سماح رياض ملهي إلى من ترك ذكريات طيبة، وبكت من أجله الأصوات وأصبح في غيبة الموت الذي لا يفوت، إلى من كان رحيله صامتاً وغامضاً كقلمه، إلى من سأشتاق له في غياهب الفسق، وكلماته على الورق مازالت حية كروحه إلى من عشق اللحن ومات لحناً لكنه يذكر بأعذب لحن ونغم يذكر «الروح» ونغم منسي «لجسد مات».. إلى خالي المرحوم الموسيقي .. أحمد درعان...في شتى الأنحاء أراني عاجزةً عن نسيانك وعندما أغير مسار عقلي عن التفكير بل يصيبني الأرق وأندم على كل دقيقة لم أتحدث معك فيها وتغمرني الذكريات بنوع من التأمل الذي يصنعه عقلي ليتأقلم مع الحياة كأمر وارد لا بد من التعامل معه.. وفي داخل روحي ألتمس وجودك معها وأشعر برفقتكما معاً كلما وضعت يدي على قلمي وأخذت أوراقي المبعثرة لأكتب بأحرف من ألم عنك يا من افتقدتك رغماً عني.. وكل أشيائك تؤلمني .. إن روحي هي روحك وإن كنت لا تشعربي الآن فأسأل روحك ستجدها هي روحي..وبين شعاع للشمس وضياء للقمر أرى طيفك يملأ الأفق بجو من المحبة وكأن روحك هي من تظهر لي لتطمئنني وتخبرني بأنك مازلت على قيد الحياة .. وكم هم كثيرون الذين ما يزالون على قيد الحياة ولا تظهر لهم أي روح ، إنهم أشبه بأشباح مظلمة تظهر في دجى الليل..أما أنت .. فروحي معلقة بك. كثيراً ومازلت أبكي عليك بكاءً شديداً.. يأخذني حيناً إلى مكان قريب .. وحيناً إلى مكان بعيدٍ .. وزنات دموعي الحارة على خدي تسيل تاركة مجرى يكتسبه الحزن على بشرة الألم .. وتنهيدات وآهات فرضت نفسها وتعبر عن الشوق الذي يصبح شوكاً أمشي عليه حافية وتسيل الدماء من قدمي وتتحدث عن ألمها الموجع وتتمنى أن تندمل جراحها التي في القلب مثلما تندمل الجراحات ..أما أنت .. ففي كل مكان أحاول نسيانك وأنا الآن في فقدانك لم أجد معنى غيرك في كل حرف أكتبه لا أنسى أنك صغته لي في تلك الأيام المسماة ذكرى ماضية فيها ولو بعض الأمل من وجهي الحائر..حتى جاءت لحظة أتذكرها وأتخيلها نهراً لأعبرها.. لحظة وداعك ويومها بحثت عنك في الساعات الماضية وكانت روحك في ساعاتي الحاضرة دموعاً ماطرة.. تسقي جوارحي .. نيراناً يشتعل بها صدري ولا شيء يطفئها غير نيران أخرى حامت حولي ، وعندما أطفأتها .. تذكرت أن روحي معلقة بك .. حينها غادرني الجميع وبقيت أنت معي ولا أحد سوانا.
|
ثقافة
روحي معلقة ً بك..
أخبار متعلقة