الطفل أصيل عبدالله مثنى ذو السبعة أعوام والطفلة إيمان علي عبدالله ذات الثمانية أعوام تركا جسديهما النحيلين يتسجيان على سريرين صغيرين في غرفة صغيرة بمستشفى الوحدة التعليمي بمدينة الشيخ عثمان مودعين مرح الطفولة ولهوها مستسلمين لقدرهما وما ألمّ بهما من مرض.. كنت أنظر لهذين الطفلين وهما يصمتان تارةً ويصرخان تارة أخرى بينما كانت والدتاهما تجلس كل منهما على طرف سرير طفلها تنظر إليه بحزن وحسرة مستسلمتين للقدر بإيمان وصبر وإن كان الألم والحزن يخيم عليهما بين الفينة والأخرى، والدمعة لا تفارق مآقيهما أثناء الليل واستراحة النهار.لقد غادرت تلك المرأتان قريتهما بصحبة زوجيهما تاركتين ورائهما أعمالهن وأهلن أملاً بشفاء ولديهما المصابين بسرطان الدم "لوكيميا" كما يطلق على تسميته علمياً.
إيمان
وتؤكد والدة الطفلة إيمان أن طفلتها تعاني هذا المرض منذ عامين ونصف تقريباً وقد أثقلت كاهل الأسرة أسعار الأدوية الكيميائية التي تزيد سعر الجرعة الواحدة عن ستة آلاف ريال.فصح عبدالله مثنى والد الطفلة بأن أسعار أدوية مرض سرطان الدم مرتفعة جداً وإن وجدت بعضها مجاناً نجد أن بعضها الآخر غير متوفر أصعب إلى ذلك أن المساعدات التي تحصل عليها بعض مرضى السرطان لا تعني بالغرض وقال : إني موظف بسيط في القوات المسلحة ومرتبي الشهري لا يساوي ثمن ثلاث أو أربع جرعات كيميائية المقررة لطفلين.لم يكن حظ الطفل أصيل أوفر من إيمان ولم تكن حظ أسرته أوفر أيضاً إنها تتجرع نفس المرارة نفسها وتعيش نفس الهم على طفلها تعاني من ارتفاع أسعار الدواء وقلة ما باليد وتؤكد أسرة الطفل أصيل عدم وجود بعض أنواع الأدوية في مخازن المستشفى خصوصاً المجانية وبعضها نفذت كميتها وهذا الأمر لا يحمل أمر أطفال مرضى سرطان الدم أعباء كبيرة ومشكلات صعبة لا تستطيع هذه الأسرة تحمل أعبائها.الطفل/عبدالله عبدالآله عمره 15 عاماً هذا الطفل أحد نزلاء مستشفى الوحدة التعليمي قسم الأطفال يعاني هو الاخر من مرض سرطان الدم منذ أربعة أعوام يشير إلى أن ماهو مقرر له من جرعات العلاج الكيميائي ثلاث جراعات شهرياً ثمن الجرعة الواحد سبعة الآف ريال إضافة إلى علاج آخر لزيادة مناعة الجسم ومقاومته للجرعات الكيميائية التي يتعاطاها ثمن الحقنة الواحدة واحدوعشرون آلف ريال كانت الممرضات في هذا القسم يشعرون بالآسى لعدم قدرتهن على مساعدة هذين الطفلين وبقية الأطفال الذين يعانون المرض نفسه والموجودين في القسم.وبحسب إفادة معظم الممرضات بأنهن يقمن بعناية ورعاية هؤلاءالأطفال وفقاً لأمكانيتهن كما يقدم المستشفى وجبة غداء للنزلاء والمرافقين وتقدم الأدوية للمرضى بحسب ماهو متوفر في مخازن مستشفى الجمهورية التعليمي وهي أدوية مجانية ولكن بعض الأدوية المقرره لبعض المرضى غير متوفرة وهي غالية الثمن ويجدها المرضى بصعوبة جداً . كنت أغادر هذا القسم رغم ملاحظاتي عن وضعه ونظافته التي تبدو أقل مماهو مطلوب وتجهيزاته ومعداته ليست في مستوى الطموح رغم الجهدالواضع من قبل الأطباء والكادر..الا أن لحظة الألم على تلك الأطفال ومعاناةأبائهم وحسرةأمهاتهم كانت أكبر من ملاحظات عابرة حينها تحولت إلى دعوة صارخه إلى أوليك القادرين إلى كل أب وأم إلى كل الجهات أن تساهم في التخفيف من معاناة مرضى السرطان وتجفيف الدمع من مأقي أمهاتهم.