14أكتوبر تستطلع آراء المواطنين عن معاناة المرضى في ظل غياب الكهرباء المتكرر :


- انقطاع الكهرباء .. أزمة تهدد حياة المرضى والمعاقين والأطفال وكبار السن
- صرخات استغاثة عاجلة بسبب تدهور الخدمات وأبرزها الكهرباء
- مطالبة بتشكيل لجنة محاسبة لمراقبة الفساد
- من يقف وراء هذا العبث في الخدمات ؟
- الكهرباء في عدن ليست رفاهية بل ضرورة لإنقاذ الأرواح
- حالات الاكتئاب والاختناق داخل البيوت باتت ظواهر يومية في أحياء عدن

عدن / 14 أكتوبر/ خاص :
طالب عدد من المواطنين بتشكيل لجنة محاسبة فاعلة لمراقبة الفساد وغياب الخدمات في عدن، واعتبروا أن الكهرباء ابرز ما تضمنته المطالبة، خاصة وان غياب الكهرباء يعتبر تهديدا مباشرا لحياة المئات، بل الآلاف من المرضى، خاصة أولئك الذين يحتاجون لأجهزة تنفس، أو من يعانون من أمراض مزمنة كالسكر والضغط والقلب.. اصبح المواطن يتوجع بألمه في ظل غياب الخدمات التي يعتبر من حقه الحصول عليها.
في هذا الاستطلاع نضع موجزا لمطالب عدد من الناشطين الحقوقيين عن ضعف الخدمات وابرزها الكهرباء ومعاناة المرضى..
في البداية تحدثت الدكتورة/ زينب القيسي- مدير عام حقوق المرأة والشباب في وزارة الصحة، التي قالت: «تشهد المحافظات المحررة في الفترة الأخيرة حالة من التدهور الشديد في الخدمات الأساسية من كهرباء، مياه، صحة، وتعليم، مما يهدد حقوق المواطنين الأساسية ويعكس الأزمة الإنسانية العميقة التي يمر بها الشعب اليمني.. تتطلب هذه الحالة تدخلاً عاجلاً من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لضمان حقوق الإنسان الأساسية، وحماية الكرامة الإنسانية، وتحقيق العدالة الاجتماعية».
تهديد مباشر لحياة الناس
أما الأستاذ/ صبري سالم أحمد بن شعيب - موجه تربوي، فقال: «بكل صدق، ما يحدث بسبب انقطاع الكهرباء في عدن هو جريمة صامتة بحق الإنسانية، وبحق كل مريض يبحث عن نفسٍ يلتقطه في ليلٍ لا رحمة فيه ولا نور.. مشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء لا يعني فقط الظلام، بل هو تهديد مباشر لحياة المئات، بل الآلاف من المرضى، خاصة أولئك الذين يحتاجون لأجهزة تنفس، أو من يعانون من أمراض مزمنة كالسكر والضغط والقلب، أو من يحتاجون تبريداً دائماً لأدويتهم».
وأضاف قائلاً: أحيانًا أشعر أن المريض في عدن لا يموت من مرضه، بل من الإهمال والفقر وتأخر الرواتب وتدني العملة، ومن الانقطاع المتكرر للكهرباء وتدني الخدمات بشكل مريع، ومن غياب الحس بالمسؤولية لدى من يفترض أنهم في موقع القرار».. ويضيف قائلا: «كم من رضيعٍ اختنق في حضن أمه بسبب توقف المروحة؟ وكم من شيخ ارتفع ضغطه حتى فاضت روحه؟»
وأشار إلى «أن الكهرباء بالنسبة للمريض ليست رفاهية، بل هي ضرورة حياتية اساسية، مثل الماء والدواء، وانقطاعها بهذا الشكل الموجع والمستمر يجعلنا نعيش مأساة جماعية في كل بيت».. وفي الأخير قال: «رسالتي لمن يعنيهم الأمر: اتقوا الله في الناس.. فالكهرباء ليست خدمة، بل أمانة، وحياة، وإن قُطعت عن البيوت، فلا تقطعوها عن الضمائر واتمنى من فاعلي الخير مساعدة المرضى بقدر المستطاع في توفير البدائل المناسبة لهؤلاء المرضى من منظومة شمسية وبطاريات تقيهم من حرارة الجو وتخفف عنهم هذه المأْساة الإنسانيّة غير المسبوقة في حياة الناس جميعا في عدن بشكل خاص».
