تحوّل نوعي في قطاع الاستثمار بمحافظة شبوة ومشاريع طموحة



شبوة / 14 أكتوبر/خاص:
تتسارع خطى التنمية بقوة في محافظة شبوة، الواقعة في جنوب وسط البلاد، حيث تتجلى آفاق مشاريع استثمارية طموحة تزاوج بين جمال الطبيعة وثراء الثقافة، تحت رؤية محافظها، عوض محمد بن الوزير؛ هذه الرؤية تهدف إلى جعل شبوة بيئة محفزة للاستثمار، واستحداث فرص عمل، والمساهمة في الناتج المحلي.
في قلب مديرية رضوم، حيث تلتقي الطبيعة الخلابة بالتاريخ العريق، يبرز منتجع قنا السياحي كأحد المشاريع الاستثمارية الرائدة؛ إذ تم افتتاح المرحلة الأولى من المنتجع في 25 يونيو 2022، ليكون بمثابة نقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق للسياحة في الوطن.
يمتد المنتجع على مساحة شاسعة تبلغ 250 ألف متر مربع، ويقع على أجمل شواطئ اليمن المطلة على بحر العرب، بالقرب من حصن غراب التاريخي.

- منتجع قنا السياحي مشروع عملاق ووجهة سياحية متكاملة تنافس أفضل الوجهات في العالم
- موسم البلدة السياحي في شبوة هذا العام يجسد تجربة فريدة من نوعها

وفي حديث حصري لـ 14 أكتوبر، أكد الشيخ أحمد هادي القميشي، المدير التنفيذي لمجلس إدارة شركة شواطئ عدن، ورئيس منتجع قنا السياحي، أن المنتجع يمثل مشروعًا عملاقًا أعاد تشكيل الخارطة السياحية في شبوة والوطن.
وأوضح القميشي أن المنتجع يهدف إلى توفير خدمات سياحية متكاملة تلبي احتياجات الزوار، حيث يتضمن في مرحلته الأولى 12 فلة شاطئية و32 شاليهاً سياحياً، بالإضافة إلى شبكة طرق داخلية وخدمات عامة متكاملة تشمل جامعًا ومطعمًا وسوبر ماركت وحمامات عامة وحدائق عائلية.
وعن موسم البلدة السياحي هذا العام، أشار القميشي، إلى أنه «أكثر من رائع»، حيث تزامن مع موسم الأمطار، مما خلق أجواءً لطيفة وشعورًا عاليًا بالراحة لدى الزائرين.
أما عن ماهية موسم البلدة وكيفية تميزه عن باقي المواسم، قال: «موسم البلدة ظاهرة بحرية فريدة من نوعها، تنطلق من منتصف يوليو وتستمر حتى نهاية أغسطس أحيانًا، وتقتصر على أماكن معينة على سواحل بحر العرب، منها منتجع قنا وساحل المكلا وكيدة وشقرة.
وأردف بالقول، هذه الظاهرة تجتذب شرائح واسعة من الزوار من اليمن وخارجها، بحثًا عن مياه البحر الباردة وخصائصها العلاجية التي تُعد من كنوز المنطقة».
وفيما يخص برودة مياه البحر، أشار القميشي إلى أن درجاتها تتفاوت بين 10 و15 درجة مئوية، ويقوم الزائرون بالاغتسال للاستفادة من فوائدها الصحية، سواء لعلاج مشاكل العظام، الروماتيزم، أو تعزيز الجهاز المناعي وتنشيط الدورة الدموية، وغيرها من الفوائد التي تجعل من موسم البلدة ظاهرة فريدة من نوعها.
وفي سياق الإقبال والزيارات، أكد القميشي أن مستوى الزيارة لا يزال جيدًا، مع ضرورة الحجز المسبق عبر خدمة الواتس آب لضمان توافر الأماكن، مشددًا على أن الخدمات الفندقية والترفيهية التي يقدمها المنتجع أسهمت بشكل كبير في زيادة الإقبال، وزيادة الوعي بالمنافع الصحية للعلاج بالمياه الباردة خلال الموسم.
أما عن خدمات المنتجع، فقال: «نُوفر لضيوفنا خدمات فندقية بأربع نجوم، ومطعمًا، وسوبر ماركت على مدار الساعة، وقاعة تدريب عالية المستوى، وخدمات أمنية مستمرة، مع خدمات عامة مجانية تشمل مناطق ألعاب الأطفال، مسجدًا ومصلى نسائياً، حمامات، قوارب بحرية، وحدائق ومساحات خضراء واسعة، وكل ما يضمن راحتهم، خصوصاً على الشاطئ».
وبالانتقال للتفرد والتميز، أكد القميشي أن منتجع قنا يمتاز بنظافة مياهه وشفافيتها، ورماله البيضاء المرجانية التي تُعد من الأندر في سواحل البحر العربي، مما يجعل منه وجهة سياحية فريدة وتفضيلية مقارنةً بالمناطق الأخرى.
وفي ظل التحديات الراهنة، أبرز القميشي استجابة إدارة المنتجع للمخاطر، حيث تتعامل بروح عالية من المسؤولية، مؤكداً على استمرار تثبيت الأسعار بالريال اليمني، رغم تدهور العملة وغلاء المعيشة، مع إيلاء أهمية كبيرة لمشكلة الكهرباء والمياه التي تعتبر أكبر العقبات، موضحًا أن الإدارة تضع استراتيجيات للتغلب على هذه التحديات وتقديم خدمات عالية الجودة في ظل الظروف الصعبة.
في حديثه حول خطط تطوير المنتجع وتوسيع خدماته في المستقبل القريب، أوضح القميشي أن الخطط تتضمن تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة من المشروع، لافتًا إلى أن هذه الخطط تعتمد بشكل كبير على دعم الجهات الحكومية في توفير البنى التحتية اللازمة، خاصة في مجالي الكهرباء والمياه.
وأشار القميشي، إلى أن إقامة المدينة المائية ومدينة الألعاب الهوائية والإلكترونية، بالإضافة إلى استكمال المنطقة الرياضية وقاعة المؤتمرات وفلل كبار الشخصيات وفلل المسابح، تتطلب طاقة كهربائية عالية، وبدون توفير هذه المتطلبات الأساسية، سيكون من الصعب تنفيذ خطط التطوير في المستقبل القريب.
وفي ختام حديثه، تقدم القميشي، بخالص الشكر والامتنان لجميع نزلاء المنتجع الدائمين ومن شرفوا بزيارته سابقًا. كما دعا كل من لم تتح له الفرصة لزيارة المنتجع إلى تجربة قضاء إجازة استثنائية في مكان فريد للراحة والاستجمام، والاستفادة من موسم البلدة وما يقدمه من فوائد صحية وعلاجية.