[c1]قسم حديثي الولادة[/c]على الجانب الأخر من قسم السرطان يوجد قسم حديثي الولادة ويحتوي على عدد من الحضانات وأجهزة أخرى صغيرة كما تعمل أربع ممرضات ورئيسة قسم يقمن لاستقبال الحالات الوافدة من المواليد الجدد ويقمن برعايتهم غير أن ما هو ملحوظ عطب بعض الحضانات وغياب بعض الأجهزة الخاصة كما تصرف الأدوية للحالات التي يتطلب العلاج وبأسعارها .وفي قسم الأطفال قالت/ يسرى محمد عبده رئيسة القسم إن الأدوية المتوفرة تصرف بأسعارها للمريض .. لأن مجانية الأدوية أصبحت ملغية إلا أننا نصرف لبعض الحالات وفقاً لادارة المستشفى خصوصاًً الفقيرة جداً يصرف العلاج مـجاناً.وأضافت أن الأدوية ليست كلها متوفرة ولكن الضرورية منها للحالات الصعبة.[c1]حالات وفاة قليلة[/c]أما بالنسبة لحالات الوفاة بين الأطفال تحدث ولكنها قليلة والأسباب عدم اهتمام بعض الأهالي بأطفالهم وتجد أن معظم الحالات التي توفد إلى المستشفى تكون في حالة سيئة ومتأخرة جداً ومن الصعب إنقاذ مثل هذه الحالات .. ولذلك يتوجب على الأباء والأمهات مراجعة الطبيب مع بداية إصابة الطفل بالمرض حتى يتسنى له إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة وإعطائه العلاج المناسب لمرضه.وأضافت يسرى أما علاقتنا بالادارة فعلاقة جيدة ولا يمكن أن تتوانى في توفير متطلبات الأقسام وإنما يبدو أن الامكانية المتوفرة كميزانية تشغيلية لا تكفي.وفي سياق حديثها أوضحت رئيسة القسم أن القسم له معاناته من حيث النقص في التكييف وهو الأهم للمرضى والعاملين في الأقسام والتكيف الحالي ليس كافياً بعد أن أصبح التكييف المركزي خارج الجاهزية.. كما أن النظافة موجودة ولكن تقتصر على فترة الصباح أضف إلى ذلك النقص في الكادر التمريضي وهذا ماتعانيه معظم أقسام المستشفى.ورغم تلك الأحاديث الا أن هذا القسم وقسم الأطفال غير مهيأ بصورة سليمة ومتكاملة وإن كانت الجهود التي تبذل من الأطباء والطاقم الفني والتمريضي جهوداً مرضية الا أن النقص في المعدات والأجهزة المطلوبة يؤثر سلباً على أداء الطبيب والممرض والفني بصورة شاملة.[c1]الطوارئ[/c]قسم الطوارئ يستقبل الحالات الوافدة يومياً من مختلف الأعمار أطفال ونساء ورجال تجري لهم الفحوصات الطبية من قبل الأطباء المناوبين على مدار الساعة.ويحتوي هذا القسم على مختبر للفحوصات الروتينية وجهاز تخطيط القلب وغرفة خاصة يفحص الأطفال وغرفة أخرى مخصصة لاستقبال المرضى من الرجال والنساء يعمل الطبيب المناوب على إجراء الفحوصات للمرضى - وتوجد غرفتان آخريان للحالات التي تستدعي الانتظار لساعات لمراقبة حالاتهم حتى تستقر كما يوجد طاقم تمريض عامل على مدار الساعة وكذا الأطباء.وأكدت الدكتورة المناوبة مريم بأن معظم الحالات التي تأتي إلى قسم الطوارئ من الأطفال تكون مصابة إما باسهال أو حمى ناتجة عن اللوزتين ونادراً ماتحدث اصابات بالتيفود أما بالنسبة لحالات الوفاة بين الاطفال تحدث نادراً والمشكلة أن مثل هؤلاء الاطفال يأتون إلى الطوارئ وحالاتهم متأخرة جداً والسبب يعود إلى إهمال أسرة الطفل ومثل هذه الحالات نجد أن الأسر شبه أمية وغير متعلمة .أما المرضى من كبار السن فمعظم الحالات مصابة بداء السكر أو ارتفاع ضغط الدم وأسباب ذلك في معظمها ناتجة عن عوامل اقتصادية .وأوضحت الدكتوره مريم كداف ، أن القسم يعاني من النقص في التكييف والطاقم التمريضي .. لأن التكييف الحالي لا يكفي وبعض الحالات تستدعي وجود تكييف كاف وإن لم تجد يمكن أن تموت.[c1]حالات شديدة الأعياء[/c]
وفاء قائد
