لتحريره من السحر، ولم تكن القصة سوى واحدةً من قصص ألف ليلة وليلة التي تحوّلت إلى فيلمٍ خاص بالأطفال.ينتهي الفيلم دون أن يسأل الطفل كيف حدث ذلك – مثلاً - أو كيف تحوّلت جارية (حسن البصري) إلى حمامة!بالطبع لا أقصد هنا كل ما يحدث بقصص السحر والمغامرات، لأنّها في اعتقادي مادة خصبة لمنتجي هذه الأفلام مع أنّها لا تحافظ على روح الموضوع الأسطوري بهدف تدعيمها وتطويرها لقصص الأطفال ولهذا السبب لا تعتمد على الإقناع في التوجه إلى الصغار، وقد تضم شططاً لا فائدة منه وثرثرة لا طائل منها، وقد تكون أيضاً عبارة عن إضافة ليس إلا لأفلام الظواهر العجيبة التي تخفق في تقديم تفسيرات مقنعة!؟ولكن هذا ا لفيلم أو ذاك يعرف منتجه تماماً ما يدور في قرارة نفسه، لأنّ وجهة نظره غير مكتملة لشروطها، وأنّ هناك شروطاً لا تقوم صناعة أفلام الأطفال من دونها حتى الظواهر التي اخترعوها لم ترتقِ إلى مستوى التطور العلمي الذي بلغ ما بلغه اليوم.إذن ليس العبرة بوصف ظاهرة علمية أو مغامرة من كتب التراث القديم، وإنّما العبرة هي في ما إذا كانت هذه القصة أو تلك المغامرة تهدف إلى المعرفة العامة للإنسان!هناك أيضاً ظاهرة أفلام قصص الأجسام الساقطة من الفضاء، التي أصبحت تهدد سكان الأرض كثيراً وعلى الرغم من دهائها يجري إيقافها بواسطة النار، فهي قصص تعتمد على كثيرٍ من الخيال وقليل من العلم ولكنها لا تبدو أكثر إقناعاً من قصص الزوار من الكواكب الأخرى، لأنّها تعتمد بالدرجة الأولى على جهل الإنسان بالفضاء واليوم وقد انكشف كثير من أسراره فلم تُعد هذه القصص تحمل الدهشة نفسها.ولكن حققت أخيراً أفلام الكارتون والدمى النسبة الكبرى من الأرباح واكتسبت ثقة الأطفال، وأبطالها هم من الحيوانات التي تنتهي العداوة بينهم كالأرانب والذئاب والفئران والقطط.ولكن أفلام الخيال العلمي فهي بحاجةٍ إلى رسم حدود خاصة بين الطفل والقصة حسب الموضوع وحسب أعمال الأطفال الذين تتوجه إليهم.أما قصص الحكايات والأساطير الشعبية الزاخرة بالسحر والحكمة، فإنّ الخلاف يكمن بالدرجة الأولى حول المادة التي تصنع منها الأساطير، التي ليس بالضرورة أن تحمل كثيراً من الخيال والإثارة بقدر لا يتعارض مع التراث ولا تغفل وظيفتها التربوية.[c1]نهلة عبدالله[/c]
|
ثقافة
(دون أن يسأل الطفل)؟
أخبار متعلقة