17 قتيلاً في القطاع والجيش الإسرائيلي يقول إنه "يعمق" عملياته


.jpg)

غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
أكد مصدران فلسطينيان مطلعان على سير المفاوضات أن حركة "حماس" سلّمت الوسطاء ردّها على مقترح الهدنة في قطاع غزة، وقد تضمّن تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل. وقال أحد المصدرين "سلّمت حماس وفصائل المقاومة للوسطاء الردّ على المقترح المقدّم لها من الوسطاء مع تضمينه تعديلات للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم"، وأضاف أن ردّ الحركة "عالج، بشكل رئيس، ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم".
وأكّد مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات أن ردّ "حماس" "إيجابي"، مؤكداً مضمون كلام المصدر الأول، وأوضح أن ردّها "يتضمّن أيضاً المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي". وذكر أن "حماس طالبت بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي"، ونوّه إلى أن المفاوضات "ستتواصل حتى الوصول إلى اتفاق نهائي".
وطالبت الحركة بأن "تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال وجنوب القطاع)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع".
على صعيد آخر، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها غير مسؤولة عن نقص الغذاء في غزة، متهمة في المقابل "حماس" بأنها تفتعل أزمة في القطاع المحاصر. وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر للصحافيين "لا توجد في غزة مجاعة تسببت بها إسرائيل" بل "نقص مفتعل من حماس"، متهماً عناصر الحركة بمنع توزيع الغذاء ونهب المساعدات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تشهد ارتفاعاً قاتلاً في سوء التغذية بقطاع غزة ما تسبب في وفاة 21 طفلاً دون سن الخامسة منذ 17 يوليو.
من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن "خطر المجاعة" الذي يواجهه المدنيون في غزة بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، هو نتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. وقال في بيان إن إعلان إسرائيل توسيع عملياتها
البرية "يسرّع من تدهور الوضع الإنساني الذي يتّسم بسوء التغذية وخطر المجاعة. وهذا الوضع هو نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل".
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 17 فلسطينياً في الأقل اليوم الأربعاء جراء غارات إسرائيلية على مناطق عدة من القطاع المحاصر، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه "يعمق" عملياته.

وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية "نقل إلى المستشفيات 17 قتيلاً بينهم سيدة حامل وعدد من الأطفال، وعشرات المصابين، جراء قصف جوي إسرائيلي على مناطق مختلفة".
وأوضح أن من بينهم "ثمانية قتلى بينهم عدد من الأطفال ووالدتهم" في غارة جوية استهدفت فجراً شقة سكنية لعائلة الشاعر في مبنى يؤوي نازحين في تل الهوا بجنوب غربي مدينة غزة.
أضاف أن من القتلى "الصحافية ولاء الجعبري (الشاعر) وزوجها وأطفالهما الأربعة"، موضحاً أن الجعبري "كانت حاملاً في شهرها التاسع وتوفي جنينها".
إلى ذلك، أفاد بصل عن سقوط "أربعة قتلى وعدد من الجرحى نقلوا إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات (وسط) جراء استهداف طائرة مسيرة تجمعاً للمواطنين قرب مركز توزيع المساعدات" في منطقة وادي غزة.
كانت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، قد دعت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة، بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية.
كما حذرت المنظمات في بيان وقعته (111) منظمة، بما في ذلك "ميرسي كور" والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة "ريفوجيز إنترناشونال"، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.
وقالت المنظمات في بيانها "في الوقت الذي يجوع فيه الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم. ومع نفاد الإمدادات الآن بالكامل، ترى المنظمات الإنسانية زملاءها وشركاءها وهم يذبلون أمام أعينهم".
وأضاف البيان "لقد تسببت القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتأخير والتجزئة التي تمارسها في ظل الحصار الشامل في خلق حال من الفوضى والمجاعة والموت".
.jpg)
ودعت المنظمات الحكومات إلى المطالبة برفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول الجميع إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به الجيش الإسرائيلي واستعادة "استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة".
وجاء في البيان "يجب أن تسعى الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة". وتنفي إسرائيل، التي تسيطر على جميع الإمدادات التي تدخل غزة، مسؤوليتها عن نقص الغذاء.
ومنذ أواخر مايو ترد بشكل شبه يومي تقارير من الدفاع المدني وشهود في قطاع غزة، عن مقتل منتظري مساعدات إنسانية بنيران إسرائيلية في القطاع.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات.
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني المروع في القطاع المحاصر والمدمر جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهراً. وحذرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشي "مجاعة جماعية".
وتؤكد إسرائيل أنها تسمح بشكل منتظم بدخول كميات كبيرة من المساعدات، لكن المنظمات غير الحكومية تندد بوجود عديد من القيود.
إلى ذلك، قتل شخص في غارة في حي الدرج وسط مدينة غزة، وآخر بضربة من طائرة مسيرة وسط القطاع، بحسب بصل الذي أفاد بمقتل ثلاثة أشخاص بصاروخ أطلقته مسيرة إسرائيلية على مجموعة من الأشخاص في بني سهيلة بشرق مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته "تعمق عملياتها في مدينة غزة شمال القطاع حيث تعمل على "رصد وتدمير بنى تحتية إرهابية".

وأسفر هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا مصرعهم.
وردت إسرائيل بشن حرب مدمرة قتل فيها 59219 فلسطينياً في غزة، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقاً بها.