مروان الجنزيرزخرت مدينة عدن بعدد من الأصوات الفنية كان لها حضورها في زمن الإبداع والفن الجميل وكانت عدن مرسى لكل سفن الفن الأصيل ومنها سفينة طه فارع التي رست في عدن في 6 ابريل عام 1941م بمدينة الشيخ عثمان حيث راح فنانناً يصقل اذنه وموهبته في المدارس الحكومية وراح فكره يرى ترانيم الألحان بمدرسة النهضة العربية بشيخ عثمان كما تلقى تعليمه الثانوي في المعهد الفني قسم الكهرباء وعمل في مصافي عدن لمدة عام فقط ، كما تنقل الفنان طه فارع في بعض الوظائف كوظيفة كاتب الخزانة العامة التابعة لوزارة المالية شكلت الانطلاقه الحقيقة عندما راح فناننا يعمل في غير الأوقات الرسمية مهندساً للصوت ومصور في تلفزيون عدن بين عامي 1946 - 1966 كما بدأ التلحين أغانية وأول لحن قدمه طه فارع من كلمات محمد سعد عبدا لله “ ماشنفعك إلا أنا” و”انا أتحداك تتكلم صراحة” كما لحن العديد من الألحان لغيره من الفنانين والفنانات المنلوجست “فؤاد الشريف” والفنانة “ أسمهان عبدالعزيز” و”رجاء باسودان” .. حتى آخر أيام حياته، ايضاً تجسدت روح التعاون عند طه فارع عندما قام بتقديم مجموعة من الألحان لعدد من الأصوات الواعدة في ذلك الوقت كنجيب سعيد ثابت ومحمد خميس وكفى عراقي وأنور مبارك وفيصل الصلاحي.يقول الفنان طه محمد فارع عن تطور الأغنية الفنية العدنية في نهاية الأربعينات 1948م ولأول مرة في تاريخ عدن الباسلة بعد ان كانت عبارة عن الألحان مستورده من الأفلام المصرية والاسطوانات الهندية والتي ذكرها فناننا في آخر حديث له في كتابه “لمحات من تاريخ الأغنية اليمنية الحديثة حيث ذكر فنانناً ان صاحب الفضل الأول في ذلك كان الأستاذ “ خليل محمد خليل” والدكتور محمد عبده غانم مع مجموعة من الأصدقاء كالفنان عبدا لله حامد خليفة والفنان عبد احمد ميسري ووديع حميدان وياسين شواله ان يكونوا فرقة موسيقية أطلقوا عليها اسم “ ندوة الموسيقى العدنية” وكان الهدف منها هو ضم عدد من الشباب الفنانين ليعملوا بجهودهم المتواضعة ومواهبهم الفطرية واستطاع فنانونا رواد الأغنية اليمنية في عدن ان يعملوا على خلق للأغنية اليمنية الحديثة فقد ضمت الندوة الموسيقية مواهب فنية جديدة آنذاك ومن ضمنهم الفنان سالم بامدهف وكذلك الفنان ياسين فارع عام 1951م انضم إليها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي فيما بعد.عاش الملحن والغنائي والأب طه فارع في حواري الشيخ عثمان مخلصاً لعمله ولفنه ولأسرته المكونة من خمسة أولاد وبنات نزار - والحان - أنغام - محمد - رياض.رغم ماقدمه طه فارع للأغنية اليمنية لم تجد ألحانه ممراً الى أسماع القائمين على ديوان وزارة الثقافة حيث عمل فيها المرحوم طه فارع جل عمره والآن وأسرته تعاني الأمرين من ظروف الحياة ومرتبه لايكفي لأسرته برغم من بلوغ أولاده السن القانونية ومنهم من تزوج وكون أسرة إلا أن حقوقهم وحقوق الرجل الذي قدم للأغنية اليمنية الكم الكبير لم يجد بعد مماته سوى القليل.
|
ثقافة
طه فارع .. فنان من الزمن الجميل
أخبار متعلقة