مسؤولية مشتركة
وتقول الدكتورة/ شمعة مساعد أحمد صالح - مديرة المشاريع بمؤسسة البرنس للتوعية والتنمية الانسانية: أزمة الكهرباء تهدد حياة المرضى، صوتنا نابع من قلب المعاناة.. مضيفة بالقول: في ظل استمرار تدهور خدمة الكهرباء في مدينة عدن، تعيش آلاف الأسر أوضاعًا مأساوية، تتجاوز حدود التعب والإرهاق لتصل إلى خطر حقيقي يهدد حياة المرضى، خصوصًا كبار السن، الأطفال، ومرضى الحالات المزمنة مثل القلب، التنفس، الفشل الكلوي، والسكري.. فانقطاع الكهرباء في هذا الصيف القاسي يعني مزيدًا من المعاناة. درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى حالات اختناق وضربات شمس، وبعض الأجهزة الطبية المنزلية الضرورية مثل أجهزة التنفس أو ضخ الأوكسجين تتوقف عن العمل، مما يعرض حياة المرضى للخطر المباشر. بل إننا للأسف شهدنا حالات وفاة نتيجة هذه الظروف القاسية.. فالكهرباء في عدن لم تعد رفاهية إنها ضرورة لإنقاذ الأرواح».
وفي ختام حديثها قالت : «أحب أن أقول صوتنا اليوم هو نداء إنساني: الكهرباء حق، والحفاظ على الأرواح مسؤولية مشتركة.. معكم دائمًا… صوتًا للناس، ويدًا للعون».
صرخات استغاثة
أما حنان فضل محسن- مديرة إدارة الجودة في دائرة الخدمات الطبية بمستشفى عبود العسكري بعدن، فقالت: لا شك ان انقطاع التيار الكهربائي يمثل تحديا حقيقيا أمام ادارة المستشفيات الحكومية التي باتت اليوم عاجزة عن تقديم الخدمات التي يتطلع لها المواطن الجنوبي الذي يكافح في جميع مجالات الحياة لأجل لقمة عيش كريمة وعلاج يتغلب به على المرض، وهو الذي كان منذ فترة قريبة يتطلع للحرية والعدالة والتنمية والديمقراطية والمشاركة في الحياة السياسية فالمواطن الذي كان يطمح الى ان يجد موضع قدم في هذا السباق العلمي و التكنولوجي اصبح اليوم يفتقر الخدمات الأساسية على رأسها الصحة. المواطن الذي ضحى بدمائه الزكية وظل صامداً متمسكا بقيمه واخلاقه ووطنيته امام هذه التحديات والمنعطفات الخطيرة الا يستحق هذا المواطن النبيل ان تلتفت له حكومته بعين الاجلال والتقدير؟ ألم يئن الاوان لتقوم حكومتنا بواجبها ومسؤوليتها تجاه شعبها ألم يحن الوقت لتخرج حكومتنا وتشعر بمعاناة المواطن وتخفف عنه آلامه؟.. على وزارة الصحة أن تقوم بواجبها فضرخات الاستغاثة عالية وتنذر بمستقبل مخيف وبكارثة محتمة إذا ما ظل هذا الاستهتار بصحة الناس وارواحهم. ومن المؤسف جداً ان تصل ساعات انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتراوح بين عشر وست عشرة ساعة مما يعرض حياة المرضى في المستشفيات الحكومية للخطر الحقيقي لاسيما مرضى العناية والخدج الذين تتوقف حياتهم على الأجهزة الطبية الكهربائية. ان انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود بدائل يعني أيضاً توقف جميع الأجهزة التشخيصية عن العمل مما يسبب حالة شلل للمستشفيات الحكومية وتردي الاوضاع الصحية للمرضى وقد شاهدنا على وسائل الإعلام الوضع الصحي المتدهور للمراكز والمستشفيات الحكومية وسمعنا صرخات الاستغاثة المتكررة من المرضى والطاقم الطبي والاداري لتلك المستشفيات وشاهدنا المرضى يفترشون ساحات المستشفيات الحكومية هروبا من الحر الخانق في الاقسام مما يجعلهم عرضه للعدوى ويهدد سلامتهم بشكل عام ... اني اليوم اوصي حكومتي بالشعب خيرا واحذرها من مغبة التمادي في تجاهل احتياجاته».
