تفاعلات نشر صور تسيىء للرسول عليه الصلاة والسلام
عواصم م وكالات:تواصلت في مختلف أنحاء العالم الاحتجاجات والتنديدات الشعبية والرسمية التي أدانت نشر رسوم كاريكاتيرية تسيء إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في صحيفة غيلاندز بوستن الدانماركية وعدد من الصحف الأوروبية.وعبر المتظاهرون في عدد من عواصم العالم عن سخطهم لما اعتبروه تذرعا غريبا بمبدأ حرية التعبير للإساءة إلى مشاعر المسلمين، كما طالبوا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية المعنية، واستمرار المقاطعة الاقتصادية، التي ألحقت خسائر فادحة لغاية الآن بالاقتصاد الدانماركي.وفي إطار الجهود الدولية للحد من تفاقم الأزمة المتصاعدة عبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن "قلقه وحزنه" للجدل القائم حول الرسوم الكاريكاتيرية، لكنه طلب من "أصدقائه المسلمين" قبول الاعتذار الذي تقدمت به الصحيفة الدانماركية.ورغم دفاعه عن حرية الصحافة، فإنه شدد على أنها ليست مطلقة، وأنها تشتمل على مسؤوليات.وبدورها عبرت رئاسة الاتحاد الأوروبي عن قلقها من التصعيد الذي أعقب نشر الرسوم المسيئة، ودعت إلى التصرف بحكمة، والعودة للحوار كأفضل وسيلة لتشجيع الاحترام المتبادل.وفي فرنسا قال الرئيس جاك شيراك عقب استقباله مدير مسجد باريس دليل أبو بكر, إن حرية التعبير هي من ركائز الجمهورية. ولكنه دعا في الوقت نفسه إلى التحلي "بحس كبير بالمسؤولية والاحترام والاعتدال".وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية إن الرسوم تسيء حقا لمعتقدات المسلمين. واعتبر أن إثارة الكراهية الدينية أو العرقية بهذه الطريقة أمر غير مقبول.وفي روما قال رئيس جمعية الكنائس الشرقية بالفاتيكان سابقا الكاردينال أكيلي سيلفستريني إنه يمكن التهكم على "عادات وتقاليد وسلوك" المسلمين إنما ليس "على القرآن والله ونبيه" محمد عليه الصلاة والسلام. ورغم كل التداعيات التي أعقبت نشر الصحيفة الدانماركية للرسوم، وإعادة نشر صحف أوروبية لها، فإن رئيس الوزراء الدانماركي تمسك خلال استقباله البعثات الدبلوماسية ببلاده بموقفه الرافض للاعتذار، متذرعا بأن الصحافة في بلاده تتمتع بحرية واستقلالية تامة. ونضم حزب مسلمي فرنسا أمس مظاهرة حاشدة في مدينة ستراسبورغ ، احتجاجا على ما أسماه "عناد" رئيس الدولة جاك شيراك، تجاه قضية نشر الرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام.وانتقد بيان صادر عن حزب مسلمي فرنسا، تقاعس شيراك عن إدانة الرسوم المعادية للإسلام، فضلاً عن تصريحات رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان في هذا الشأن التي وصفها بالكلام الفارغ، وأوضح رئيس الحزب محمد لطرش في البيان أن المظاهرة تأتي ردا على تجاوب الصحف الفرنسية مع الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة جيلاندز بوستن الدانماركية.وقال البيان إن المظاهرة كانت مناسبة حقيقية لإدانة "نفاق السلطة التنفيذية التي اتضح موقفها المعادي للإسلام، وهو الأمر الذي يشترك فيه السياسيون والصحافة".وأشار البيان إلى أن المظاهرة تأتي للدفاع عن ثاني أكبر الأديان في فرنسا، منوها بأن المظاهرة ستحرص على إظهار الإيمان برسل الديانات السماوية الثلاث، والتفاهم بين المؤمنين، مشددا على أن العلمانية لا تعني مناهضة الأديان، ولا انفراد الملحدين بصناعة القرار.وكان قصر الإليزيه قد تبنى في بيان صادر أمس الاول الموقف القائم على "احترام الأديان" و"حرية التعبير" التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية، دون أن يتضمن البيان أي إدانة للرسوم المسيئة التي أثارت غضب المسلمين في مختلف أرجاء العالم.وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي انخرط فيه وزير الداخلية نيكولا ساركوزي -الذي يتهيأ للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة- في تطبيق خطة لمكافحة ما يسمى الأعمال المعادية لليهود في فرنسا.وقال ساركوزي في بيان إن قضية "معاداة السامية في بلادنا تثير قلق كافة التشكيلات السياسية"، مؤكدا تضاعف هذه الأعمال منذ عام 2000.م وأضاف أنه "في كل مرة يشعر فيها يهودي بالخوف في فرنسا، فإن الأمر لا يتعلق به فقط، وإنما يتعلق بكل الأمة الفرنسية، لأن معادة السامية تنال من الجمهورية"، وشدد على أن سياسة الحسم هي التي سيلجأ إليها لوقف هذه الأعمال.وتعهد بتعزيز قدرات الحزب من خلال تعميم وسائل عدسات التصوير المخصصة للرقابة، وأضاف "نحن نضطلع بطرد الأئمة الذين يتبنون أقوالا معادية لليهود، على أن يتم الطرد بطريقة آلية".