مصر تخشى تحول لبنان إلى ساحة قتال إذا استمرت الاحتجاجات
بيروت / عواصم / وكالات :قال الرئيس المصري حسني مبارك أمس السبت انه يخشى ان يؤدي استمرار الاحتجاجات الى تحول لبنان لساحة قتال اذا تحولت المسألة الى طائفية.وقال مبارك للصحفيين في شرم الشيخ حيث كان يجتمع مع وزير الخارجية الروسي لسيرجي لافروف "القضية كانت تحتاج الى حكمة في التعامل مع الخلافات الداخلية."وأضاف "ان ما أخشاه اذا استمرت المسيرات واتخذت شكلا طائفيا ان ينضم اليها أنصار لهذه الطوائف من خارج لبنان.. ولن يستطيع أحد حينئذ التحكم فيها خصوصا لو استمرت فترة طويلة."وأعرب مبارك عن قلقه من ان تؤدي القوى الخارجية لمفاقمة الوضع في لبنان.وأضاف "وستكون النتيجة تحول لبنان الى ساحة للقتال مما يعرضه للخطر."وكانت أطراف عربية ودولية قد ابدت مواقف متباينة إزاء الاعتصام الذي ينظمه أنصار المعارضة اللبنانية وسط بيروت تلبية لدعوات أبرز تياراتها وعلى رأسها حزب الله بهدف إجبار حكومة فؤاد السنيورة على الاستقالة.وأبلغ العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحكومة اللبنانية دعم بلاده الكامل للمواقف السياسية للسنيورة ومعارضة الرياض لأي عمليات للإخلال بالأمن.وأفاد بيان صادر عن رئاسة الوزراء اللبناني بأن الملك عبد الله تحدث عقب مكالمته السنيورة مع "كل الوزراء الموجودين في السراي الحكومي فردا فردا وأبلغهم دعمه ومؤازرته الكاملة".ونددت واشنطن على لسان المتحدث باسم خارجيتها توم كايسي بمظاهرات المعارضة, الذي قال إن "التهديدات وأعمال التخويف والعنف ليست بالتأكيد وسائل يمكن أن نعتبرها ديمقراطية لتغيير الحكومة".واتهم كايسي كلا من دمشق وطهران بأنهما المحرضتان الحقيقيتان على ما وصفه باستعراض القوة الذي يقوم به حزب الله وحلفاؤه. وأضاف "مع أحداث كاغتيال وزير الصناعة بيار الجميل وآخرين فمن الواضح أن ثمة تصرفا أكيدا يرمي إلى تخويف القوى المتحالفة مع الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بلبنان".من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي إيفانوف إن بلاده تراقب بقلق الوضع المتوتر في لبنان.وأكد رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الذي اتصال بالسنيورة "دعم فرنسا الكامل لعمل حكومته من أجل لبنان سيد وديمقراطي". أما مرشحة الرئاسة الفرنسية سيغولين رويال فقد حثت جميع اللبنانيين على معاودة الحوار, محذرة في الوقت ذاته من إمكانية انقلاب الأمور في أي لحظة.في غضون ذلك دعا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة امس السبت الى "استئناف الحوار" من اجل حل الازمة السياسية، فيما اكدت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت "دعم" بلادها للحكومة اللبنانية.وقال السنيورة خلال لقاء مع اطباء سعوديين زاروه في مقر رئاسة الحكومة الذي يحيط به المعتصمون "لن تحل الامور لا في الشارع ولا في التهديد ولا في الضغط ولا في التخوين".واضاف"الطريق الوحيد لحل المشاكل هو الجلوس سوية وادعو الرئيس نبيه بري رئيس المجلس النيابي الى استئناف الحوار" بين القادة اللبنانيين. وتابع رئيس الحكومة "اقول للمعتصمين ارفع رأسي اعتزازا بمن يعبر عن رأيه وانا احترمه. وبقدر ما احترم رايه اتمنى عليه احترام راي الاخرين، لان هذا البلد ديموقرطي ويدافع عن الديموقراطية".الى ذلك اكدت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي تزور لبنان "دعم" بلادها للحكومة اللبنانية، وقالت بعد لقاء مع السنيورة "جددت دعم المملكة المتحدة للبنان ولرئيس الوزراء فؤاد السنيورة. ندعو جميع الاطراف الى العمل معا من اجل خير لبنان والعودة الى الحوار".