وتابعت حديثها قائلة: «من هذا المنبر اسمحوا لي أن أضم صوتي لصوت كل مواطن حر واطالب الحكومة ووزارة الصحة أن تسد الخلل وتقوم بواجبها ومسؤوليتها تجاه المواطنين فهذا الشعب صابر ولا يزال يأمل في حكومة وطنية نزيهة تنتشله من بين براثن الفساد.. كوننا المستشفى الحكومي الوحيد الذي تغلب على هذه المشكلة بامتلاك الخط ذهبي.
كابوس يومي
وقالت الأستاذة/ رصينة ياسين عبدالله: «إن انقطاع الكهرباء في عدن.. أزمة تهدد حياة المرضى والمعاقين و الأطفال و كبار السن ولا تزال أزمة الكهرباء في مدينة عدن تمثل كابوسًا يوميًا يؤرق حياة السكان، وتحديدًا الفئات الأشد ضعفًا من المرضى والمعاقين وطريحي الفراش، في ظل صيف قائظ تتجاوز فيه درجات الحرارة أحيانًا حدود الاحتمال، وغياب مستمر للحلول الجذرية منذ أكثر من عشر سنوات».
واضافت قائلة: «تتكرر المأساة في المستشفيات والمنازل على حد سواء، مع كل انقطاع للتيار الكهربائي . مرضى يعتمدون على أجهزة تنفس، وأطفال حديثو الولادة في الحاضنات، وكبار سن لا يحتملون الحر، وأدوية تتلف لعدم توفر التبريد. أما المعاقون وذوو الإعاقة الحركية، فلا يملكون القدرة على التعامل مع هذه الظروف القاسية، مما يزيد من معاناتهم الصحية والنفسية».
وتضيف بالقول: «صراخ الأطفال نسمعه يوميا في المساء بسبب الحر الشديد وارتفاع الرطوبة وانقطاع الكهرباء و الظلام في ظل ضعف قدرة الاهل على توفير ابسط الإمكانيات لتهدئة اطفالهم و خيبة أمل تملأ افئدتهم.. مشيرة إلى تأثيرات نفسية واجتماعية إذ لم يعد انقطاع الكهرباء في عدن مجرد أزمة خدمية، بل أصبح عبئًا نفسيًا ثقيلًا على الأسر، التي تجد نفسها عاجزة عن توفير الحد الأدنى من الرعاية لأبنائها المرضى. الشعور بالقلق، الضغط النفسي، وتزايد حالات الاكتئاب والاختناق داخل البيوت، باتت ظواهر يومية في أحياء عدن، حيث يقضي المواطنون ساعات طويلة في الظلام والحر دون حلول».
وتابعت حديثها : «صمت رسمي ووعود متكررة رغم التصريحات المتكررة عن خطط لتحسين خدمة الكهرباء، إلا أن الواقع لا يزال كما هو، بل يسير من سيئ إلى أسوأ ولا تزال الأسباب ذاتها تتكرر: نقص الوقود، تردي البنية التحتية، وغياب الإدارة الفعالة، ما يضع صحة وحياة الناس على المحك».
واستطردت قائلة: «في حال تمت معالجة أزمة الكهرباء بشكل فعلي ومستدام، فإن الأثر سيكون كبيرًا على الجانب الصحي والإنساني. ستتراجع المضاعفات، وتتحسن فرص البقاء للمرضى، وسيعود شيء من الاستقرار والطمأنينة إلى البيوت العدنية التي طال انتظارها للفرج. صرخة طفل في الظلام ليست صرخة عادية بل صرخة مجتمع بأكمله يطالب بحقه في الحياة الكريمة».