المحت الدكتورة وفاء قائد الدهبلي اخصائية أطفال نائبة مدير المستشفى أن حالات الوفيات بين الأطفال لم تكن بالحجم التي يشكل ظاهرة وإنما تحدث سواء بين حديثي الولادة أو بين الاطفال تأتي معظم الاحيان إنقاذها مهما بذل من جهد ، ولهذا ينبغي على الامهات والآباء مراجعة الطبيب منذ اللحظة الاولى لمرض الطفل .وتفيد الدكتورة وفاء بعض هذه الحالات الى الاهمال من الاسرة سواء بمرض الطفل أو بنظافته مشيرة إلى أن هذه الحالات تأتي إما من الريف أو من مناطق البساتين ودار سعد ويستقبل المستشفى يومياً العديد من الاطفال بالاضافة الى المرضى من الرجال والنساء وكذا الولادة .. ويقدم الاطباء المختصين وأطباء العموم والفنيين كل إهتمام ورعاية المريض الوافد الى المستشفى رغم أننا نشعر أن هناك نقص في جوانب شتى التأثيث والتجهيز وبعض المعدات الطبية المتطورة إلاّ أننا نثق كل الثقة من قدرات الاطباء والطاقم الفني الذي يمتلك خبرات كبيرة في مجالات اختصاصه .أما الادوية التي تقدم للمرضى وبالذات نزلاء المستشفى تتوفر الادوية المهمة للحالات الصعبة على أن يشتريها مرافق المريض من خارج المستشفى واعادتها الى القسم وتصرف لمريض آخر لكن هناك وجهه نظرياً النسبة للحالات الفقيرة جداً تصرف الادوية الموجودة للمريض مجاناً كما يعض أيضاً من المترتبات الاخرى .وذلك نظراً لأن مجانية الدواء أصبح غير معمول به وفقاً للتوجهات الجديدة عدى أودية مرضى السرطان التي توفر ها الدولة مجاناً وتصرف للمستشفى من المستودعات المركزية وفقاً والمرضى الموجودين ونوعية المرض المصاب به المريض .وأضافت الدكتورة وفاء في سياق حديثها أن بعض أدوية مرضى السرطان غير متوفرة ويحدث أحياناً أن بعضها نفذت من المخازن المركزية ويجد المرضى صعوبة كبيرة في شرائها نتيجة لإرتفاع أسعارها من جهة وندرة وجودها من ناحية أخرى .وقالت رغم تعاطفنا وحسرتنا على المرضى الاطفال نزلاء المستشفى والمصابين بسرطان الدم إلاّ أن إمكانياتنا لا تمكنا من تقديم الادوية غير المتوفرة ولكن هناك من يعمل من خلال علاقته على توفير ما أمكن لمساعدتهم رغم أننا نشعر أن ذلك ليس حلاً جذرياً والحل في تقديري أن تساهم كل الجهات في مساعدة هؤلاء المرضى .[c1]مختبر وكادر فني [/c]كنت أغادر قسم الطوارئ باتجاه قسم المختبر الذي يقف أمامه عدد من المرضى لإجراء بعض الفحوصات الروتينية .. بينما ينكب الفنيين على أجهزة الفحص لإبراز نتائج الفحوصات التي بين أيديهم ..وفي هذا السياق نجد أن بعض المرضى لا يثقون بتلك النتائج المخبرية والامر يعود لسببين إما نتيجة لرخص أسعار الفحوصات التي تجرى في المستشفى أو لعدم ثقة المواطن بأجهزة الفحص والعاملين عليها .[c1]حديث ذو شجون [/c]حملت ملاحظاتي وأسئلتي وشجون أخرى إلى طاولة الدكتور محمد سالم باعزب مدير عام مستشفى الوحدة التعليمي .فقال إن المختبر يعتبر جانباً مهماً ولدى المستشفى مختبر للفحوصات الروتينية وكذا مختبر للفحوصات الاخرى منها صفار الكبد الوبائي والايدز كما يوجد طاقم فني يعمل بكفاءة عالية ونحن نثق من قدرات هؤلاء الفنيين العاملين على أجهزة الفحص مدللاً على ذلك بالحالات التي تأتي الى المستشفى منها غيبوبة السكر حيث يعتمد الطبيب على الفحص المخبري ونتائجه .وأضاف قائلاً إن هذا الكادر العامل في مختبر المستشفى يمتلك كفاءة وخبرة طويلة بعضها تصل خبرته الى 28 عاماً .وإذا نظرنا الى المحاليل فهذه تتعلق بذمتنا كأطباء وقال لا يمكن أن تقوم بشراء محاليل للمختبر منتهية أو فيها ذرة من شك على الاطلاق أما فيما يتعلق بنتيجة خاطئة لفحص ما يمكن أن تحدث نظراً للإقبال المتزايد على الجهاز الذي تجرى فيه الفحوصات ولكن ذلك يعتمد على خبرة الفني العامل على الجهاز .. إذ يجد أن هناك 1% من شك يقوم بإعادة الفحص مرة أخرى حتى يتأكد من النتيجة .[c1]قسم السرطان [/c]