وردا على سؤال عن فرص بقاء الحكومة، قالت "من الصعب الادلاء بتكهنات. من الواضح انها تواجه صعوبات، الا انها تظهر تصميما وشجاعة". كما شددت من جهة اخرى على ضرورة وضع حد "لتحليق" الطيران الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية.وكانت بيكيت وصلت الجمعة الى بيروت بعد ساعات من تظاهرة حاشدة دعت اليها المعارضة بقيادة حزب الله القريب من سوريا مطالبة بسقوط الحكومة.ومن المقرر ان تلتقي بيكيت رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تشارك حركته، حركة امل، في التحرك ضد الحكومة الذي يتواصل على شكل اعتصام مفتوح.كما تزور جنوب لبنان للقاء عناصر بريطانيين في حملة نزع الالغام التي خلفها الجيش الاسرائيلي بعد الحرب مع حزب الله في يوليو.جاء ذلك بعد أن غص وسط بيروت بمئات الآلاف من أنصار المعارضة الذين توافدوا من مناطق مختلفة من البلاد حاملين الأعلام اللبنانية. كما رددوا هتافات تطالب برحيل الحكومة التي يقودها فؤاد السنيورة. ورافق ذلك التجمع انتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية.وقد نصب المعتصمون خياما على طريقين يؤديان إلى السراي الحكومي مقر رئاسة الحكومة. لكنه تم في وقت لاحق إعادة فتح الطريقين بعد اتصالات مع رئيس البرلمان نبيه بري والجيش المكلف بالحماية الأمنية.وبدأ الاعتصام الجمعة بمظاهرة حاشدة تم خلالها ترديد سلسلة من الشعارات الداعية إلى رحيل السنيورة وحكومته. وقد ألقى زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون كلمة دعا فيها الحكومة إلى الاستقالة تلبية لمصلحة الشعب الذي قال إنه خرج اليوم (الجمعة) للتعبير عن استيائه من أداء الحكومة.بالمقابل قال رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، إن فريق 14 آذار والحكومة سيواجهان قرار المعارضة بالاعتصام والمظاهرات بكل هدوء.وأشار إلى أن الأزمة الحالية في لبنان لا تحل إلا عن طريق الحوار. وجدد رفض ما وصفها بالوصاية السورية الإيرانية على لبنان, مشيرا إلى أن السلاح لا يزال يدخل إلى لبنان عبر الحدود السورية. في سياق اخر أدانت سيجولين رويال المرشحة الاشتراكية للرئاسة الفرنسية امس السبت وصف نائب من جماعة حزب الله اللبنانية الاحتلال الاسرائيلي السابق بأنه "نازية" بعدما لم يبدر منها رد فعل على ذلك يوم الجمعة.ومن المقرر أن تزور رويال اسرائيل اليوم الاحد في اطار جولة في الشرق الاوسط تهدف الى تعزيز صورتها في اطار السياسة الخارجية. وقالت انها لم تسمع تصريحات النائب علي عمار يوم الجمعة رغم أن صحفيين حاضرين قالوا انه أدلى بالتصريح مرتين وكان كلامه موجها لها.وقالت رويال للصحفيين عندما سئلت عن تصريحات عمار بشأن اسرائيل "لم أسمع هذه المقارنة."وأضافت "هذه المقارنة التي كانت ستعتبر غير مقبولة وبغيضة وكريهة كانت ستدفعنا الى مغادرة القاعة."وخلال اجتماع يوم الجمعة بين لجنة السياسة الخارجية بمجلس النواب اللبناني ورويال قال عمار "النازية التي أراقت دماءنا واغتصبت استقلالنا وسيادتنا ليست أقل من النازية التي احتلت فرنسا."وترجم مترجم تصريحات عمار الى الفرنسية للصحفيين الموجودين وكان لرويال مترجمها الخاص الذي لم يصل صوته للصحفيين. وسمع عدد من الصحفيين الموجودين عمار وهو يستخدم كلمة "نازية" مرتين.واضطرت رويال الى التراجع عن تصريحات ادلت بها الجمعة واتفقت فيها مع عمار بشأن السياسة الخارجية الامريكية التي ندد بها بوصفها "حماقة غير محدودة للادارة الامريكية".