ابو ظبي / متابعات :صدرت حديثا رواية "ثلاثية الحب والماء والتراب" لمؤلفها علي أبو الريش ضمن منشورات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ووزارة الثقافة.والرواية ترصد تحولات شخصيتين رئيستين هما أبو متراس وشامة، في إطار العلاقة الثنائية ذكورة/أنوثة، وكذلك ضمن حياة المجتمع الذي تتحركان فيه، سواء كان بحرياً أم صحراوياً/ بدوياً أم قروياً ريفياً.في البداية، نرى أن كلاً من الشخصيتين تعاني الوحدة والذل والمهانة، شامة في بيت والدها الذي يعيش مع مفاتيحه كمجنون لكنه يفرض هيمنته على زوجته الخانعة وابنته التي بلغت الثلاثين وهي ترفض الزواج وتكره الرجال بل تكره والدها وتكره النساء الخانعات، فتقرر التمرد عبر الخروج من بيت أبيها وعدم العودة، إليه، فتتشرد في الطبيعة، اما أبو متراس فهو كهل توفيت زوجته ويعيش في وسط يرفضه، فيقرر الخروج على الحي ومعاقبته على هذه المعاملة، ويبدأ تشرده ما بين القرية والصحراء والجبل.يقول عمر شبانة بجريدة "البيان" انه "في محيط روائي ولغوي هادر بالقصص والحكايات، احاول التوقف مع أبرز محطات وأسئلة هذه "الملحمة الروائية" التي لا يمكن اختزالها في سطور، فهي ملحمة تجمع حكايات البحر والصحراء والقرى، خصوصا أننا أمام عمل يغلب فيه الأسطوري على الواقعي، وتحديدا في ما يتعلق بمعتقدات وسلوكيات كل من الشخصيتين الرئيستين وبمصيرهما أيضا".مسألة الصراع بين ذكورة وأنوثة، أو رجل/امرأة، وهو صراع يتجسد في الأفكار والممارسات أكثر مما يتمثل في العلاقة بين «شامة» وأبي متراس، فهما لا يتقابلان في الرواية سوى مرة واحدة حين تحضر شامة طعاماً للرجل الوحيد فتلمس يده إبهامها ولا يعود يراها، لكن كلا منهما حاضر بالنسبة إلى الآخر من خلال التذكر والتداعيات.وكذلك من خلال رفض شامة للرجل عموماً، وهي في ذلك تمثل موقفاً نسوياً متشدداً، إلا أنها بقدر ما تطرح أسئلة اضطهاد المرأة، فهي أيضاً تطرح أسئلة وجودية حول الحياة والموت، وهو ما يفعله أبو متراس كذلك، وخصوصاً بعد أن يجد كل منهما نفسه وقد حقق الكثير ولا يعرف إلى أين يمكن أن ينتهي.
|
ثقافة
"ثلاثية الحب والماء والتراب" ترصد صراع الذكورة والأنوثة
أخبار متعلقة