محمد سالم باعزب
ويقول الدكتور بأعزب هناك فئة من المرضى نقدم لها خدمة وفق إمكانياتنا ووفقاً لما هو متوفر من الادوية المجانية من الدولة تصرفها بحسب ماهو مقرر للمرضى وإن كانت غير متوفرة فهذا أمر خارج عن إرادتنا .وبحسب سؤالكم عن قسم السرطان إن كان مؤهلاً لمعالجة وفحص المرضى استطيع القول إن القسم غير مهيئاً إطلاقاً لا من حيث التجهيز والتأثيث ولا من حيث المعدات لم تكن متوفرة بالكامل إلاّ أن ماهو موجود يفي الغرض وإن كانت هناك في قسم حديثي الولادة تسع حضانات عاملة بالاضافة الى حضانات أخرى في غرف أخرى بينما هناك حضانات خارج الجاهزية وبحاجة الى صيانة والكادر المتوفر في قسم الصيانة إمكانياته الى حد ما أما بالنسبة للكادر العامل في هذا القسم وقسم حديثي الولادة كادر جيد ، وكلما نعاني منه هو النقص في الكادر التمريضي لا في هذين القسمين ولكن في معظم أقسام المستشفى .وأفاد مدير مستشفى الدكتور بأعزب بأن هناك تأهيل لمبنى الاطفال وسيشمل المرور السادس ونصف مبنى الاطفال الحالي وسيتم تجهيزه وتأثيثه كاملاً ضمن مشروع قدرة تكلفته بـ (198) مليون ريال يمني والوضع الحالي لقسم الطوارئ هو وضع مؤقت حتى يستكمل مشروع مبنى الاطفال.وقال رغم أننا قمنا بشراء عدد إثنين مكيفات لقسم الطوارئ ولكن نعتبر ذلك حلول مؤقتة وليست حلول جذرية.[c1]التجهيزات[/c] وأشار الدكتور بأعزب الى زن المستشفى منذ تأسيسه لم تدخل إليه أجهزة حديثه سوى جهاز الموجات فوق الصوتية بالاضافة الى جهازين مناظير تقام فيهما عمليات نساء وولادة مع إدخال بعض الاجهزة في المختبر وتخطيط القلب والدماغ.وأضاف قائلاً قمنا بشراء معدات جديدة وخصوصاً أدوات التعقيم كما تم صيانة الخزان الموجود في المستشفى وهناك مشروع بناء خزان إضافي سعة ثلاثين متراً مكعباً ومضخة مياه للشرب ومحولان كهربائيان .[c1]التكييف[/c]وبحسب الدكتور باعزب إلى أن ما تقوم به إدارة المستشفى من شراء مكيفات وتركيبات ما هو إلاّ بوضع حالي أما بالنسبة للتكييف المركزي الرسمي للمستشفى فقد أنتهت صلاحيته.وقد قدرت الدراسة التي أجريت لتكييف مركزي بحوالي مليار ريال وهي مطروحة أمام مجلس الوزراء للاطلاع والنظر فيها .[c1]مشاريع مستقبلية [/c]أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية كما أوضحها باعزب تتمثل في بناء وتأثيث قسم الاطفال بتكلفة 198 مليون ريال إنجاز وتجهيز قسم النساء والولادة بكلفة 67 مليون ريال .[c1]مشروع الكلى الصناعي [/c]مشروع الطوارئ والتوليد هذا مطروح أمام الصندوق الاجتماعي للتنمية.كنت أنهي هذا الحوار مع الدكتور محمد سالم باعزب وأنا أثق أن هناك هموم أخرى لا يمكن أن تنجز في هذا الوقت وربما تحتاج الى وقت طويل وبحاجة الى أموال طائلة .منها تكييف مركزي للمستشفى وتوفير أجهزة ومعدات طبية حديثة وتوفير الموازنة الكافية التشغيلية حتى تتمكن إدارة المستشفى في توفير الادوية للاقسام واللوازم الخاصة بأقسام المستشفى أضف الى ذلك تحديث المستشفى وتجهيزه وإمكان عمل مراحل لا سيما وأنه منذ التأسيس لم يؤثث أو يجهز وإن كانت الاجهزة التي أدخلت إليه لا تتعدى ستة أجهزة فقط بينما ماهو مطلوب للمستشفى أكثر منها بكثير .